التأهيل النفسي والجسدي للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يجب العمل من قبل المدرب على تأهيل الرياضي نفسياً وجسدياً من أجل أن يكون اللاعب مؤهلاً من كافة النواحي للاشتراك في المنافسات العالمية.

التأهيل النفسي والجسدي للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة

إن التعامل مع الرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة يختلف بشكل كبير عن التعامل مع اللاعب السليم، فهو بحاجة إلى تأهيل نفسي وجسدي، كما أن العمل الذي يبذله الرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة أكبر بكثير من جهد الرياضيين السليمين، وذلك لأنّ التدريب يكون متعب متعِب حتّى للأجساد السليمة.
كما أن هذا الشيء يتطلب تأهيلاً من نوع خاص يراعي الجوانب الجسدية والنفسية للاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يساهم في ذلك تأهيل مدربين قادرين على التعامل مع اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة بالطرق المثلى، وهذا أمر يترتب على المدرب أن يحرص عليه عند تدريب اللاعبين.

ولكن هناك بعض اللاعبين الذين يعانون من قصور حسي أو جسدي يقف بينهم وبين اكتساب بعض المهارات الخاصة، أو تفاعلهم مع بعض العوامل الخارجية في البيئة المحيطة، وقد تؤدي ممارسة اللاعب لبعض الألعاب الرياضية إلى أن يؤذي نفسه، ففي إحدى الدراسات ثبت أن 56% من اللاعبين ترتفع أوزانهم بصورة تؤدي بأجسامهم إلى الترهل والسمنة المفرطة، وذلك ليكونوا عرضة لارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب وهشاشة العظام.

وقد أظهرت الدراسات التي قام بها مدربو الأولمبياد على مستوى العالم أن الرياضيين في حاجة ماسة إلى تدريبات لرفع معدلات اللياقة البدنية، حيث تفوق في كثافتها ما يتدربون له بالفعل أثناء أدائهم للتمارين الرياضية، ومن هذا المنطلق يعتبر ترويج المفاهيم الصحية أحد أهم الإضافات التي أُدخلت لصحة الرياضيين، من خلال مجموعة عناصر تهدف في النهاية إلى إيجاد أفضل الطرق لتوصيل المفاهيم والمعلومات الرئيسة إلى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتشجعهم على اختيار أفضل الأنماط الصحية لحياتهم، والتي يكون هدفها تمكينهم من تحسين مستويات صحتهم العامة، لذلك يتمّ تزويد الرياضيين بإرشادات التغذية السليمة، وأنماط ممارسة الحياة، والأساليب الترفيهية التي تساعد على زيادة مستويات اللياقة البدنية، كما يتم تزويدهم بمعلومات مهمة يتنوع محتواها وفقاً لاختلاف الاحتياجات الصحية في ضوء طبيعة كل مجتمع.

الأمور التي يحتاج الرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة لها

يحتاج الرياضيين إلى خدمات طبية وذلك من أجل فحص لياقتهم البدنية لممارسة الرياضة، ولتحديد الفئة التي يشاركون فيها، كما تتنوع جوانب الرعاية الصحية التي يقدمها برنامج إعداد الأبطال العالميين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم العمل على تأهيل الرياضي من خلال المتعة والترفيه، كأحد أنواع العلاج الطبيعي الذي تم العمل على تطويره، ويهدف إلى تحسين وتطوير المرونة وقوة العمل والاتزان؛ ويقوم بذلك متخصصون في العلاج الطبيعي من خلال جلسات فحص اللياقة.

ومن العناصر الرئيسة في برنامج تأهيل لاعبي الإعاقة، قياس كفاءة وظائف السمع، ويحتاج الأمر العمل على فحص منتظم لحاسة السمع، كما يتمّ قياس مدى حاسة البصر، ومن ثم الحفاظ على قوتها وحمايتها من أي مضاعفات مرضية، حيث أنهم لهم اهتمام خاص بالإبصار الرياضي، ويشاركون في عملية فحص الرياضيين طبياً أثناء الفعاليات الرياضية، وكان أول فحص طبي تم توقيعه مع الأولمبياد الخاص الدولي أثناء دورة الألعاب الأولمبية العالمية 1991 في مينيابوليس (Minneapolis).

وهناك برامج خاصة تتمثل مهمتها في توفير خدمات الرعاية بصحة أسنان اللاعبين المعاقين، كوسيلة لارتفاع وعي الرياضيين وأسرهم بكل ما يتعلق بهذه الجزئية، ويتم تزويد اللاعبين بمعلومات صحية تتعلق بالنواحي الغذائية يستطيعون من خلالها تفهم كيفية تأثير ما يتبعونه من نظام غذائي على وقاية الفم والأسنان والعناية بهما، وعلاوة على ذلك يتم ترقية الرياضيين المنافسين في رياضات تستلزم الالتحام الجسدي بواقيات الفم والأسنان، وذلك في معظم المواقع.

ويعاني العديد من اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة من الآلام والتشوهات التي تصيب الكاحل، والتي دائماً ما تصعب على اللاعب أداءهم أثناء المنافسة، لذلك تم استحداث فحص جديد حتى يتمّ اختيار الأحذية والجوارب التي تتلاءم وطبيعة الرياضة التي يمارسونها؛ بهدف الوصول إلى أقصى حماية، ويتم إرشادهم للفحص الطبي بهدف كشف وتشخيص التشوهات إن وجدت، كما أن البرنامج يشمل توجيه التوعية الخاصة بالاهتمام بالأقدام والعناية بالأظافر باستمرار، مع الدعم بالرسوم التوضيحية المبسطة.

كما يتوقف تطوير أداء الرياضي وحالته البدنية والمعنوية بصفة رئيسية، على جودة التدريب والخبرة اللذين يوفرهما المدرب، ويتعين على المدربين حضور دورات تدريبية خاصة للتمكن من دعم الرياضيين بأفضل الخبرات، حيث إن تكملة التأهل والتعلم أمر لازم وأساسي، ويحدد نظام تأهيل المدربين المعايير والخبرات الرئيسية اللازم توافرها في المدرب، حتى يصبح من مدربي ذوي الاحتياجات الخاصة.

وينبغي أن يأخذ مدرب المعاق الرياضي في الحسبان التأكيد على أن تأهيل الرياضيين يترتب أن يأخذ جميع النواحي النفسية والعاطفية والاجتماعية عند الفرد المعاق بعين الاعتبار، وأن الاهتمام بالجانب الجسدي فقط دون الاهتمام بالجانب الروحي قد يصعب أو يؤخر كثيراً عملية التأهيل أو الشفاء، حيث تلعب الظروف النفسية للفرد الرياضي وأسرته دوراً بارزاً وحيوياً في تحويل حالة العجز إلى حالة إعاقة، أو في تقبل حالة العجز والتكيف معها والعمل على الإفادة من أنشطة وبرامج التأهيل اللازمة.

ومن الضروري وجود ذوي الاحتياجات الخاصة في أي محفل أو مؤتمر يتعلق بقضاياهم حتى يعبروا عن أنفسهم، وأن تؤخذ النتائج التي يتم التوصل إليها مأخذ الجد، وأن يوضع جدول زمني لتطبيقها بالتعاون بين الجهات المعنية. وكذلك تطوير الشكل الإعلامي الذي يقدم عن الرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة  بحيث يعكس واقعهم بالصورة الصحيحة، كما ينبغي على المجتمع أن يقوم بمسؤولياته تجاه هذه الفئة بالتأهيل والدمج والتوظيف وغير ذلك، بما يكفل لهم الحياة الكريمة.

وتعتمد برامج التأهيل النفسي للمعاقين على إعدادهم ليكونوا بارزين في أنشطتهم الرياضية المحببة إلى نفوسهم، ويعتمد التأهيل بدوره على برامج يتم تدريبهم عليها ومعاونتهم على صقل إمكانياتهم وتنميتها، والاستفادة منها في إعادة قدرتهم على التنافس، وتحقيق برامج التأهيل النفسي هو الهدف الأول من رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو دمجهم في المجتمع على أساس علمي ومنهجي.

ومن الأهمية بمكان إدراك أن تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة يدفعهم إلى الاستمرار في العطاء وتقديم المزيد من الإنجازات، كما أن حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم لبطولاتهم يعدّ نجاحاً جديداً يحسب لرياضة المعاقين، حيث يحظى هذا النوع من الرياضة بتقدير الأوساط الرياضية في مختلف أنحاء العالم، بما يعود أيضاً بالعديد من المكاسب على جميع اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

المصدر: كتاب" التربية البدنية والإعاقات الحركية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: منى أحمد الأزهري كتاب" التربية البدنية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: حسن عبدالسلام محفوظ كتاب" رياضة الإعاقة الحركية للدكتورة: إيمان عباس كتاب" رياضات لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: نايف مفضي الجبور


شارك المقالة: