أهمية تطبيق الأحمال الفسيولوجية في التمارين الرياضية

اقرأ في هذا المقال


يترتب على اللاعب العمل على ممارسة الأنشطة البدنية التي تتطلب إلى قدرة عالية أثناء الممارسة؛ وذلك من أجل أن يكون اللاعب قادر على أداء متقن أثناء المنافسة.

أقسام الأحمال التدريبية الفسيولوجية في المجال الرياضي

يمكن تقسيم جميع التمارين الرياضية إلى مجموعتين كبيرتين، تتميز الأولى بالأحمال البدنية الكبيرة جداً،  والتي تبدي طلبات كبيرة بشكل استثنائي من الأنظمة الفسيولوجية الرئيسية وتتطلب إظهاراً محدوداً لهذه الأنواع البدنية الحركية، مثل القوة والسرعة أو المطاولة وتنتمي إلى مثل هذه التمارين جميع أنواع ألعاب الساحة والميدان والسباحة والألعاب المنظمة والمصارعة الفردية.

كما تمثل التمارين التكتيكية مثل رياضة الزوارق الشرعية، وإن تنقل الرياضي وهو ينفذ تمارين المجموعة الأولى المتعددة، يتحقق أساساً على حساب القوى الداخلية (العضلية)، ويعتمد تحدد النجاح في أداء التمارين التكنيكية كثيراً على استعمال المعدات التكنيكية، وتتطلب هذه التمارين الرياضية تطوراً استثنائيا كبيراً عند الرياضيين من ذوي الوظائف الفسيولوجية النفسية المتخصصة، والانتباه وسرعة رد الفعل والتناسق الرفيع للحركات وهكذا.

وفي الوقت نفسه لا تقدم التمارين في أنواع الرياضة التكنيكية، كالمعتاد طلبات محدودة للأنظمة العضلية والنشطة، والأنظمة الوظيفية وكذلك للصفات البدنية كالقوة والقدرة والمطاولة، وتبعاً للمواصفات الحركية العامة للتمارين أي طبيعة سيرها، يمكن تقسيم تمارين المجموعة الأولى إلى التمارين الدورية واللادورية.

كما ينتمي الركض والسير والثلج وركوب الدراجات إلى التمارين الدورية ذي الصفة الحركية المحلية (المتغيرة)، ويكون التكرار المتعدد لدورات الحركات ذات النوع الضخم مميزًا بالنسبة لهذه التمارين، وعندها يكون الشكل العام للتحرك، وكذلك القدرة المتوسطة للعمل أو السرعة تنقل الرياضي (بالدراجة وبالزوارق) ضمن المسافة نسبياً دائماً.

وتشكل التمارين الدورية القصيرة جدا (المسافة) وكذلك الجزء الأول لأي مسافة كانت، أي فترة التعجيل التي تتغير خلالها سرعة التنقل بشكل كبير حالة استثنائية وبمعني آخر فالتمارين الدورية هي تمارين التركيب والقدرة المستمرتين نسبيًا، وتنتمي التمارين التي تتغير عند أدائها وبشكل حاد، صفة الفعالية الحركية إلى التمارين اللادورية، وتمثل تمارين هذا النوع جميع الألعاب المنظمة والمصارعات الفردية والرمي والقفز وتمارين الجمناستك (Gymnastics) والتزلج على الماء وتسلق الجبال والتزلج الفني على الجليد.

وأما بالنسبة للتمارين اللادورية فتكون التغيرات الحادة في القدرة مميزة حسب سير أدائها، ويكون ذلك ليس فقط بالنسبة لتمارين المنافسات بل أيضا خلال تمارين الأحمال التدريبية (مثلاً الركض المتكرر للمقاطع بسرعات مختلفة).

وتشكل القدرة أهم المواصفات التصنيفية للتمارين عدا التكنيكية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الأخذ بالحسبان أن القدرة دائمية نسبياً في التمارين الدورية لذا يمكن تصنيفها حسب القدرة المتوسطة للحمل ومدى امتداد المقاطع وزمن تنفيذها.

وتفرز خلال مدة أداء التمارين اللادورية فترات ذات (قدرة) عالية جداً، والفترات القائمة والتي تتناوب مع الفترات المتقطعة ذات (قدرة) غير عالية نسبياً إلى فترة الاستراحة التامة، وبناء على ما تقدم فإن تقييم قدرة فترات العمل الأساسية للتمارين اللادورية تكون غير واضحة أحيانًا، وذلك لأن المواصفات الفسيولوجية للتمارين اللادورية عند استخدام كل من هذه المؤشرات تكون مختلفة، حيث تقاس القدرة الميكانيكية أو البدنية للتمرين المنفذ بالأحجام البدنية.

فهي تحدد الأحمال البدنية وفي أغلب الحالات يكون من الصعب جدًا قياس القدرة البدنية بدقة، وفي التمارين الدورية تكون القدرة (الأحمال البدنية) وسرعة التنقل (التكنيك الثابت لأداء الحركات)، مرتبطة بعلاقة خطية وهي، كلما كانت السرعة أكبر، كلما كانت الأحمال البدنية أعلى، كما أن استجابة الجسم البدنية والفسيولوجية والنفسية للأحمال القائمة يسمح بتحديد القدرة الفسيولوجية للأحمال أو الأحمال الفسيولوجية لجسم الشخص الرياضية.

أهمية تطبيق الأحمال الفسيولوجية في التمارين الرياضية

إن للأحمال الفسيولوجية أو للقدرة الفسيولوجية مفاهيم قريبة من مصطلح ثقل العمل، إذ توجد لكل شخص عند أدائه علاقة مستقيمة في الأحمال البدنية، فمثلاً كلما كانت السرعة للركض أعلى، كلما كانت الأحمال الفسيولوجية أكبر، ولكن الأحمال البدنية المتشابهة تستدعي ردودًا فسيولوجية غير متشابهة عند الأشخاص من أعمار وأجناس مختلفة.

وعند أشخاص يختلف استعدادهم الوظيفي (للتدريب) وكذلك عند نفس الشخص وفي ظروف مختلفة مثلا عند استعدادهم الوظيفي (للتدريب)، وكذلك عند نفس الشخص وفي ظروف مختلفة (مثلا درجة حرارة مرتفعة أو منخفضة أو عند خفض الجو).

ماعدا ذلك نلاحظ ردودا فسيولوجية مختلفة وعند أحمال بدنية متشابهة من حيث القدرة التي تنفذ من قبل مجاميع عضلية مختلفة (الأيدي أو الأرجل) أو عند أوضاع مختلفة للجسم (الاستلقاء أو الوقوف)، وعليه تكون الاستجابة عند الجدافين والسباحين أو العدائين الذين ينفذون عملاً متشابها من حيث القدرة البدنية (مع سرعة استهلاك الأوكسجين المتشابهة) مختلفة جدًا، وبالتالي لا يمكن استخدام مؤشرات القدرة البدنية للتمرين كمقياس للتصنيف الفسيولوجي لمختلف التمارين الرياضية المنفذة من قبل أشخاص من أعمار وأجناس مختلفة.

وبقدرات غير متشابهة من حيث (التدريب) أو النفس الرياضي وفي مختلف الظروف، فلذلك تستخدم في الغالب مؤشرات القدرة الفسيولوجية أو الأحمال الفسيولوجية كعلاقة تصنيفية، ويكون أحد هذه المؤشرات هو الزمن المحدود لأداء التمرين القائم بالفعل، وكلما كانت القدرة الفسيولوجية شدة العمل أكبر كلما كان الزمن المحدود لأداء العمل أقصر، وعند تحليل العلاقة بين سرعة اجتياز مختلف المسافات والزمن المحدود.

ويتركز الدخول في مواصفات القدرة الفسيولوجية في تحديد التغيرات الفسيولوجية النسبية، وتعتمد صفة وقيمة الاستجابة للأفعال الفسيولوجية قبل كل شيء على الأحمال البدنية وعلى القدرات الوظيفية المحدودة للأنظمة الفسيولوجية القيادية (بالنسبة للتمرين القائم)، وعند أداء الأحمال البدنية المتساوية تكون قيمة الاستجابات (التغيرات الفسيولوجية)عند الأشخاص من ذوي القدرات الوظيفية العالية للأنظمة القيادية أقل.

وبالتالي فإن الأحمال الفسيولوجية للأنظمة أو (وغيرها) لعموم الجسم ستكون هي الأخرى أقل نسبيًا؛ مما هي عليه عند الأشخاص من ذوي القدرات المنخفضة، وستكون الأحمال المشابهة نسبيًا أصعب (أشد) بالنسبة لمجموعة الأشخاص الثابتة، وبالتالي سيكون الزمن المحدود لأدائها أقصر مما هى عليه في المجموعة الأولى ، وطبقًا لما تقدم تكون المجموعة الأولى من الأشخاص قادرة على أداء هذه الأحمال البدنية الكبيرة والتي تكون صعبة بالنسبة للمجموعة الثانية من الأشخاص.

ومثال على ذلك يقوم اثنان من الرياضيين بأداء الأحمال البدنية المطلقة نفسها مع نسبة عمل متشابه لاستهلاك الأوكسجين، ولكن الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين عند أحد الرياضيين يعادل 6 لتر/ دقيقة، وعند آخر (4.5) لتر/ دقيقة، فتكون الأحمال الفسيولوجية المطلقة لنظام نقل الأوكسجين غير متشابهة عند أولئك الرياضيين، وبما أن العمل المدني عند الرياضي الأول يحمل هذا النظام 50% من قدراته المحدودة، وعند الثاني 75% فعندئذ يكون الحمل الفسيولوجي النسبي عند الأول أقل مما هو عليه عند الآخر.

وبهذا الشكل تستخدم مؤشرات القدرة الفسيولوجية للتصنيف الفسيولوجي للتمارين الرياضية، منها  الأحمال البدنية والشدة الفسيولوجية وشدة العمل وتستخدم التغيرات الفسيولوجية المطلقة والتي تظهر في الأنظمة الوظيفية القيادية كمؤشرات استجابة للأحمال القائمة والمنجزة في ظروف معينة للمحيط الخارجية.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: