العوامل المؤثرة في التعاون والمنافسة الرياضية

اقرأ في هذا المقال


طبيعة العوامل المؤثرة في التعاون والمنافسة الرياضية:

أظهر عدد متزايد من الدراسات السلوكية والفسيولوجية العصبية التي قام بها علماء علم الاجتماع الرياضي، أن الإدراك الرياضي والعمل الحركي لهما ترميز مشترك في الواقع الرياضي، حيث يمكن للسلوك الاجتماعي أثناء التفاعل مع عناصر معينة؛ أي بمعنى نوايا مختلفة للوكيل أو المراقب، أن يتفاعل مع تجسيد الدعم وتعديل حركية الإجراءات، كما تلعب القدرة على قراءة نوايا الآخرين دورًا مهمًا في الرياضة، حيث يحتاج الرياضيون إلى إدراك قدرات الحركة لخصومهم وزملائهم في الفريق؛ من أجل أن يكونوا على دراية بفرص العمل المتغيرة باستمرار التي يوفرها الموقف الرياضي.

وعلى مدار اللعبة الرياضية الممارسة داخل الملاعب يمكن للاعبين تنفيذ كل من السلوكيات الدفاعية والهجومية، حيث من الممكن أن تؤدي هذه السلوكيات إلى تطوير مهارات معينة للتعاون أو التنافس مع الزملاء في الفريق، وعلاوة على ذلك مع تطوير الخبرة في الرياضة يحسن الرياضيون أنماطًا معينة من التفاعل؛ أي بمعنى الاستعداد الشخصي ليكونوا أكثر تعاونًا أو تنافسية تجاه زملائهم في الفريق، كما تشير إلى هذه الاستراتيجيات المحددة باستخدام مصطلح “الموقف”، والذي يقصد به أنه الاستعداد لسلوك حركي معين استجابة لوضعية رياضية فعلية معينة.

كما أنه من المعروف أن ملاحظة الفعل الرياضي تنشط عملية المحاكاة داخل الملاعب الرياضية، حيث بالنسبة للإجراءات المتعدية الموجهة إلى لاعب رياضي محدد، فإن نفس الفعل الذي يقوم به وكيل آخر يتوافق مع تنشيط التمثيل الحركي الداخلي لهذا الفعل، كما تُستخدم هذه المحاكاة لفهم هدف الحركة، أما في حالة الإجراءات اللانهائية تُستخدم المحاكاة بشكل أساسي لفهم نية اللاعب.

وباختصار تسمح محاكاة الإجراء المرصود للاعب بالتعرف على هدف الحركة المرصودة، واستنتاج نوايا الآخرين والتنبؤ بفعل الفاعل التالي، وعلاوة على ذلك  يمكن لآلية فهم النية أن تعدل إجراءً آخر يتم إنشاؤه ذاتيًا، حيث بمعنى آخر يمكن أن تؤثر ملاحظة الفعل على الاستجابة الحركية لعمل لاحق.

كما يحدث هذا غالبًا في سياق رياضي، حيث يتم تنفيذ الإجراءات بشكل متكرر في وجود فرد آخر يمكن أن تكون نواياه تعاونية أو تنافسية، وبالتالي، فإن ملاحظة المشاهد الرياضية للتعاون والمنافسة يمكن أن تؤثر بشكل مختلف على العمل اللاحق للمراقب، حيث افترض اللاعب أن هذا التأثير سيعزز الموقف التعاوني والتنافسي للرياضي، على أن يمكن أن يتأثر الرياضيون المتهيئون لمحاكاة الأعمال الرياضية بشكل كبير بالمقارنة بغير الرياضيين؛ وذلك في تنفيذ عمل لاحق بعد مشاهدة المشاهد الرياضية للتعاون والمنافسة.

حيث يوجد عدة إيجابيات للتعاون والتنافس في الرياضة، حيث أنه يسمح للناس بالبقاء بصحة جيدة، والتنشئة الاجتماعية، كما أنه يشجع الناس على مقابلة أشخاص جدد مهتمين بنفس الهوايات، وبالإضافة إلى تطوير الشخصية والروح الرياضية.

العوامل المؤثرة في التعاون والمنافسة الرياضية:

  • العامل الأول (الهدف): حيث يقصد به كيف أن مشاهدة المشاهد الرياضية للتعاون أو المنافسة التي شكلت إجراءً من التفاعل  لدى الرياضيين الخبراء؛ وذلك اعتماداً على موقفهم الرياضي المحدد داخل الملاعب الرياضية.
  • العامل الثاني (الطريقة): حيث يقصد بها أنه يتم تقسيم الرياضيين إلى مجموعتين اعتمادًا على موقفهم تجاه زملائهم في الفريق، سواء كان موقف تعاوني أو موقف تنافسي)، كما لاحظ المشاركون في مشاهد رياضية للتعاون والمنافسة ضمن الألعاب الجماعية، مثل (كرة السلة، كرة القدم، كرة الماء، كرة الطائرة، الرجبي).
  • العامل الثالث (النتائج): وهي البيانات والمعلومات التي أظهرت أن نوع المشهد الرياضي الذي تمت ملاحظته أثناء مشاهدة مشاهد التعاون والتنافس، وبالإضافة إلى موقف الأفراد الرياضيين أثر على تصرفات الوصول إلى الإدراك، حيث أن على وجه الخصوص تم تسريع الأفراد الرياضيين التعاونيين عندما لاحظوا مشاهد التعاون مقارنةً بمشاهد المنافسة داخل الملاعب الرياضية.

  • العامل الرابع (المناقشة): حيث يتم تسريع الأفراد المشاركين عند تنفيذ عمل العطاء بعد ملاحظة إجراءات التعاون الرياضي، حيث أن يحدث فقط عندما يكون لدى اللاعبين موقف تعاوني، كما يبدو أن التطابق بين الموقف والعمل المقصود هو شرط أساسي ضروري لمراقبة تأثير نوع المشهد المرصود على الإجراء المنجز، حيث من الممكن أن تكون مراقبة مشاهد المنافسة قد نشطت الاستراتيجيات الحركية التي تداخلت مع الاستراتيجيات المعتمدة من قبل المشاركين التعاونيين لتنفيذ تسلسل تعاوني.

  • العامل الخامس (درس الأعمال): حيث تشمل على تطوير العلاقات في مكان العمل الرياضي وبناء الثقة الناتجة عن مشاهدة مشاهد التعاون والتنافس، حيث أنه يعتبر أمر ضروري لتطوير ثقة الفريق والعمل مع الآخرين بشكل فعال، كما من خلال معرفة  الأفراد الرياضيين الأخرين في الفريق والثقة بهم، فإن اللاعب يزيد من فرص التعاون والمنافسة ويكتسب الثقة، كما يتطلب بناء الثقة الصدق والنزاهة والعناية والكفاءة والاتساق في فعل ما يقول أنه سيفعله.
  • العامل السادس (تطوير الاستراتيجية): حيث يجب تخطيط استراتيجيات المنظمة وتنفيذها بطريقة مماثلة، كما يجب إبلاغها بوضوح في جميع أنحاء المنظمة حتى يتمكن الجميع من اتخاذ خيارات ذكية على أساس يومي، فإن جعل الاستراتيجية مهمة الجميع من خلال توضيح أهداف وتوجيهات واضحة وبسيطة، سيساعد الجميع على التركيز بشكل أفضل على كيفية الوصول إلى مشاهدة مشاهد التعاون والتنافس في الملاعب الرياضية.

فعندما يتنافس اللاعبين، فإنهم يسعون جاهدين للحصول على هدف محدود والمقارنة بشكل إيجابي مع الآخرين الذين يكافحون بالمثل، ففي داخل الملاعب الرياضية، أن الهدف المحدد للمسابقة بالطبع هو عامل مهم للفوز، حيث أنه غالبًا ما يشار إلى مقدار التحضير والتركيز والتصميم والطاقة التي يبذلها الشخص في السعي للفوز بقدرته التنافسية، كما يمتلك الأشخاص المتنافسون رغبة قوية في الإنجاز والنجاح، وبالتالي يظهرون كفاءتهم لأنفسهم وللآخرين.

حيث أن مشاهدة مشاهد التعاون في الرياضة هي أكثر من مجرد متعة وألعاب وترفيه للجماهير، كما ينجذب الرياضيون والمدربون وأولياء الأمور والمشجعون إلى التدريب والتركيز والانضباط والولاء والقدرة التنافسية والأداء الفردي والجماعي التي تعد من السمات المميزة للثقافة الرياضية.

وبالنسبة للشباب تعتبر التعاون والمنافسة في الرياضة وسيلة لتحقيق الرفاهية الجسدية والعاطفية وتنمية مهارات القيادة القوية مثل التواصل والتنظيم، حيث يمكن أن تلعب الرياضة دورًا محتملاً في التخفيف من مجموعة واسعة من المشكلات الاجتماعية في المجتمعات التي قد تكون مصابة بتعاطي المخدرات والجريمة، وضعف التحصيل الأكاديمي والافتقار إلى هوية اجتماعية متماسكة.

كما تتطلب الرياضة التنافسية تدريبًا وممارسة مخصصين، حيث أنها تساعد المشاركة في مثل هذا التدريب ورؤية التحسين اللاعبين على فهم أنه مع العمل الجاد، وغالبًا ما تأتي النتائج عندما يواجهون هذه التحسينات، حيث يزداد احترامهم لذاتهم ويوسعون حدود ما يمكنهم تحقيقه.

حيث من أفضل الأجزاء في مشاهدة الرياضة مشاهدة فريق عمل في انسجام ضمن برؤية مشتركة ومشاهدته بنجاح، حيث يتم الفوز بالبطولات من خلال جهود الأفراد الموهوبين الذين يعملون معًا لتحقيق هدف مشترك، كما يمكن أيضًا تطبيق نفس الدروس التي تعلمها من الرياضة في عالم الأعمال الاجتماعية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007 علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997


شارك المقالة: