تكيف الأجهزة الوظيفية الفسيولوجية لمتطلبات الأداء في كرة اليد

اقرأ في هذا المقال


تتميز ممارسة لعبة كرة اليد بمجهود بدني أقل من الأقصى إلى أقصى مجهود للاعب، بالإضافة إلى القوة والسرعة في الأداء والقدرة على تكرار المجهود البدني لأكثر من مرة.

تكيف الأجهزة الوظيفية الفسيولوجية لمتطلبات الأداء في كرة اليد

يتمثل التكيف الوظيفي للقلب والدورة الدموية للاعبي كرة اليد بنشاط بيولوجي ملحوظ في استمرار تمديد العضلات المشاركة في المجهود البدني بكمية عالية من الأكسجين، مع توازن نسبي في عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة، وبالتالي في الحرارة الناتجة في الجسم، ويتابع ذلك العديد من الظواهر الوظيفية الفسيولوجية، ومنها:

1. تكيف وظائف الجهاز الدوري التنفسي

يساعد الجهاز الدوري في التخلص من حامض اللاكتيك، وذلك بسبب توصيل الدم إلى العضلات التي تشارك في الأداء من خلال ارتفاع الدفع القلبي وارتفاع الشعيرات الدموية، وتوزيع سريان الدم إلى العضلات العاملة أثناء الأداء، حيث يتم أكسدة حامض اللاكتيك وتحويله إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، وذلك من أجل استعماله كوقود لإنتاج الطاقة الهوائي.

كما أن عضلة القلب والمخ والكبد والكليتين تشترك أيضاً في هذه الوظيفة، كما يتناسب مستوى حامض اللاكتيك في الدم مع استهلاك الأكسجين حيث توجد علاقة بينهم فكلما ارتفع تجمع حامض اللاكتيك ترتفع الحاجة إلى الأكسجين، ويتفق أعلى تركيز لحامض اللاكتيك في الدم مع أعلى دين أكسجيني، كما أن الدفع القلبي تعتبر من أهم العوامل لتحديد القدرة الهوائية؛ وذلك لأن زيادة الدفع القلبي تعني زيادة نقل الأكسجين إلى العضلات.

كما توجد علاقة طردية بين زيادة الدفع القلبي وزيادة استهلاك الأكسجين، كما يرتبط الدفع القلبي بحجم الضربة ومعدل ضربات القلب، علاوة على أن معدل ضربات القلب يعتبر مؤشراً فسيولوجياً سهل القياس ويستعمل كمؤشر لسرعة التمثيل الغذائي خلال أداء المجهود في فترة زمنية قليلة، كما أن قياس معدل القلب أظهر تفوقاً على الطرق الأخرى المستعملة في تحديد أثر التدريب، وبالتالي كأساس للتحسين من برامج التدريب.

ويمكن العمل على تقييم استهلاك الأكسجين بناءاً على معدل ضربات القلب، حيث توجد علاقة طردية بين الزيادة في معدل ضربات القلب والزيادة في استهلاك الأكسجين، ويستعمل الحد الأعلى لاستهلاك الأكسجين كمؤثر موضوعي للياقة الوظيفية، وللعمل على تحديد مدى تأثير الأحمال التدريبية المتنوعة، وبذلك تتحدد كفاءة اللاعب البدنية وفقاً لمقدرته على استيعاب ونقل واستعمال الأكسجين في عضلاته.

كما أن الحد الأعلى لاستهلاك الأكسجين يمكن لوحده أن يعطي مؤشراً للحالة الوظيفية للجهاز الدوري التنفسي، فمن خلال قياس أدنى كمية أكسجين يمكن أن يأخذها الدم ويعمل على توصيلها إلى الأنسجة يمكن العمل على تسميتها بأقصى قدرة هوائية، كما يرتفع استهلاك الأكسجين ومع ارتفاع المجهود البدني، فكلما ارتفع معدل الأداء ارتفع معدل استهلاك الأكسجين في تناسب طردي.

ويتمتع اللاعبين المتدربين جيداً بارتفاع أقصى كمية أكسجين مأخوذة، وكما أن أنسجة الجسم أثناء العمل العضلي تأخذ أكسجين بكمية أعلى، كما أن كمية الدم التي يطرحها القلب مع كل ضربة تزيد، كما تسمى كمية الأكسجين المأخوذة من الدم من القلب في كل نبضة بالكمية المستهلكة.

أثر التدريب الرياضي في كرة اليد على القلب

من خلال التدريب يصبح القلب أعلى كفاءة وأقدر على ضخ الدم وبالتالي زيادة سريانه في العضلات العاملة، مؤكداً زيادة إمدادها بالطاقة والأكسجين، وذلك حتى تتاح الفرصة أمام اللاعب للوصول إلى مستويات أعلى في الدم، وتظهر كفاءة قلب اللاعب المدرب عند مقارنته بقلب غير المدرب سواء أثناء الراحة أو أثناء النشاط، وذلك نتيجة للتغيرات التالية:

1. انخفاض معدل سرعة القلب

إن الانخفاض في معدل سرعة القلب هو التغير الأعلى ثباتاً والمرتبط بالتدريب، سواء أثناء فترات الراحة أو أثناء المجهود البدني، وسبب انخفاض معدل نبضات القلب أثناء الراحة والناتج عن التدريب، هو زيادة نغمة الأعصاب التي تعمل على التقليل من سرعة القلب عند تنبيهها، وأما بالنسبة لانخفاض معدل سرعة القلب أثناء المجهود فيكون نتيجة لانخفاض إثارة الأعصاب التي تعمل على الزيادة من سرعة القلب، أي يحصل تحسن في عمل الأعصاب أثناء أداء المجهود البدني.

كما تقل الحاجة إلى معدل نبض عالي في اللاعب المدرب عنها في اللاعب الغير مدرب، ويعتمد انخفاض معدل سرعة القلب الناتج عن التدريب لفترة طويلة للتدريب المركز، حيث ينخفض المعدل بدرجة أعلى عندما يكون مستوى اللياقة البدنية لدى اللاعب مرتفع.

2. زيادة حجم القلب

إن حجم القلب للفرد المدرب أكبر منه للفرد الغير مدرب، ويعود السبب في ذلك إلى إما إلى ارتفاع حجم تجويف البطين أو ارتفاع سمك جدار عضلة القلب أو كلاهما معاً لنتيجة التدريب، وتتنوع أسباب زيادة حجم القلب وفقاً لنوع النشاط الرياضي الممارس، فزيادة حجم القلب للفرد المدرب على أنشطة التحمل تكون بسبب زيادة حجم تجويف البطين، بينما سمك جدار عضلة القلب يكون عادي، وهذا الشيء يعني أن كمية الدم تكون مرتفعة التي تملأ البطين أثناء انبساط القلب.

وهذا الشيء يعمل على الزيادة من ضخ الدم في كل انقباض يحصل، وأما الزيادة في حجم القلب للفرد المدرب على أنشطة لمدة قصيرة ولكن بمجهود عالي الشدة تكون بسبب كبر سمك جدار عضلة القلب، بينما حجم تجويف البطين يكون عادي، كما أن الارتفاع في حجم القلب تكون متساوية في كل من الأفراد الممارسين لأنشطة التحمل، والممارسين للأنشطة عالية الشدة ولفترة قصيرة، إلا أن الممارسين لأنشطة التحمل يتمتعون بزيادة حجم ودفع القلب.

أثر التدريب الرياضي في كرة اليد على ضغط الدم

يتحسن ضغط الدم من خلال التدريب، فمعدل ضغط الدم في أثناء الراحة ينخفض في الفرد المدرب عنه في الفرد الغير المدرب، وأما في حالة المجهود يزداد الضغط الانقباضي، كما أن الزيادة تكون أقل في الفرد المدرب عنها في الفرد الغير المدرب، ففي حالة المجهود الشديد لفترات طويلة يحصل هبوط مفاجئ عالي في الضغط الانقباضي للفرد الغير المدرب، مما يشير ذلك الشيء إلى قرب وصوله إلى حالة الإرهاق والتعب.

كما أنه من خلال التدريب يمكن العمل على تأخير ظهور هذه الحالة، وذلك من أجل أن يتمكن الفرد من الاستمرار في أداء مثل هذا المجهود دون حدوث تغير في ضغط الدم، وقد ينخفض معدل الدم الانقباضي في أوقات الاستشفاء إلى أقل من معدله الطبيعي قبل أداء المجهود لدى الأفراد الغير مدربين كدليل على التعب والإجهاد، ولكن من خلال التدريب تتحسن عمليات تحسن القلب والدورة الدموية بعد انتهاء المجهود، فكلما كان الفرد أفضل كلما عاد معدل سرعة قلبه وضغط الدم إلى معدله الطبيعي بشكل أسرع.

أثر التدريب الرياضي في كرة اليد على استهلاك الأكسجين

إن التدريب يؤثر على استهلاك الأكسجين، فمع تقدم التدريب يقل معدل استهلاك الأكسجين وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وذلك وفقاً لتحسن الوظائف العصبية العضلية، فالتدريب يعمل على الزيادة من كمية الأكسجين الواصلة للعضلات العاملة عن طريق الزيادة في ناتج القلب، ونتيجة لذلك ترتفع قدرة اللاعب على استهلاك أقصى كمية من الأكسجين أثناء المجهود ذو الشدة العالية.

2. تكيف وظائف الجهاز العصبي

يلعب الجهاز العصبي دوراً أساسياً كأحد أهم الأجهزة الوظيفية للاعبي كرة اليد في الأداء الحركي سواء البدني، فطبيعة الأداء في كرة اليد تتمتع ببعض الخصائص التي تلقي عبئاً فسيولوجياُ على الجهاز العصبي للاعب نتيجة الأحمال البدنية خلال التدريب، أو المباراة التي تقام أمام جمهور كبير داخل الصالات، مما يعمل ذللك الشيء على إلقاء عبء كبير نفسي على اللاعب نتيجة إحساسه بالمسؤولية خلال وقت المباراة.

كما أن هذا الأمر يزيد من أهمية الجهاز العصبي ووظائفه التي يترتب أن توجه بالشكل الذي الذي يسمح للاعب بتنفيذ الأداء الحركي بصورة صحيحة، كما أن عملية تدريب الجهاز العصبي تلعب دور مهم وأساسي في حالة اللاعب التدريبية، وذلك حتى يتمكن اللاعب من القيام بالأداء الحركي للجوانب البدنية والمهارية بصورة دقيقة مع الاقتصاد في الجهد المبذول، فالتحكم في الأداء الحركي من حيث مقدار القوة وسرعتها والتوقيت المناسب للأداء.

وكذلك التحكم في في اتجاهات الحركة للجسم وأجزاؤه في الفراغ والتفكير والعمل على إرسال الإشارات العصبية الناتجة عنه؛ للتحرك في الأماكن والمساحات في الملعب، والتوقيت المناسب للأداء والعمل على اتخاذ القرارات في المواقف المتنوعة والمتغيرة للعب، والتي تتمتع بها كرة اليد خلال التدريب أو المباراة وفي التوقيت والمكان المناسب؛ وذلك لجعل عملية التخطيط للتدريب وبرامجه عملية هامة وضرورية.

كما أن كل ذلك الشيء يتم من أجل ضمان حدوث التكيف لوظائف الجهاز العصبي، بحيث تصل الحالة التدريبية للاعب للأداء سواء المهاري أو البدني مع الاقتصاد في بذل الجهد، وعندها يتمكن اللاعب من القيام بالأداء الحركي دون استعمال النظر أو التفكير، وهذا ما يميز لاعبي المستويات المرتفعة عن غيرهم من اللاعبين.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: