كيف يتم إصلاح الأخطاء أثناء ممارسة السلوك الحركي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم إصلاح الأخطاء أثناء ممارسة السلوك الحركي؟

يعتقد البعض أن إصلاح الأخطاء يعني الاهتمام بالأداء الفني للحركة الرياضية الممارسة، ومن ثم كل ما يتطلبه الأمر هو شرح ما أخطأ فيه اللاعب مع بيان الطريقة الصحيحة لهذا الأداء، حيث في الحقيقة يعتبر إصلاح الخطأ عملية تربوية، وبهذه الصفة يتضمن عدة عوامل وعناصر تساعد على تحديد الإشارة إلى الخطأ الفني وكيفية إصلاحه، كما أن الفرد الرياضي يتأثر بعوامل كثيرة، ومن أهمها العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية، حيث أن بعض اللاعبين حساسون جداً لِما يوجّه إليهم من نقد.

لذا كان من الضروري ملاحظة التأثير النفسي والاجتماعي للطريقة المتبعة في كيفية إصلاح الخطأ، مع ضرورة اختيار الألفاظ المناسبة والطريقة الملائمة لمعالجة كل حالة، فإن الناحية النفسية في هذا الشأن لا تقل أهمية عن الناحية الفنية، بل أنها قد تفوقها في أغلب الأحيان.

فهي القاعدة التي تسمح بتقبل أو رفض الإصلاح، حيث أن توبيخ اللاعب المخطئ والإقلال من شأنه أمام زملائه يصبح حاجزاً قوياً، بل أنه أقوى من الصعوبة النفسية التي لاقاها اللاعب، حيث يقف حاجزاً على إتقان اللاعبين للحركة، بل فد يمتد أثره إلى غيره من الحركات أو المهارات وإلى كل أوجه النشاط الحركي.

كما يجب الإشارة إلى أن عملية الإصلاح عملية مستمرة لا تتوقف، حيث يجب على المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي ألا ييأس أو يفقد صبره، فإن المهارات الحركية ليست سهلة الاكتساب، حيث أنها تحتاج إلى ممارسة مستمرة ومنظمة، على شرط الأداء صحيحاً، كما أن هذا يتطلب بشكل دائما إصلاح ما قد يكون طرأ من انحراف على الطريقة الصحيحة.

ففي المهارات الفردية مثل حركات الوثب أو حركات القفز أو حركات الرشاقة، يصبح إصلاح الخطأ فردياً محصناً، فكل لاعب يقوم بالحركة وحده، ويكون هو مركز الاهتمام أناء قيامه بهذه الحركة، ومن هنا يصبح الإصلاح خاصاً به، ففي هذه الحالة يجب أن يكون تعيين الجزء الذي أخطاً فيه اللاعب محدداً مع تعليمه أحسن الطرق؛ وذلك لإصلاح هذا الجزء.

أما عند تقسيم اللاعبين إلى جماعات أثناء النشاط الرياضي التطبيقي، فإن عملية إصلاح الخطأ تصبح أصعب، حيث أن ذلك يساعد على إصلاح الأخطاء في هذا اللون من النشاط الرياضي ما يلي:

  • يجب أن يكون النشاط الرياضي الممارس قد سبق اللاعبين ممارسته؛ وذلك لدرجة تكفي لأن تكون لديهم فكرة كافية عن كيفية ممارسة الأداء الصحيح والسليم.
  •  يجب أن يكون القائد ماهراُ ونشيطاً في هذه المهارة وعلى السند وإصلاح ما قد يحدث من أخطاء فيها.
  • كما يجب أن يكون القائد الرياضي متدرباً على فن القيادة عموماً ومقبولاً من جماعته الرياضية، بالإضافة إلى أن يكون شخصية رياضية متزنة، كما مكانة القائد الرياضي مهما بلغ درجة في التدريب على فن القيادة، تقل بكثير عن مكانة المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي، لذا يجب أن تكون جميع الجماعات الرياضية تحت إشراف المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بشكل دائماً، وأن يستخدم المدرس الرياضي حكمته في توزيع اهتمامه وعنايته على مختلف الجماعات الرياضية.

أهم النقاط المرتبطة بالإصلاح الخطأ وما يجب ملاحظته أثناء القيام بهذه العملية:

المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي الذي لا يمتلك العين الناقدة التي تميز بلمحة خاطفة الأداء الصحيح من الأداء الخطأ، لا يعتبر مدرساً ناجحاً، بل أن امتلاك المدرس الرياضي لهذه الصفة لا يكفي، فالواجب أن يكن ذو مقدرة خاصة على معرفة نوع الخطأ وكيفية إصلاح بالطرق المناسبة والملاءمة.

كما يجب على المدرس الرياضي أو للمدرب الرياضي أن يكون ملماً إلماماً كاملاً بصفات القوام الصحيح وأخطائه وأنواعها، وآثارها وكيفية تجنبها وإصلاحها  إن أمكن، كما يجب أن يعرف الطريقة الصحيحة لأداء المهارات الرياضية التي يعلمها، وما يحتمل أن يقع فيه اللاعبين من أخطاء وكيفية إصلاح هذه الأخطاء بطريقة سليمة وصحيحة.

وأيضاً من واجب المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي أن يعمل على تنمية روح الألفة والود والصداقة مع لاعبينه، إذ يساعد على تقبل اللاعبين لنقد وتوجيه المدرس الرياضي لهم، ومن ثم تسهل عملية إصلاح الأخطاء، فإن مظهر المدرس الرياضي والثقة في النفس، وطريقة تدريسه ونبرات صوته، وامتيازه بالرفق والحنان والعطاف على اللاعبين وسعة الصدر، حيث أن كل هذه الصفات لازمة لقدرة المدرس على إصلاح الأخطاء وعلى تقبّل اللاعبين لإصلاحه بروح الطاعة.

وإن التشجيع عند إحراز اللاعبين لأي تقدم في طريقة الأداء يعتبر من أهم الأمور المساعدة على سرعة إصلاح الأخطاء، وبالعكس من ذلك نجد أن السخرية والتهكم لا يمكن أن تساعد على إصلاح الخطأ، ولا يجب على للمدرس الرياضي أو المدرب الرياضي استخدامها.

كما أن كثرة النقد غير مشجعة، ففي كثير من الأحيان قد يجد المدرب الرياضي لاعب أو لاعبين أو أكثر متأخرين عن بقية اللاعبين في مهاراتهما، فمن واجب المدرس في مثل هذه الحالة أن يكون لبقاً ولا يجعلهم دائماً عرضة لنقده المستمر، فإن ذلك قد يُعرّض شخصية اللاعبين للتأثر غير المُرضي.

وما إذا كانت تجربة الأخطاء أثناء التعلم الحركي هي عنصر مرغوب فيه أم لا، فهي موضوع نقاش، حيث يوجد هناك رأي مفاده أن تعلم المهارات يستفيد من الأخطاء، ففي حين أن رأيًا آخر هو أن تكوين البرامج الحركية الصحيحة يتأخر بسبب إنتاج الأخطاء، كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تقليل الأخطاء أثناء المراحل الأولى من التعلم الحركي مفيد عندما تتضمن المهمة مهارات وظيفية معقدة، مثل التزلج أو لعب الجولف.

حيث إن نماذج التعلّم الخالية من الأخطاء يجب أن تقيد البيئة لتقليل مقدار الأخطاء التي يتم ارتكابها، وبالتالي تقليل الحاجة إلى اختبار حلول الحركة البديلة لتصحيح الأخطاء، حيث ظهر أن التعلم الخالي من الأخطاء أدى إلى التعلم الحركي الذي كان ضمنيًا أو غير واعي إلى حد كبير، مع تراكم منخفض أو إدراك للمعرفة التصريحية حول المهارة الرياضية.

وتم العثور على أداء المهمة أيضًا ليكون قويًا في وجود مهمة معرفية ثانوية، كما أن الحد من الأخطاء في المراحل المبكرة من التعلم الحركي أدى إلى مهارات كانت مستقرة ضد التعب الفسيولوجي، وتم الاحتفاظ بها لفترة أطول وحققت أداءً فائقًا.

كما تشير الطلبات المعرفية المتناقصة المرتبطة بانخفاض ارتكاب الأخطاء إلى أن الأفراد الرياضيين صغار السنن، الذين لا تزال مواردهم المعرفية قيد التطوير، قد يستفيدون بشكل خاص من اتباع نهج خالي من الأخطاء في التعلم الحركي، وبالنسبة للأفراد الرياضيين صغار السن الذين يعانون من ظروف تعليمية خالية من الأخطاء، تم زيادة مسافات وضع الجولف بشكل تدريجي بحيث بدأ المشاركون بمهمة سهلة والتي أصبحت تدريجياً أكثر صعوبة.

ففي المقابل مارس الأفراد الرياضيين صغار السن في ظروف مليئة بالأخطاء في البداية مهمة صعبة (مسافة بعيدة)، والتي انخفضت بشكل تدريجي، حيث تم العثور على المهارات المكتسبة من خلال التعلم الخالي من الأخطاء لا تتأثر بأداء مهمة معرفية متزامنة تتطلب موارد اهتمام إضافية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: