كيف يتم تصنيف الاستراتيجيات الحركية في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تصنيف الاستراتيجيات الحركية في الرياضة:

إن الاستراتيجيات الحركية هي عبارة عن مجموعات معينة من الحركات الوظيفية الأساسية، حيث تساوي المهارات الخاصة بالرياضة، كما تشمل هذه الحركات الأساسية المشي والجري والقفز والركل والرمي، حيث يمكن تصنيفها أيضًا على أنها الدوران، التأرجح، الالتقاط، الضرب، القطع، الدوران على المحور والدوران العادي.

كما يوجد سبع حركات أساسية يمكن لجسم الإنسان أن يؤديها، وجميع التمارين الأخرى هي مجرد أشكال مختلفة من هذه الحركات السبع، السحب، الدفع، القرفصاء، الاندفاع، المفصلة، الدوران والمشي، حيث عند أداء كل هذه الحركات ستتمكن من تحفيز كل مجموعات العضلات الرئيسية في جسم اللاعب.

فإن أنماط الحركة ضمن الاستراتيجيات الحركية، هي ليس العضلات، إنما هي الطريقة التي يتحكم بها الدماغ البشري في الحركة، على أن يتم تنظيم التحكم في المحرك في أنماط متناسقة وليس في عضلات فردية.

كيف يتم تصنيف الاستراتيجيات الحركية في الرياضة؟

حيث يتم تصنيف الاستراتيجيات الحركية في الرياضة وفقاً إلى عدة نقاط، وأهم تلك النقاط:

  • الاستراتيجيات وفعالية دور المدرب الرياضي والمدرس الرياضي: حيث تعتمد هذه الاستراتيجيات كلياََ على حركات المدرب الرياضي والمدرس الرياضي داخل الجماعة الرياضية، وعليه يظهر بوضوح دوره الفعلي بالسيطرة الكاملة على الأفراد الرياضيين المتعلمين، حيث أن في الوقت نفسه لا نجد دوراً واضحاً ومحدداً لمدرب.

كما أن من هذه الاستراتيجيات المبنية على التفرد بالعمل الرياضي ظهرت أساليب وطرق التدريس التقليدية، والتي يعتمد فيها أساساً على المدرب الرياضي والمدرس الرياضي الذي يقوم بكل شيء، فهو المرسل والموصل، أما الفرد الرياضي المتعلم هو المستقبل والمنفذ.

حيث أن جوهرة هذه الاستراتيجيات الحركية هي عبارة عن علاقة مباشرة وآنية بين الحافز الصادر من المدرب الرياضي والاستجابة الصادرة من الفرد الرياضي المتعلم، وبالتالي فإن الجانب الإبداعي يقرره المدرب الرياضي ولا علاقة للفرد الرياضي المتعلم بهذه الجانب.

  • الاستراتيجيات وفعالية دور الفرد الرياضي المتعلم: حيث لا شك أن برامج التربية الرياضية الحديثة تم بناؤها على أن يكون للفرد الرياضي المتعلم دوراً إيجابياً في عملية التعليم والتعلم للمهارات الحركية، وفي اكتشاف جانب كبير من الحقائق والمفاهيم تحو العمل الرياضي المنوط به، ففي دورس التربية الرياضية يمكن أن يكتشف الفرد الرياضي المتعلم معلومات ومعارف عن أداء المهارات الحركية وكيفية تطويرها.

كما يمكن للفرد الرياضي المتعلم أن ينمي قدرته على أي مشكله تقابله، ومن ثم فإن دور المدرس الرياضي والمدرب الرياضي هو خلق المواقف المتباينة بكل جوانبها للفرد الرياضي المتعلم، والتي تساعده على إرشاد وتوجيه المتعلم نحو كشف الحقائق والمعلومات والمعارف والمفاهيم وكسب المهارات الرياضية وأدائها بصورة جيدة.

كما يظهر دور المدرب الرياضي عند إعطاء النموذج الجيد والتغذية الراجعة التصحيحية؛ أي أن جوهر هذه الاستراتيجيات هو مراعاة وأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين الأفراد الرياضيين المتعلمين، كما تظهر نشاطهم ودورهم وفاعليتهم أثناء التدريب، ويظهر الجانب الإبداعي بشكل واضح لديهم.

  • الاستراتيجيات وفعالية دور درجة معرفة وخبرة الأفراد الرياضيين للأنشطة المتعلمة: حيث يعتمد المدرب الرياضي في هذه النقطة على أحد الأمرين، وهما: في حالة عدم معرفة الأفراد الرياضيين المتعلمين لخبرات سابقة للأنشطة الرياضية المتعلمة مع وجود رغبة هؤلاء الأفراد الرياضيين لتعلم هذه الأنشطة المهارية، على أن يقوم المدرب بإعدادها وتقديمها مباشرة إلى الأفراد الرياضيين بصورة تتماشى وتتوافق مع قدراتهم والفروق الفردية بينهم بالإضافة إلى تطورهم الاجتماعي في المجتمع الرياضي أو في المجتمع بأكمله.

أما الحالة الثانية، فهي معرفة الأفراد الرياضيين المتعلمين لجزء من خبرة سابقة للأنشطة الرياضية المتعلمة مع عدم رغبة الأفراد الرياضيين المتعلمين لتعلم أو ممارسة هذه الأنشطة الرياضية، حيث عندئذ يقوم المدرب بمناقشة اللاعبين بأسلوب فعال؛ وذلك للتغلب على معارضتهم لممارسة هذه الأنشطة أولاََ، ومن ثم لفَّهما وإستيعابها البناء؛ وذلك من منظور استعدادتهم وميولهم لها.

  • الاستراتيجيات وفعالية دور النقاش: حيث يعرض المدرب الرياضي أو المدرس الرياضي على الأفراد الرياضيين (اللاعبين) في هذه الاستراتيجية عدداً من القضايا، والمشاكل الرياضية التي هي حديث المجتمع الرياضي من منطق حقوق وواجبات ومسؤوليات ومصالح تهم قطاع كبير من الأفراد ضمن المجال الرياضي.

حيث يمكن للمدرب الرياضي أن يفترض أمثلة لهذه القضايا والمشاكل؛ وذلك لحتى تكون رمزية في صيغ تقدمها بحيث لا تسيء مباشرة إلى أحد أو مسؤول أو جهة معينة؛ أي بمعنى أن النقاش والحوار يدور حول القضية وتأثيرها في المجتمع الرياضي والحلول الممكنة، ثم يترك للمدرب الرياضي حرية إعطاء الرأي حول معالجة الأفراد الرياضيين المتعلمين للقضايا، ضمن أسلوب مفتوح كل منهم حسب منظوره الفكري والخلقي.

  • الاستراتيجيات وفعالية دور الحوار أو الجدل: حيث يعتمد المدرب الرياضي في هذه الاستراتيجية على أهم الخطوات التالية: حثّ اللاعبين على أداء المهارة الرياضية المتعلمة بصورة جيدة، الوصول باللاعب للشك في كفاءة أدائه للمهارة الرياضية، أي بمعنى أن اللاعب لا يستطيع الأداء ضمن صورة جيدة، وما زال أمامه الكثير لأداء هذه المهارة، قيادة اللاعبين للاعتراف بعدم قدرته على أداء هذه المهارة بصورة جيدة، وتوجيه وإرشاد اللاعبين بالأداء مع لاعب آخر يجيد أداء المهارة مع إرشاده باستخدام التغذية الراجعة.
  • الاستراتيجيات وفعالية دور العمل الجمعي المشترك: حيث يقوم المدرب الرياضي بإعداد المادة المراد إعطائها وفق متطلبات التدريب الرياضي، وبمقتضاه يعمد المدرب الرياضي إلى تخطيط التدريب أو أجزاء متنوعة تتطلَّبها تعلم المهارات التي يقوم بتدريبها، ثم يعود اللاعبين كأفراد في مجموعات على العمل معاً والتعاون والقيام ضمن أدوار مشتركة، حيث أن الأداء التبادلي سيرفع من كفاءة تعلمهم للمهارات المختلفة.
  • الاستراتيجيات وفعالية دور تقويم القدرات البدنية المتنوعة: حيث لا يوجد أفراد رياضيين متعلمين متساويين في القدرات الذهنية والقدرات الجسمية والقدرات الاجتماعية بشكل تام، ولكن يوجد اختلافات في القدرات والفروق تظهر بشكل كبير أثناء تعلم المهارات الحركية، فإذا قام المدرب الرياضي بتقويم هذه القدرات المختلفة كل حسب الفئة المتقاربة ليصل بعد ذلك إلى تصنيفهم لفئات متقاربة المستوى، ثم يقوم بإعداد أنشطة ومعارف وخبرات متنوعة تعطى لهم على أساس هذه التقويم.
  • الاستراتيجيات وفعالية دور الإدراك: حيث يرتبط كل من الاستعداد والفترة الحرجة للإدراك بمفهوم النضج الفردي، سواء كان هذا ذاتياً مرتبطاً بالدماغ والشخصية أو خارجياً متصلاً بالجسم والخصائص المادية والخصائص الشكلية؛ حيث أن ذلك يُعرف بالنضج الجسمي في الرياضة، فمن الناحية الإدراكية يمر اللاعب صغير السن بمراحل عامة مُتتابعة لا تحدث الواحدة لديه إلا بحدوث الأخرى، وذلك مهما اختلفت خلفيته الثقافية أو المعرفية أو البيئية.

وعندما يتم التعرف على حالة الإدراك السائدة لدى الأفراد الرياضيين، فإن في الواقع يتم تحديد الفترة الحاسمة لتعلمهم أو تطورهم، وعليه فإنه يستوجب استغلال هذه الفترة لإحداث التطور الحركي أو التطور المهاري المطلوب، وإلّا يصبح هذا التطور الحركي صعباً يتطلب جهداً كبيراً ومحاولات لعلاج المعوقات والتغلب على الصعوبات.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997


شارك المقالة: