ما هي أسس تخطيط المنشأة الرياضية؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أسس تخطيط المنشأة الرياضية.:

يوجد عدة قواعد رئيسية يجب العمل على مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار عند التخطيط لإقامة الأندية الرياضية ومراكز التدريب الرياضي والمنشآت الرياضية؛ حيث أن ذلك من أجل الاستغلال الأمثل وضمان فعالية وسهولة وسلامة استعمالها حتى تحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها، ومن أهم هذه الأسس التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل التنفيذ اختيار الموقع المناسب والملائم، حيث تتوقف دراسة هذا العامل على نوع المنشأة الرياضية المطلوب إقامتها، كما يختلف اختيار الموقع ومساحته باختلاف حجم المشروع.

حيث يفضل بشكل دائم اختيار الموقع الذي يبعد عن المناطق السكنية بمسافة لا تقل عن ثلاثة كيلو متر (3كم) بالنسبة للشباب، ومترين (2كم) بالنسبة إلى الأطفال حتى يسهل إنشاء شبكة من المواصلات السريعة التي تربط الملعب بالمدينة، كما يجب مراعاة نمو الكثافة السكنية ومعرفة المشروعات التي سوف تقام أو التوسعات المتوقع إضافتها.

أهم أسس تخطيط المنشأة الرياضية:

للابتعاد عن الوقوع في أخطاء التي تقلل من فاعلية وكفاءة المنشأة في أداء وظيفتها وتحقيق هدفها الذي أنشئت من أجله، يجب العمل على  مراعاة الأسس والمبادئ، والتي من أهمها:

1. العزل: وهناك بعض العوامل غير المرغوب فيها والتي تحتاج إلى العزل والابتعاد عن الناس، ومنها عزل المنشأة الرياضية عن أماكن الخطورة والإزعاج مثل، (مصانع، مطارات)، كما يجب عزل الملاعب الرياضية التي تحتاج إلى هدوء عن الملاعب الأخرى، مثل (ميادين الرماية، ميادين الجمباز).

بالإضافة إلى عزل ملاعب الكبار عن ملاعب الصغار، وعزل جماهير الأفراد الرياضيين المشاهدين عن أرضيات الملاعب بحواجز لا تعيق ولا تشوّه الملاعب، مع العمل على تخصيص أماكن لأفراد الرياضيين مندوبين الصحافة والإعلام الرياضي، كما يجب عزل المدرّجات عن بعضها البعض مع تقسيم المداخل والمخارج، وتخصيص أماكن مغلقة لحفظ الأجهزة الكهربائية والميكانيكية بعيداً عن البعث.

2. الأمن والسلامة: حيث يوجد بعض من العوامل المتعلقة بالأمن والسلام وصحة الأفراد الرياضيين والتي يجب العمل على مراعاتها، ومنها أن تكون بعيدة عن أماكن التلوث والأوبئة، كما يجب أن يكون مساحات كافية وخالية من أي مواد صلبة أو حادة حول أرضيات الملاعب، وأن يكون عدد من الأبواب المؤدية للملاعب وسعتها تتناسب مع عدد الأفراد المستفيدين، وأن تكون الأبواب تفتح للخارج تفادياً للازدحام.

كما يجب أن تكون جميع الأدوات الرياضية بعيده عن أرضيات الملاعب، وأن يتم تخصيص غرفة للإسعافات الأولية، كما يجب أن يتم تخصيص أماكن لأجهزة الإنذار وطفايات الحريق حسب قواعد الدفاع المدني، كما يوجد عدة أمور متعلقة بالسلامة العامة لا بُدّ أن تهتم وتعتني بمصادر العناية بمياه الشرب، وبالصرف الصحي، وبالنظافة الشخصية واليومية، مع ضرورة الاهتمام بالتهوية الجيدة والإضاءة الكافية والقانونية، والعناية المستمرة بتسوية أرضيات الملاعب ونظافتها والتأكد من خلوَّها من المواد والأشياء التي تسبب الأذى للاعبين.

3. نواحي الإشراف: حيث يوجد العديد من النواحي المتعلقة بالإشراف، والتي من أهمها أن تكون أماكن الإشراف تسهل عملية الاتصال والوحدة بجميع أماكن النشاط بالمنشأة، حيث يفضل أن تكون أماكن وحجوزات الإشراف مُطلَّة على ميادين المنشأة الرياضية ضمن زوايا رؤية جيدة، كما يجب توفير أماكن للإشراف في جميع وحدات المنشأة الرياضية، على أن تكون أماكن الإشراف مناسبة وملاءمة للتحكم والسيطرة في إدارتها.

4. الاستغلال الأمثل: حيث يعتبر تنظيم عمل المنشأة الرياضية إلى أكثر حد والاستفادة القصوى منها قدر الاستطاعة هو القاعدة الأساسية في نجاح المشروع؛ فالعمل على زيادة ساعات التنظيم لأكثر من هدف يعتبر  أكبر دليل على طبيعة إيجابية المنشأة الرياضية، حيث يتم ذلك من خلال العمل على ترتيبها على الفترات مختلفة طوال اليوم بما يلاءم ويناسب مختلف الجماعات الرياضية المستفيدة، مع محاولة استمرارية الاستخدام في جميع فصول السنة بغض النظر عن عوامل الطقس وعوامل المناخ؛ أي بمعنى أن لا يكون عامل الطقس والمناخ عائقاً لاستمرارية الاستخدام.

وسبب ذلك يجب العمل على تحقيق الإفادة الكبرى والمثلى من مساحة وموقع وإمكانات المنشأة الرياضية لأكثر من غاية وهدف، مع العمل على بناية أكثر من مكان مخصص لممارسة الأنشطة الرياضية للاستفادة المثلى من المساحات بأكملها، كما يجب العمل على استخدام أجود وأحسن أنواع الخامات التي تتحمل كثرة العمل بشكل مستمر، مع ضرورة العمل على تنظيم وترتيب برامج رياضية واجتماعية متعددة في جميع فصول السنة والمناسبات.

5. النواحي الاقتصادية: حيث يجب ألا تكون التكاليف المالية للإنشاء عائق لتحقيق المنشأة الرياضية لقيمتها الحيوية، ومع هذا يجب العمل على مراعاة إمكانية تقسيم المشروع إلى مراحل متعددة، ووضع خطة تنموية حسب الميزانيات التي تم تخصيصها للمشروع على المدى الزمني الطويل والمدى الزمني القصير.

كما يجب العمل على تخفيض التكاليف والمصارف المالية قدر الإمكان والاستطاعة مع عدم المساس بجودة الإنشاء والتشغيل، وتحقيق الأهداف بأقل التكاليف والمصارف الاقتصادية في التشغيل والكهرباء دون التأثير على الأداء والحركة، بالإضافة إلى استغلال مساحات الموقع الجغرافي وتعدد المنشآت واستخداماتها.

6. إمكانية التوسع في المستقبل: حيث إن عملية التخمين للتوسع أو التعديل في بعض أطراف المنشآت الرياضية في المستقبل أمر من المحتمل أن يحدث، خاصةً في عصر التطور الاجتماعي، ولهذا يجب العمل على مراعاة عمليات التطوير المستمرة في تقنية التجهيزات الرياضية، مع إمكانية تعديل القوانين والأنظمة والقواعد للملاعب الرياضية، كما يجب دراسة إمكانية زيادة عدد الأفراد الرياضيين المستخدمين للمنشأة الرياضية، مع احتمالية التوسع في المنشأة سواء على المستوى الأفقي أو على المستوى الرأسي.

7. الناحية الجمالية: حيث إن الجانب الجمالي للمنشأة الرياضية يبعث السرور والفرح والسعادة في النفس، كما يعمل على إثارة عواطف وأحاسيس وشعور الأفراد بشكل عام والأفراد الرياضيين المشتركين والمشاهدين بشكل خاص، حيث إن جمال المنشأة يؤثر في نظرتهم للمنشأة وحكمهم عليها، بالإضافة إلى رفع مستوى الأداء والتحفيز على زيادة الممارسة.

ولهذا يجب العمل على مراعاة بعض أهم العوامل المرتبطة بالناحية الجمالية، وهي:

1. العمل على مراعاة كيفية توزيع الملاعب الرياضية بمختلف أنواعها والمباني الخاصة بشكل متناسب ومتكامل على مساحة الأرض، مع مراعاة الناحية الجمالية في التصميم.

2. العمل على مراعاة نسبة زيادة المساحات الخضراء بأشكال ومظاهر هندسية جمالية متنوعة، مع ضرورة الاهتمام بزراعة الحدائق بالأشجار والأزهار والورود.

3. كما يجب العمل على مراعاة الاهتمام والعناية بألوان وشكل المباني الخارجية المرتبطة بالمنشأة الرياضية بشكل جذاب وجميل، بالإضافة إلى العمل على استخدام الزهور والنفورات والمضلات بشكل يعمل على بث الراحة والجمال.

فإن فلسفة البقاء والاستمرارية للمنشآت الرياضية والمجتمعات الرياضية ترتبط بشكل أساسي بالإنتاج الرياضي واستمراريتها وتطورها لإدامة المجتمع الرياضي وتطويره وتأمين استقراره وبقائه ونموّه، عن طريق العمل على إشباع حاجاته المتزايدة والمتطورة بشكل مستمر.

وعليه فإن المنشآت الرياضية عبارة عن أدوات اجتماعية ذات طبيعة مستمرة، حيث إنه من خلالها يتمكن المجتمع الرياضي والأفراد الرياضيين من تحقيق رغباتهم وإشباع حاجاتهم وتغطيتها؛ لأن المنشآت الرياضية هي أدوات الإنتاج ووسيلة إشباع الحاجات؛ وذلك لأنها عبارة عن وحدات اجتماعية هادفة تتألف من أفراد رياضيين يؤدون مهامهم ومهاراتهم مع بعضهم البعض.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997


شارك المقالة: