ما هي إسهامات الرياضة في السياسة الداخلية للدولة؟

اقرأ في هذا المقال


إسهامات الرياضة في السياسة الداخلية:

  • الأنشطة التطوعية: وهي أحد أشكال الممارسة في مجال النشاط البدني؛ أي بمعنى تقديم الخدمات دون توقع مقابل، في سبيل مصلحة الجماعة الرياضية أو الفريق الرياضي؛ بهدف العمل على تسهيل تنفيذ النشاط الرياضي وتذليل الصعاب التي قد تواجهه، حيث أن النشاط الرياضي والتربية البدنية تحتاج بشكل دائم إلى هذه الأنشطة التطوعية مثل قص حشائش الملعب، تخطيط حدوده، تركيب الأجهزة الرياضية، إقامة مخيم.

كما أن هذه النوعية من الأنشطة يتحتم أن تتيح فهماً بسيطاً نحو العمل الجماعي والتطوعي، كما تعمل على تعمق الاتجاهات الإيجابية نحوه، حيث أن ليس كل ما يفعله الإنسان له عائد مادي، كما يمكن تحديد إطار علاقة السياسية الداخلية بالأنشطة البدنية والرياضة، من خلال التساؤلات التالية: (ما هي أنماط إدارة النشاط الرياضي؛ أي بمعنى أنه نشاط “أهلي، حكومي، مركزي، لا مركزي”، ما مدى ما تضيفه برامج التربية والرياضة من قيم سياسية مرغوبة للمستفيدين من هذه البرامج، ما هي طبيعة العلاقة السياسية بين قادة الرياضة والمستفيدين منها، ما مدى الحرية المتاحة للقائمين على تنفيذ البرامج في مناقشة رؤساتهم.

  • القيادة: حيث يُعدّ أمر ممارسة القيادة في مجال التربية البدنية أمر متوافر بشكل كبير؛ وذلك لأن التنوع الكبير في ألوان النشاط البدني والنشاط الرياضي وفي درس التربية البدنية والأنشطة الرياضية الخارجية والأنشطة الرياضية الداخلية، حيث يتاح لأغلب الأفراد الرياضيين أن يتعرضوا لخبرة ممارسة القيادة في موقف رياضي محدد، كما يتعرضوا أيضاً إلى خبرة التبعية في موقف رياضي آخر.

كما أن كل وقت ينتظم فيه الفريق الرياضي والنادي الرياضي والجماعة الرياضية استعداداً للمنافسة يحتاج إلى درجات وأشكال متنوعة من القيادة، كما يتوقف الأمر القيادة الرياضية على العلاقات المتفاعلة بين الأفراد الرياضيين ونوعيتها ومستواها واتجاها، وعلى المواقف المختلفة المتضمن في النشاط الرياضي الحركي مثل (لعبة كرة القدم) والنشاط الرياضي العقلي مثل (لعبة جماد وأحياء).

كما أنه في المواقف القيادية التي تحدث في الملاعب الرياضية والسباقات الرياضية يتحمل الفرد الرياضي المسؤولية الكاملة ليس عنه نفسه فقط إنما عن الأفراد الآخرين؛ أي بمعنى الفريق ككل، كما يجب عليه أن يعمل على تحقيق أهداف الفريق الرياضي والجماعة الرياضية، كما أنه في أغلب الأوقات يتعرض لمواقف رياضية تحتم عليه أن يتحلى بالصبر وإنكار الذات الرياضية والمثابرة وإعلاء الصالح العام للفريق الرياضي.

  • المساواة وتكافؤ الفرص: حيث يمارس الأفراد الرياضيين النشاط البدني والرياضة من خلال مناخ يتسم بالديموقراطية؛ وذلك لأن كل اللاعبين متساوون أمام قواعد وأنظمة وقوانين وأمام الحكم، حيث أن كل اللاعبين ينالون فرص متساوية لتحقيق النصر والمحك الوحيد في سبيل تحقيق وتطوير كفاية اللاعب الرياضي واقتداره، كما أن على اللاعب أن يخلع مقتضيات النسق الاجتماعي ومكوناته، مثل المكانة والوضع الاجتماعي من خلال اللعب وظروفه وملابساته.

كما أن على اللاعب أن يتذكر أن اللعب الرياضي هو عبارة عن اندماج خالص في النسق الاجتماعي الطبيعي، حيث هذا يعني أن يتجرد من الشكليات والقوالب الاجتماعية المتداولة مثل المجاملات، الرتب، الوظائف، الألقاب، الجوائز، حيث يصبح في الفريق الرياضي له مثل ما على الأفراد الآخرين وعيله مثل ما عليهم.

كما أن الرياضة والأنشطة البدنية تؤثر في سياسة وثقافة الدولة، وذلك كونها متضمنه في كل العمليات الحكومية وفي إدارة شؤون الناس وفي تقديم أنشطة رياضية مرغوب فيه للمواطين وفي الارتقاء بالوضع الصحي ولياقة الفرد، كما أن أكثر القيم الساسية أهمية في علم الاجتماع الرياضي هي قدرتها على تنمية وتطوير قيم المواطنة الصالحة.

حيث أنه من خلال الفريق الرياضي يتاح لأفراد الممارسين للنشاط الرياضي فرص طيبة للتعرف على المقومات السياسية، التي تعتبر مطلب أساسي لكل مجتمع رياضي متحضر، مثل احترام الشخصية الإنسانية، تكافؤ الفرص، استخدام العقل في حل المشكلات وضبط النفس.

كما تنافست الاتجاهات السياسية المختلفة في التأكيد على أهمية الرياضة وأنشطة الفراغ، والعمل على توفير التسهيلات المناسبة في سبيل نشر أنشطة الرياضة سواء كانت أنشطة فردية (التنس، المشي السريع، الجري، سباق التتابع)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة)، بين فئات أفراد المجتمع.

كما أصبحت جماعات الأندية الرياضية وهيئات إدارتها ومحترفون الرياضة من جماعات الضغط التي لا يستهان بقوتها على المستوى السياسي؛ ممّا يدفع بالرياضة إلى الوجهة التي يرتاحوا فيها، كما أنها ليست بالضرورة أن تكون الوجهة الصحيحة أو المناسبة.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997


شارك المقالة: