ما هي الأسس الميكانيكية للنشاط الحركي؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الأسس الميكانيكية للنشاط الحركي:

إن الأسس الميكانيكية الرياضية تعتمد على دراسة الحركة عن طريق تطبيق القوانين الميكانيكية على حركة الأجسام الرياضية، حيث أنه عندما يتحرك جسم الإنسان الرياضي سواء على الأرض أو في الهواء فإنه يخضع لبعض القوانين الطبيعية التي تحدد شكل الحركة؛ فالجسم يقوم ببذل قوة عضلية داخلية للتغلب على المقاومات الخارجية مثل الجاذبية الأرضية والاحتكاك ومقاومة الهواء لإنجاز الحركات الرياضية.

كما أن هذه الحركات التي يقوم بتأديتها الجسم الرياضي يمكن دراستها من جهة الناحية الوصفية والشكلية، مثل التعرف على سرعة الحركة والعجلة والزمن الكلي لأداء الممارسات الرياضية، مع التعرف على مقدار التغير الحادث في مفاصل الجسم الرياضي، كما يمكن دراستها من جهة الناحية الكمية مثل القيام بالتعرف على القوة المسببة للحركة الرياضية.

أهم الأسس الميكانيكية للنشاط الحركي:

  • أنواع الحركات: حيث تختلف الأجسام الرياضية عند تحركها في البيئة الخارجية، فتتخذ أشكال مختلفة، ومنها:

1. الحركة المستقيمة: حيث يتحرك الجسم الرياضي من خلالها باعتبارها وحدة واحدة متكاملة؛ فإنه يتحرك بنفس الاتجاه وبنفس السرعة مثل رياضة التزحلق على الجليد أو رياضة ركوب الخيل أو رياضة ركوب الدراجة البخارية، حيث أنه في هذه الحالات تتحرك جميع أجزاء الجسم في خط مستقيم وبنفس السرعة، كما يطلق عليها الحركة الرياضية الخطية.

2. الحركة الدورانية: حيث يقصد بها هي عبارة عن دوران الجسم حول محور محدد وثابت، مثل مهارات لاعبين الغطس، مهارات لاعبين الجمباز، مهارات القفز بالزانة، حيث تدور أجزاء الجسم حول محور حقيقي أو محور وهمي.

3. الحركة المستقيمة الدورانية: حيث تعتبر مزيج من النوعين (الحركة المستقيمة، الحركة الدورانية)، حيث تظهر عند دوران الجسم مع انتقاله لمسافة أفقية أو مسافة رأسية معينة، مثل لاعب الغطس يدور جسمه حور محور وهمي، وفي الوقت نفسه يتجه الجسم في حركة خطية باتجاه الأسفل نتيجة تأثير الجاذبية الأرضية.

  • قاعدة الارتكاز ومركز ثقل جسم الإنسان: حيث يعتبر مركز ثقل الجسم نقطة وهمية يتمركز حولها كتل أجزاء الجسم المختلفة أثناء الأداء الحركي، ففي حالة وجود الحاجة إلى متابعة تحرك الجسم في مهارة رياضية محددة فإننا نستطيع أن نقوم بمتابعة حركة النقطة المعبرة عن مركز الثقل بدلاً من متابعة أجزاء الجسم المختلفة.

ففي حالة الاتزان يكون خط الجاذبية الأرضية المار بمركز الثقل الرياضي يقع داخل قاعدة الارتكاز، فعلى سبيل المثال عندما يقف الفرد الرياضي فإن خط الجاذبية المار بمركز الثقل الجسم من خلال قاعدة ارتكازه المتمثلة في المسافة المحصورة بين القدمين.

كما يوجد علاقة بين مركز الثقل وقاعدة الارتكاز بالاتزان؛ فعلى سبيل المثال ألعاب المصارعة وألعاب الجودو تعتمد بشكل مباشر ومتكامل على قدرة اللاعب الرياضي على إخلاء توازن منافسه عن طريق دفعه في اتجاهات مكانية مختلفة، ثم التغلب عليه عن طريق المهارات الرياضية الخاصة باللعبة وبعد ذلك يقوم اللاعبون بزيادة المسافة بين القدمين؛ وذلك لزيادة مساحة قاعدة ارتكازهم مما يؤدي ذلك إلى زيادة توازنهم على الأرض، كما يوجد أشكال مختلفة للارتكاز منها (الارتكاز على القدمين، الارتكاز على قدم واحدة، الارتكاز على اليدين، الارتكاز على يد واحدة).

  • الروافع وأنواعها  في جسم الإنسان الرياضي: إن معظم عظام جسم الفرد الرياضي تقوم بعملها كروافع، حيث تعمل المفاصل في الروافع العظيمة باعتبارها نقطة ارتكاز الفرد الرياضي (اللاعب)، أما بالنسبة إلى القوة فهي تنتج عن الشد الناتج عن انقباض العضلة خلال أداء الممارسات الحركية، كما يوجد للروافع ثلاث أنواع وهي (النقطة التي يتحرك حولها الفرد الرياضي، النقطة التي تعمل عندها القوة الرياضية، والنقطة التي تعمل عندها المقاومة الحركية).
  • مراحل الحركة الرياضية: ولكي يتم إنجاز مهارة رياضية حركية يجب أن يمر جسم الفرد الرياضي (اللاعب)، بعدة مراحل تساعده على تأدية الحركة بكل سهولة ويسر، كما ينظر إلى الحركات الرياضية أنها حركات غير متماثلة خلال المراحل التي يمر بها الجسم، كما أن للحركة الرياضية نوعين وهمها (الحركة الوحيدة، الحركات المتكررة).

كما يقصد بالحركة الوحيدة هي عبارة عن حركة متكاملة يمر الجسم أثناء أدائها بثلاثة مراحل، حيث تهدف هذه المراحل إلى تحقيق مستوى الأداء الأمثل، ومن أهم الأمثلة على الحركة الوحيدة (رمي الرمح، دفع الجلة، رمي القرص، الوثب العالي، القفز على حضان القفز، التصويب في كرة القدم، التصويب في كرة السلة، التصويب في كرة اليد)، كما تمر الحركة الوحيدة بثلاثة مراحل، وهي:

1. المرحلة التمهيدية: وهي المرحلة التي تأتي قبل المرحلة الأساسية من الحركة، ووظيفة هذه المرحلة تتمثل في تحصيل القوى اللازمة لإنجاز الواجب الحركي، كما تظهر هذه المرحلة بعدة أشكال عكس اتجاه الحركة مثل (حركة الذراع أثناء مهارة التمرير ومهارة التصويب في كرة اليد)، كما تظهر المرحلة في نفس اتجاه الحركة مثل مهارة الوثب الطويل في ألعاب القوى، كما تظهر أيضاً على شكل مهارة متكررة مثل مهارة رمي المطرقة.

2. المرحلة الأساسية:  وهي المرحلة التي يتم الإنجاز فيها الواجب الحركي المراد تأديته، حيث أن خلال هذه المرحلة يتم العمل على استغلال القوى المحصلة التي حصلت في المرحلة التمهيدية، مثل (وثب لاعب كرة السلة باتجاه الأعلى لاستلام الكرة وثم يقوم بتمريرها بشكل فوري إلى زميله، أو قد يقوم بتصويبها نحو الهداف قبل هبوطه على الأرض)، حيث أن هذه المرحلة تتكون من جزئين: جزء استقبال الكرة، وجزء تمرير الكرة.

3. المرحلة النهائية: وهي المرحلة التي تأتي بعد المرحلة الأساسية للحركة؛ أي بمعنى بعد إتمام الواجب الحركي الرياضي، ومن أهم واجبات هذه المرحلة هي امتصاص الطاقة الزائدة عن حاجة الأداء أو تحريك أجزاء الجسم ضمن أوضاع تجعل الجسم في حالة اتزان كامل، مثل (امتصاص الطاقة الزائدة بثني الركبتين عند الهبوط من قفزات حصان القفز، أو عند الهبوط من مكان مرتفع).

أما بالنسبة إلى الحركة المتكررة حيث يوجد الكثير من الحركات الرياضية التي تنتمي إلى هذا النوع من الحركات مثل (رياضة المشي، رياضة الجري، رياضة السباحة، رياضة ركوب الدرجات)، كما يطلق في بعض الأحيان على الحركة المتكررة اسم الحركة ثنائية المراحل، حيث أن الحركة المتكررة تتم في عدة مراحل وهي:

1. المرحلة المزدوجة: حيث يقصد بها تطابق جميع الحركات الرياضية في ذات الوقت.

2. المرحلة الأساسية: حيث أن خلال هذه المرحلة يتم إنجاز الواجب الحركي المتمثل في أداء الحركة الوحيدة، فعلى سبيل المثال في رياضة السباحة عند خروج الذراع من الماء تبدأ الحركة المزدوجة وتنتهي عند دخول اليد في الماء، وعند دخول اليد في الماء تبدأ الحركة الرياضية الأساسية.

كما أن لقانون رد الفعل دور أساسي في أداء المهارات الرياضية الحركية الذي ينص أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار وعكسه في الاتجاه، ومثال على ذلك (تنطيط الكرة فعند دفع الكرة باتجاه الأرض بقوة فإنها ترتد من الأرض بقوة مساوية لقوة دفعها، وعند الوثب بالقدمين فأن اللاعب يقوم بدفع الأرض لأسفل مستخدم عضلات الرجلين).

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997


شارك المقالة: