ما هي الإسهامات التربوية للرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


 الإسهامات التربوية للرياضة:

  • إن رياضة المنافسات تهتم بالأفراد الرياضيين الممتازين والمتفوقين في الأداء المهاري، كما أنها تهتم بالأفراد المتميزين باللياقة البدنية، وبسبب ذلك تُعدّ رياضة المنافسات رياضة مؤسسة على أنظمة البطولة، كما أنها تقوم باستبعاد كل الأفراد الرياضيين الذين لا يكونوا على مستوى ومتطلبات البطولة الرياضية المحدد إقامتها.
  • كما تعتبر رياضة المنافسات فعل اجتماعي ذو طبيعة حركية، حيث أنها أصبحت ظاهرة اجتماعية لها اعتبارها إلا أن الأفراد الرياضيين المربين والأفراد الرياضيين القائدين غير مهتمين بها، حيث أنهم لم يعدوا أسياد وكبار المجال الرياضي، بل أصبحت وسائل الإعلام الرياضي والجمهور المشجع والجمهور المشاهد والأفراد منظمين والمتعهدين في إقامة المسابقات الرياضية التنافسية هم الأسياد وأكابر المجال الرياضي التنافسي.

فإن القيمة التربوية لرياضة المنافسات ضمن قطاع الأفراد الناشئين والأفراد البالغين تكاد تكون معدومة بشكل كبير ومتكامل، كما تكون نتائجها سلبية ومؤلمة، حيث أن التدريب الرياضي القاسي خلال سن مبكر خاصةً الأفراد الرياضيين الصغار الموهوبين له أضرار نفسية وصحية، حيث قام علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية بالتنبيه إلى ذلك.

  • تحول دور الأفراد الرياضيين القائدين في الأندية الرياضية إلى إعداد وتشكيل الأبطال الرياضيين، مع العمل على إحراز البطولات لأنديتهم الرياضية بأي ثمن، حيث أن بذلك يتم تحويل دورهم عن عملية التربية والتعليم، ومن ثم يتم العمل على استبعاد الأفراد غير الموهوبين وغير المستعدين لتقديم كافة التضحيات؛ وذلك للعمل على تحقيق الفوز في المسابقات الرياضية والدورات للأندية الرياضية.

وبذلك يتم الاستغناء عنهم، كما أنها تحول الفرد الرياضي من إنسان اجتماعي له مطلق حريته بشكل متكامل إلى إنسان اجتماعي تم تسخيره لناديه الرياضي أو لتمثيل بلاده أو دولته.

  • تحول رياضة المنافسات إلى رياضة الماديات، حيث أن أصبح لدى الكثير من الأفراد الرياضيين فرصة للعمل المحترف، كما أنها اتجهت نحو تقييد حرية الأفراد الرياضيين، حيث أصبحت تفرض عليهم العزلة عن طريق العمل على تكريس وقتهم للارتقاء بمستواهم البدني والمهاري والخططي وفي الإعداد النفسي، حيث أن ذلك عن طريق طرق التدريب القاسية والمتخصصة المفروضة عليهم، وذلك نتيجة لاحترافهم الرياضة.

طبيعة الإسهامات التربوية للرياضة:

إن رياضة المنافسات أصبحت عمل اجتماعي جاد يتطلب التضحية بعدد كبير من الساعات الزمنية لقضائها في التدريب، حيث أن ذلك يعمل على التأثير في مستقبلهم الدراسي أو المهني أو أنه يؤثر في حياتهم العائلية، كما أصبحت الرياضة نظام ثقافي يتم اللعب من خلالها بشكل مستمر لفترة طويلة من الزمن، حيث أصبحت الرياضة رياضة ذات تنظيمات دون تشجيع أي دافع أو ميل أو فكرة رائدة لقضاء وقت الفراغ بشيء مفيد وصحي، كما يوجد عدة نقاط تتمثل في توضيح طبيعة الإسهامات التربوية للرياضة، وأهمها:

  • أصبحت رياضة المنافسات رياضة لا تمس إلا قطاع صغير من الشباب وقطاع أقل من الأفراد الرياضيين الناشئين، حيث يعد شرط الأداء والمستوى من أهم الدوافع التي تبعد الشباب عن ممارسة المنافسة الرياضية، كما أن الأفراد الرياضيين الأعضاء بالاتحادات الرياضية لا يمثلون إلا نسبة قليلة من عدد الأفراد الممارسين للرياضة، ويمكن أن يتقلص العدد أكثر وأكثر في حالة تم اعتبار اللاعب الرياضي الواحد مسجلاً في أكثر من اتحاد رياضي أو أنه يمثل أكثر من هيئة اجتماعية رياضية.

كما أن عدد الأفراد الرياضيين المسجلين في الأندية الرياضية (اللاعبين)، في حالة تم استبعادهم بسبب أنهم لا يقومون في ممارسة الرياضة على الأقل مدة ساعتين في الأسبوع أو الذين يشتركون على مدار السنة في عدة مسابقات أو مباريات رياضية؛ فإن العضوية الرياضية بالنادي الرياضي لا يتم قياسها بسداد الأعضاء لاشتراكات الأندية.

  • وجود تناقض صريح بين مختلف المؤسسات التعليمية والأندية الرياضية، حيث أن المدارس والجامعات تعمل على توجيه كل اهتماماتها إلى جميع طلابها، حيث أنها تقوم بالاهتمام والعناية بالأفراد الضعاف؛ بهدف العمل على إعدادهم للحياة وتنمية ثقافتهم الرياضية والاجتماعية.

ففي ذات الوقت تقوم الأندية والهيئات الرياضية بالاهتمام بالأفراد الرياضيين المتفوقين والأفراد الرياضيين الموهوبين، وبعد ذلك تقوم بالاهتمام في قطاع البطولة، وبناءً على ذلك يتم العمل على استبعاد الأفراد الرياضيين غير القادرين على المنافسة الرياضية وتحقيق الانتصارات الرياضية، كما أنها تقوم بدور المضاربة؛ أي بمعنى تقوم على عملية شراء أحسن اللاعبين الرياضيين من الأندية الثانية فترصد مبالغ مالية خيالية، وبعد ذلك تقوم على تعويض فشلها في كيفية أعداد الأبطال من أبنائها أو أعضائها الرياضيين.

  • دخول الرياضة في مجال السياسة، حيث أن بعض الأنظمة الأساسية تعمل على الاهتمام برياضة المنافسات؛ حيث أن ذلك بهدف تحقيق أفرقتها الرياضية للانتصارات في مجال المسابقات الدولية أو المسابقات العالمية أو المسابقات الأولمبية، وبذلك تكون هذه الانتصارات مُعبّرة عن تفوقها في مجال الأنظمة السياسية.

كما أن للرياضة الكثير من السلبيات المتمثلة في عدم حسن استخدامها وإلى النظرة غير التربوية التي تديرها الأفراد الرياضيين المسؤولين، كما تتمثل في عدم الإدراك الجيد لمفهوم التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية من قبل الأفراد الرياضين، كما تندرج الرياضة تحت أطر التربية العامة ويمكنها في تقديم الإسهام في تربية الفرد.

  • إن الهدف من ممارسة الأنشطة الرياضية هو اللعب والمنافسة الشريفة والتدريب الرياضي بغرض الارتقاء بمستوى اللياقة البدنية واللياقة الحركية، كما أن الهدف منها هو تنمية القدرات العقلية والخصائص والسمات النفسية وتحقيق مبدأ اختيار الذات والتفوق؛ حيث أن بذلك أصبحت الرياضة وسيلة هامة وضرورية من وسائل التربية الرياضية التي سوف تسمح لاكتساب القيم الاجتماعية مثل (التعاون، الصدق، النظافة الشخصية، تنمية القيادة الشخصية).
  • إن انتظام الفرد الرياضي في أوقات تدريبه وأوقات ممارسته لأنشطة الرياضية والأنشطة البدنية والأنشطة الترويحية يعمل على تحقيق أنظمة التوازن النفسي له، كما أنه يُمكّنه من تعويض نقص الحركة التي تقوم بفرضها المدينة الحديثة.
  • ضرورة العمل على الاستفادة من جميع الإمكانات المتوفرة لرياضة المنافسات مثل (الملاعب الرياضية، الصالات الداخلية، حمامات السباحة، أجهزة وأدوات التدريب الرياضي)، في إتاحة الفرص لجماعات الأفراد الرياضيين لممارسة الرياضة عن طريق العمل على استخدامهم الإمكانات المتاحة.
  • ضرورة العمل على الاهتمام بالمستوى الثقافي والمستوى التربوي لأفراد القادة ضمن مجال إعدادهم الإعداد المهني المناسب والملائم، وذلك بما يسمح لهم بالارتقاء برسالتهم التربوية.
  • ضرورة العمل على الاهتمام بالأفراد الناشئين والشباب الرياضيين مع العمل على حثّهم على ممارسة الرياضة بدافع ذاتي، وبهدف العمل على تنميتهم بدنياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً وإشباع دوافعهم للعب الحركي والمنافسة الشريفة.
  • عدم اقتصار الرياضة على تحقيق الفوز والانتصار والتفوق على الفريق المنافس بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، حيث أنه يجب أن يكون بذل المجهود والتعب وتقديم العرض وإشباع الدافع للمنافسة والتفوق على الذات الرياضية هو الهدف والغرض الأساسي من ممارستها.
  • كما يجب الاهتمام والعناية بالرياضة للجميع؛ حيث أن ذلك عن طريق العمل على توفير الفرص لجميع المراحل السنية ولجميع المستويات الاجتماعية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005


شارك المقالة: