ما هي العلاقة بين الأنشطة الترويحية والبرامج الرياضية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الأنشطة الترويحية والبرامج الرياضية في علم الاجتماع الرياضي:

البرامج الرياضية هي الفعاليات المنظمة والمخططة من قائد أو مسؤول الجماعة الرياضية (الفريق الرياضي)، التي تشارك لأساسية للجماعة الرياضية مثل النادي الرياضي (نادي ريال مدريد، نادي برشلونة)، كما أنها الأدوات التي تقوم الجماعة الرياضية باعتمادها في سلوكها اليومي، والتي تعمل على جذب أنشطة أفرادها نحوها، بحيث تُمكّنهم من تحقيق أهدافهم سواء كانت على المستوى القريب أو على المستوى البعيد.
كما يوجد فرق بين نشاط الجماعة الرياضية وبرامجها، حيث أن النشاط الرياضي هو السلوك الذي يتبعه الأعضاء عند ممارسة أي عمل رياضي، أما بالنسبة إلى البرامج هي مجموعة من الأنشطة التي يؤديها الأعضاء، حيث تعمل على تحقيق أغراض تربوية واجتماعية ومادية، كما أنها تساعد الجماعة في كيفية الوصول إلى غاياتها وأهدافها المنشودة، كما يمكن تجزئة البرامج إلى عدد من الأنشطة التي تمارسها الجماعة الرياضية في محاولتها في الوصول إلى الهدف.

أهم الأمور التي تعالجها الأنشطة الترويحية والبرامج الرياضية في علم الاجتماع الرياضي:

لكي يكون للبرامج الرياضية قيمة حقيقية في العمل مع الجماعة الرياضي، يجب أن يتم مراعاة الاعتبارات التالية:

  1. أن يؤدي الفرد الرياضي الدور الكبير والهام في وضع البرامج الرياضية.
  2. أن تراعي البرامج الرياضية ميول ورغبات أعضاء الجماعة الرياضية.
  3. أن يشترك الأفراد أنفسهم في وضع البرامج مستخدمين مهاراتهم وخبراتهم.
  4. أن يهتم الأختصاصي الاجتماعي بتقديم المساعدة من خلال تلك البرامج.
    كما يوجد أربعة عناصر أساسية تؤثر في كيفية وضع البرامج الجماعة الرياضية، وهذه العناصر هي: الهدف، الأفراد الرياضيين، طريقة التنفيذ وقائد الجماعة الرياضية، حيث وجود هدف الجماعة الرياضية هو الذي يملي على أفرادها وضع برامج معينة تنطبق وتتماشى مع طبيعة الهدف، كما تساعد الأعضاء في الوصول إلى الهدف بأسرع وقت ممكن وبأقل قدر من الجهود والأمول.
    حيث أن الأفراد الرياضيين هم الذين يشاركون في كيفية وضع البرامج الرياضية انطلاقاً من المبادىء الديمقراطية التي تستند إليها خدمة الجماعة الرياضية، وتماشياً مع طموحاتهم وميولهم وأهداف ومراعاة قابلياتهم وأهدافهم، كما أن برامج الجماعة الرياضية ينبغي أن تنبثق من ميول واتجاهات الأفراد الرياضين المشاركين، بحيث تتناسب مع خبراتهم.
    أما طريقة التنفيذ فلا تقل أهمية عن الهدف المراد تحقيقه والأفراد الرياضيين عند تصميم البرامج، حيث أن البرامج الرياضية لا يمكنها أن تحقق أهداف الجماعة الرياضية دون وضعها موضع التنفيذ؛ أي بمعنى انتهاج الخطط التي من شأنها أن تترجم البرامج الرياضية إلى واقع عمل محسوس، كما يعتمد وضع البرامج الرياضية على قائد الجماعة الرياضية الذي يعرف طبيعة البرامج التي تحتاج إليها الجماعة في كيفية الوصول إلى أهدافها، كما يؤدي القائد الرياضي دوره الكبير الهام في تحقيق وحدة الجماعة الرياضية.
    حيث تساعد الوحدة الرياضية الجماعة على تقسيم العمل على أفرادها بدقة وكفاية، بحيث تتمكن من الوصول إلى الأهداف المنشودة كما تؤدي التربية الرياضية دوراً كبيراً وهاماً في كيفية بناء الفرد الرياضي من جميع النواحي الصحية والاجتماعية والتربوية، حيث يأخذ النشاط الرياضي حصة واسعة من أنشطة وفعاليات الأفراد الرياضيين على الرغم من أختلاف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الثقافية والمهنية وانحداراتهم الاجتماعية والثقافية.
    كما تُعدّ الأنشطة الرياضية من أهم الأنشطة الترويحية التي يمارسها الأفراد الرياضيين والجماعات في أوقات الفراغ، حيث أن الأنشطة الرياضية يمارسها الأفراد الرياضيين في بيوتهم الخاصة وفي أماكن عملهم في مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم، فأنشطة الرياضية لا تسد وقت الفراغ، بل تساعد في بناء وصحة الأجسام والعقول، كما أن العلاقات الاجتماعية الجيدة بين الأفراد والجماعات تزوّد المجتمع بنسبة وافية من التسلية والمتعة وتطور الشخصية، كما أنها تفجر طاقاتها المبدعة، بحيث تمكن صاحبها من زيادة إنتاجيته وتحسين أدائه الخدمي.
    كما أن الأنشطة الرياضية تقسم إلى قسمين أساسين وهما: الأنشطة الفردية التي يمارسها الفرد لوحده مثل (السباحة، ركوب الخيل، رمي الرمح، دفع الجلة، رمي المطرقة)، والأنشطة الجماعية التي تشارك في ممارستها فرق رياضية بحيث تتكون من شخصية فأكثر مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة، المبارزة، التنس، الهوكي، الصولجان).
    كما أن معظم الأنشطة الرياضية التي يمارسها الأفراد تتبناها النوادي الرياضية والفرق الرياضية والجمعيات والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات والمراكز الشبابية، حيث أن هذه المؤسسات تدرب الأفراد الرياضيين على ممارسة وأداء الأنشطة الرياضية، كما تقوم بعقد سباقات ومباريات وبطولات رياضية سواء كل المستوى المحلي الوطني أو على المستوى الدولي، كما تحافظ على المستويات الرياضية للألعاب والأنشطة الرياضية، بحيث تحاول نشرها وترسيخها عند الناس، كما أنها تعمل تطوير مستويات الأنشطة وتحويلها إلى ممارسات تجذب الناس إليها.
    ولكي تؤدي النوادي الرياضية والفرق الرياضية والجمعيات والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات والمراكز الشبابية واجباتها تجاه الرياضة والأفراد الرياضيين وتجاه أهدافها القريبة والبعيدة، يجب عليها أن تقوم بالتخطيط للبرامجها الرياضية ولمناهجها الرياضية، كما يجب عليها تعميق وتطوير وحدة أفرادها ومضاعفة قدراتها على أداء وممارسة العمل اللازم، ويجب عليها مساعدة الأفراد على كيفية اكتساب القيم الأخلاقية مثل الصدق والأمانة والشجاعة وحب العمل وحب والوطن والنظافة الشخصية.
    كما يجب أن تكون البرامج الرياضية التي تعتمدها الفرق الرياضية متنوعة وجذابة لمختلف الأفراد الرياضيين والجماعات، كما يجب أن تتلائم مع ميول ورغبات الأفراد ومصالحهم وقابلاتهم الجسمية والعقلية، كما أن طريقة تصميمها ووضعها أمام أعضاء الجماعة الرياضية (الفريق الرياضي)، يجب أن يتم بالطريقة الديمقراطية؛ أي بمعنى أن قائد الجماعة الرياضية واختصاصي خدمة الجماعة الرياضية وأفراد الجماعة الرياضية يجب أن يسهموا جميعاً في كيفية رسم وتصميم البرامج التي تحتاج إليها الجماعة الرياضية؛ حتى تسهم في تنظيم فعاليات الأفراد وتؤمن تحقيق أهداف الجماعة أو الفريق الرياضي.
    كما تختلف برامج الفرق الرياضية والجماعات من فرقة أو جماعة إلى فرقة أو جماعة رياضية أخرى؛ أي أن البرامج الرياضية للنادي الترفيهي تختلف عن البرامج الرياضية لكلية التربية الرياضية، كما تختلف برامج الكلية عن برامج المدرسة الإبتدائية، كما أن برامج فريق كرة القدم تختلف عن برامج فريق كرة اليد أو كرة الطائرة، فعلى سبيل المثال برامج فريق الوحدات لكرة القدم يختلف عن برامج فريق الفيصلي لكرة القدم.
    كما يجب على البرامج الرياضية أن تتوافق مع ظروف الجماعة وأهدافها وقيادتها وطبيعة المهام المسؤوليات التي تقوم بها، حيث يجب على البرامج الرياضية أن تكون مشوقة وهادفة لجميع الأفراد؛ حتى تؤدي دورها في تماسك الجماعة الرياضية، ودفع الأفراد الرياضيين إلى تكوين أقوى الروابط جماعة الرياضية، أي بمعنى أن يسهموا في تحقيق أهداف الجماعة الرياضية، وهي:
  • كيفية تشكيل الفرق الرياضية بمختلف الألعاب الرياضية خاصةً ألعاب الجماعية، وذلك حسب المعطيات والظروف المادية والعلمية والتدريبية المتاحة.
  • كيفية إقامة مسابقات وبطولات بالألعاب الرياضية المختلفة بين مختلف الفرق والنوادي والمؤسسات الرياضية، وبشكل مستمر على طول السنة.
  • كيفية تنظيم مهرجانات خاصة بألعاب الساحة والميدان.
  • كيفية فتح دورات خاصة بالسباحة، وتنظيم مسباقات وبطولات لهذه اللعبة خلال العطلة الصيفية.
  • كيفية تنظيم مسابقات وبطولات خاصة بالشطرنج بين النوادي والمدارس والكليات والمعاهد والجامعات والمراكز.
  • قيام سباقات بالدرجات النارية والسيارات بين الأفراد والنوادي والجمعيات الرياضية.
  • إعطاء أهمية كبيرة للتدريب الرياضي والتدريب الكشفي في كافة الأندية والجمعيات والمدارس والمعاهد والجامعات والمراكز.
  • العمل على توفير الساحات والملاعب الرياضية الملائمة للعب مع العمل على توفير كافة المستلزمات التي يحتاج إليها الأفراد الرياضيون أثناء وقت التدريب والمسابقات والمباريات الرياضية.
  • العمل على تشجيع الأفراد والجماعات على المشاركة الفاعلة والهامة في مختلف الفعاليات والأنشطة الرياضية.
  • العمل على زرع ونشر وبلورة القيم الاجتماعية الإيجابية التي تقوم بتشجيع الفعاليات الرياضية والتي تحفز الأفراد الرياضيين على المشاركة فيها، والتميّز والبروز في مجالاتها المختلفة.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997


شارك المقالة: