ما هي العلاقة بين التماسك الجماعي والأداء الجماعي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


طبيعة العلاقة بين التماسك الجماعي والأداء الجماعي في علم الاجتماع الرياضي:

يشمل تماسك الفريق الجماعي في الرياضة مجموعة متنوعة من العوامل، مثل: عوامل بيئية، عوامل شخصية، عوامل خاصة بالفريق وعوامل خاصة بالقيادة، حيث يمكن تعريفه على أنه عملية ديناميكية تنعكس في ميل المجموعة للالتصاق معًا والبقاء موحدًا في السعي لتحقيق أهدافها الأساسية، أو لإشباع الاحتياجات العاطفية للأعضاء، ممّا يشير إلى سيؤثر مستوى التماسك على أهداف النتائج  الفريق الرياضي.

كما أنه يتم تسجيل مجموع أعضاء الفريق ليكون أكبر من كل شخص يعمل بشكل مستقل، وهذا يُفسّر سبب أهمية العمل الجماعي، حيث يشير تماسك الفريق الجماعي إلى العلاقات الشخصية ومدى تأثيرها، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، على أداء الفريق سواء على أساس يومي أو المنافسة.

كما يوجد تأثيرات عديدة على التماسك وصلته بالنجاح، فإن الاتصال أمر بالغ الأهمية للعمل بفعالية وكذلك فهم وتحديد الأدوار لتحديد الأهداف المشتركة، وهناك أنواع مختلفة من الأهداف يمكن تقسيمها إلى مهمة أو اجتماعية، ولأقوى تماسك يجب أن تكون موجودة في جميع الأفراد بنفس الكميات. وتماسك وظيفة أداء الجماعي يشير إلى الدرجة التي يعمل بها أعضاء المجموعة معًا لتحقيق أهداف مشتركة، فعلى سبيل المثال الفوز بلعبة معينة، بينما يعكس تماسك وظيفة أداء الجماعي.

بالإضافة إلى درجة إعجاب أعضاء الفريق الجماعي ببعضهم البعض والتفاعل وفقًا لذلك، وعلى الرغم من ضرورة وجود كلا الجانبين في الفريق، فقد أشارت بعض الدراسات التي قام بها علماء علم الاجتماع الرياضي إلى أن العامل الاجتماعي ليس ضروريًا لنجاح الفريق، حيث يفضل معظم المدربين والرياضيين زملائهم في الفريق ليحبوا بعضهم البعض، ولكن يبدو أنه طالما أنهم يركزون تمامًا على مهمتهم المشتركة ويتشاركون نفس الأهداف والمعتقدات، فإن النجاح ممكن حتى بدون التماسك الاجتماعي.

فعلى الرغم من اعتبار التماسك العالي أمرًا إيجابيًا، فقد لا يكون هذا صحيحًا دائمًا وقد استكشفت العديد من المقالات البحثية الرئيسية التي قام بها علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء الرياضة في هذا الموضوع في بعض الحالات، قد يصبح التماسك العالي جدًا سلبيًا عن طريق توليد، الضغط للتوافق، التفكير الجماعي والاستقطاب الجماعي، الذي قد يترافق مع تدهور الأداء من التماسك الاجتماعي المفرط.

وقد يحدث الضغط  الاجتماعي الرياضي للتوافق عندما يخشى اللاعب على مركزه داخل الفريق، ومن أن يُنظر إليه بشكل سلبي، مثل كشف لاعب ذو مكانة عالية أنه واجه صعوبات في تقديم ملاحظات نقدية لزملائه في الفريق، والتي بدورها يمكن أن تقلل من فعالية الفريق والأداء العام. ومع ذلك، فإن مهمة المدرب هي منع ذلك، إما من خلال التحدث مع الفريق أولاً أو تعليم القبطان كيفية تقديم الملاحظات لزيادة التماسك والأداء، حيث أن التفكير الجماعي هو جانب آخر قد يقلل من احتمالية مناقشة الفريق لأي مشكلات تتعلق بالأداء.

كما يودي الضغط الاجتماعي الرياضي  إلى تدهور عملية صنع القرار في المجموعة، مما يقلل الأداء الجماعي بين الأفرقة الرياضية، وهو جانب حيوي لذلك لا يوجد ارتباك والجميع يعرف ما يحتاج أن يتم، حيث عندما يكون تماسك المهام أو التماسك الاجتماعي منخفضًا خاصةً على المستوى الفردي، فمن المحتمل أن يحدث التساهل الاجتماعي، وهو المكان الذي يبذل فيه الأفراد داخل المجموعة جهدًا أقل من 100%؛ بسبب فقدان الحافز وقد يكون هذا بسبب قيام الأعضاء لا تتفق مع الأهداف وبالتالي ينخفض ​​أداء الفريق بشكل عام.

وعلاوة على ذلك، عند الارتباط بقضايا التماسك الاجتماعي العالي، فإن تجاهل الأفراد الاجتماعيين من شأنه أن يساعد في الحفاظ على مشاعر إجماع الفريق، لذلك لكي يصبح الفريق ناجحًا، قد يحتاج الفريق إلى تقليل التماسك الاجتماعي، وتعزيز تماسك المهام مع الأهداف المحددة التي يجب على جميع اللاعبين تحقيقها متفق عليه لأكبر قدر من التماسك والأداء.

العلاقة بين التماسك الجماعي والأداء الجماعي في علم الاجتماع الرياضي:

بشكل عام  يمثل التماسك الجماعي قوة الروابط بين أعضاء المجموعة التي تساعد على ممارسة الأداء الحركي الجماعي، وجانب آخر مثير للاهتمام فيما يتعلق بمفهوم التماسك يتعلق بديناميكية تصورات الأفراد لمجموعتهم، هو اقتراح علماء علم الاجتماع الرياضي بأن التماسك هو حالة طارئة ناتجة عن العمليات الحركية، وتؤثر على العمليات السلوكية الأخرى التي يشارك فيها الفريق، فعلى سبيل المثال، عمليات العمل الجماعي داخل فريق كرة القدم، حيث أن بهذا المعنى يُقترح أن يكون التماسك نتيجة سابقة لعدة عمليات جماعية على عكس كونها عملية في حد ذاتها.

حيث أن تماسك الفريق الجماعي قد تم تعريفه على أنه إحساس اللاعب بالترابط؛ وذلك من أجل تحقيق الأداء الجماعي المميز، كما عرَّفه الآخرون على أنه ميل المجموعة للالتصاق معًا والبقاء موحدين أثناء سعيهم لتحقيق هدف، كما يبدو أن الفرق التي لديها تماسك أكثر رضا، مثل (فرق الألعاب الجماعية فريق ريال مدريد)، وهذا يشمل الشعور بمزيد من الرضا الاجتماعي مع بعضها البعض، وهذا هو عامل اجتماعي كبير يؤدي إلى نجاح الفريق في ممارسة الأداء الجماعي في الملاعب الرياضية.

كما يؤدي الإعجاب بزملائك في الفريق واحترامهم إلى مزيد من المتعة ويمكن أن يؤدي ذلك إلى لعب أفضل، لذلك ربما لا تحتاج إلى التماسك للقيام بعمل جيد كفريق ولكنه يجعل عملية اللعب معًا أكثر إمتاعًا وذات مغزى، كما يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الأعضاء، حيث لا يمكن أن يكون لدى الفرد الرياضي (اللاعب)، مجموعة متماسكة في الميدان إذا كان لا يحترم زملائه في الفريق.

فإن ليس على اللاعب بالضرورة أن يحبهم خارج الملعب، لكن من الأفضل أن يحبهم في الميدان ويحترمهم داخل وخارج الملعب؛ وذلك لأنهم جميعًا يقاتلون من أجل هدف مشترك وهناك تقارب خاص يتماشى مع هذا، فعلى سبيل المثال أظهر فريق بيتسبرغ بايرتس عام 1979 هذا الأمر بموقفهم العائلي داخل الملعب وخارجه نوع من عقلية روح العمل الجماعي، أيضًا عندما يكون هناك مستوى قوي من الاحترام، فإنه سيعزز أيضًا ميزة ملاحظات الزملاء في الفريق.

كما يجب أن يكون هناك اتصال فعال ثنائي الاتجاه واضح ومباشر، حيث تؤدي مهارات الاتصال الجيد إلى زيادة احترام الذات والاحترام والثقة ومهارات اتخاذ القرار، فإن الثقة هي عملية مستمرة، بالإضافة إلى جب أن يكون هناك أيضًا شعور بالأهمية بين الفريق، حيث يجب أن يبذل قصارى جهده لجعل كل عضو يشعر وكأنه جزء من الفريق ويساهم بشيء مهم.

وبمعنى آخر إذا كان الفريق أكثر تماسكًا، فمن المرجح أن يؤدي أداءً جيدًا، وهذا بدوره سيؤدي إلى فريق أكثر تماسكًا، حيث أن هذا المفهوم مهم بشكل خاص للرياضيين الشباب لأنه يرتبط بشكل إيجابي أيضًا بالرضا الرياضي، واستمرار الرياضة، وتنمية الشباب.

وبشكل عام، يعد تماسك الفريق أمرًا مهمًا في مكان العمل الرياضي الجماعي الممارس؛ وذلك لأنه يؤدي إلى نجاح أكبر للفرد الرياضي وتحسين رضا اللاعبين وزيادة الحافز، وبغض النظر عن ديناميكية الفريق يجب أن يكون لدى جميع أعضاء الفريق فهم واضح لدورهم الفردي؛ وذلك ليتم تحقيق الأداء الجماعي بأبهج صورة داخل الملاعب الرياضية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: