ما هي العلاقة بين الطفل والتنافس الرياضي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الطفل والتنافس الرياضي في علم الاجتماع الرياضي:

إن التنافس سمة مميزة للعصر الحالي، حيث باتت ممارسته في شتى ميادين الحياة الرياضية، كما أنه على الرغم من أن الرياضة تفقد إحدى خصائصها وهي العفوية، حيث أن هذه السمة بالتنافس أصبحت ملازمة للرياضة وعلى مختلف مستويات ممارستها، حيث يعني أن رياضة الأطفال أصبحت أيضاً متأثرة ومُتَّسمة بصفة التنافس، وكأن الفعاليات الرياضية لا تمارس إلا من خلال المنافسات، حيث أن المنافسة طبيعية وأن المنافسة الطبيعية ضرورة للطفل الرياضي، كما أن المنافسة تولد شداً نفسياً للمشاركين، حيث تعيق الآلاف من المشاركة في الفعل الجماعي.
كما أن سمة التنافس التي تصاحب رياضة الأطفال هي عبارة عن الفعاليات الرياضية التنافسية التي تنظمها الأندية الرياضية ومنظمات الشباب والمدارس الابتدائية، حيث تقوم على مبدأ تحقيق الفوز أو تحقيق الخسارة، حيث أنه في بداية تشكيل الفرق الرياضية يحرم مئات من الأطفال في تمثيل الفرق الرياضية؛ لكونهم لا يمتلكون المؤهلات المطلوبة، وهي المتطلبات الجسمانية والمهارات الأساسية للفعالية وقابلية الطفل على تطبيق تلك المهارات أثناء التنافس، أو نتيجة لذلك يصاب هؤلاء الأطفال بخيبة أمل تؤثر في جوانب أخرى في حياتهم.
حيث أن الطفل في هذه الحالة يحرم من فرصته التآلف مع الآخرين وعزله عن تمثيل الفريق، قد تؤدي إلى تساؤل الطفل مع نفسه حول إمكاناته الجسمانية والذهنية، حيث أنه في حالة امتلك الطفل إحساساً عالياً تصاحبه رغبة مُلحّة في تمثيل الفريق، فإنه قد يصاب بخيبة أمل كبيرة تؤثر حتى في نموَّه الانفعالي، حيث يمتنع بتاتاً من المشاركة في الرياضة وبضمنها الرياضية غير التنافسية، كما يحرم من فرص جيدة تساعده على النمو الحركي والاجتماعي والانفعالي.
أما في حالة سمح للطفل الرياضي في تمثيل الفريق لكونه يمتلك المهارات الحركية والبدنية العامة والخاصة، حيث أن العديد من هؤلاء الأطفال يجابهون مشكلة أخرى، وهي التركيز على الفوز من قبل المدرب أو المدرس أو العائلة في بعض الأحيان، حيث أنه في هذه الحالة يبدأ الطفل بالقلق والخوف من التنافس، فتصبح حالة المنافسة مضيئة ومتعبة للطفل بدلاً من أن تكون فرصة إيجابية للقيام بكشف إمكانياته وقابليته.
حيث تصبح الخسارة فرصة للكبار لتأنيب الطفل لعدم تحقيقه الفوز، بحيث تصبح الخسارة خبرات قاسية على الطفل الرياضية لا يستفاد منها في تحقيق فرص نجاح وتفوق جديدة، حيث لا يعمل الكبار على إعطاء الطفل مقارنة موضوعية عن إمكانته الحقيقة وعن جهوده الذي بذلها في المنافس، والتي ربما تكون أقل بكثير من إمكانيات، كما أنه من جانب آخر مقارنة بين إمكاناته وإمكانية الأطفال الآخرين الذين تنافس معهم والتي تفوق عن إمكانياته.
كما أنه بالنسبة إلى المدى الاجتماعي والتنافس الاجتماعي وتأثيرها على الأطفال، حيث أن الأطفال ذوي الأعمار اليافعة لا يتمكنون من التنافس؛ لكونه تطور خلال التنشئة الاجتماعية في محتوى اجتماعي معين، حيث أن النجاح والإنجاز العالي ومستويات الطموح أو مستويات الفشل تعتمد على المحيط الاجتماعي للعملية التنافسية.
كما أن النتائج النفسية والاجتماعية الناجمة من المنافسة تكون آثارها على الطفل أبعد وأعم من الفاعليات التنافسية ذاتها، حيث أن الرياضة التنافسية تؤثر في الطفل، وبخاصة الطفل اليافع ما لم تأخذ بنظر الاعتبار عمر الطفل ومستوى المنافسة، خاصةً عندما تقترن المنافسة بالجوائز والمكافآت المادية والمعنوية، وبحضور الأفراد الذين يشكلون أهمية للطفل الرياضي مثل الوالدين، الأصدقاء، المدرب، المدرس.
كما أن الحديث عن المنافسة والطفل يجب ألا يؤدي بنا إلى أن تحجب المنافسة عن الطفل الرياضي، حيث يشكل ذلك خطراً آخر، حيث أن الطفل خلال مرحلتي الخامسة والسادسة في الدراسة الايتدائية بخاصة يحتاج إلى أن يثبت إمكانياته من خلال لاتنافس الاجتماعي الصحيح، كما أن سمة التنافس الرياضي الاجتماعي يجب أن يتعلمها الطفل ويتعلم أساسها من أجل أن يستطيع وتصبح جزءاً من سلوكه اليومي.
حيث أن الألعاب الرياضي التنافسية تشكل فرصاً تربوية اجتماعية إيجابية لبناء شخصية الطفل الرياضي، واكتساب السمات الشخصية والاجتماعية المرغوب فيها، كما أن الفتاة تعاني من مسألة التفريق بينها وبين الفتى في الألعاب الرياضية التي تحتاج إلى مجهود بدني، حيث أنه في حالة استمرت هذه التفرقة؛ فإن الفتاة ستعاني عند بلوغها من نقص في المهارات الرياضية والتعامل الكفء في المجتمع، حيث يعني هذا الاتزان الانفاعلي الاجتماعي للفتاة سيؤثر بشكل سلبي.
كما هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة نحو مشاركة الطفلة في الرياضة وأهما:

  • إن الرياضة مؤذية للفتاة.
  • الفعاليات الرياضية القوية تعرض أعضاء الإنجاب للإناث للخطر.
  • إن عظام البنات أكثر عرضة للانكسار حيث غالباً ما تتعرض للإصابات.
  • المشاركة الرياضية للفعالية تنمي عضلات تظهر على الفتاة مظهر الرجولة.
  • المدربون الذكور عادةً يغرون اللاعبات.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997


شارك المقالة: