ما هي القيم الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


القيم الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي:

إن معظم المجتمعات الرياضية الحديثة تعطي اهتماماً كبيراً مفهوماً بالتقدم العلمي، حيث أنه بالرغم من هذا التقدم الذي نعيشه في الوقت الحالي، إلا أن المجتمعات الحديثة مليئة بالكثير من مشكلات الحياة، حيث كان من نتيجة ذلك أن يصبح الإنسان الرياضي منفصلاً عن مجتمعه، ويعيش داخل نفسه وتحاصره مفاهيمه ومعاييره التي تمزقت نتيجة التقدم الحضاري، كما أنه تغيرت أغلب تصورات الإنسان الرياضي عن ذاته، وهذا الأمر الذي أدى بدرجة كبيرة إلى إحداث التذبذب في القيم الرياضية وعدم التمييز بين بين ما هو صواب وما هو خطأ، حيث أن كل ذلك انعكس في صراع رياضي داخلي بين الإنسان ونفسه، كما نتج عنه عجزه عن تطبيق ما قد يؤمن به من قيم اجتماعية رياضية، نتيجة سيطرة القيم المادية وتغلبها على باقي القيم الاخلاقية والاجتماعية.
كما تأتي أهمية القيم الاجتماعية في حياة الفرد الرياضي، من حيث مساهمتها مساهمة فعالة متكاملة في بناء شخصيته الرياضية، وتشكيل تفكيره والعمل على الارتقاء بإمكانياته، حيث لا تقتصر أهميتها عن هذا الحل بل أنها تتغلغل في مجالات حياته لارتباطها بمعنى الحياة ذاتها، كما أنها تعمل بمثابة موجهات للاتزان بين مصالحه الشخصية الرياضية ومصالح المجتمع بأكمله.
كما تمثل التربية البدنية والرياضية بأنشطتها المختفلة (أنشطة فردية مثل التنس الأرضي أو السباحة أو الجمباز)، أو (أنشطة جماعية مثل كرة قدم أو كرة سلة أو كرة يد أو كرة طائرة)، جانباً مهماً وضرورياً من التربية الاجتماعية؛ فهي تهتم باكتساب القيم الاجتماعية الرياضية بحكم طبيعة وأهداف أنشطتها، باعتبارها مادة أساسية في المؤسسات التربوية المختلفة، حيث تشارك في الإعداد للمواطنة السليمة أو كأنشطة تمارس بطرق منظمة أو طرق غير منظمة، داخل أو خارج الأندية والساحات ومراكز الشباب الرياضية.
حيث تعد التربية الرياضية راسخة للطبيعة البشرية في مواقف متعددة متكاملة؛ لذا فهي من المجالات التي تساعد الأفراد الرياضيين على كيفية فهم أنفسهم وفهم المجتمع الذين يعيشون فيها وفهم قيمه وأهدافه العليا، كما تتوقف شخصية الفرد الرياضي، وقيمه ومكانته الاجتماعية عن حسن سلوكه الذي يكتسبه أثناء حياته.
كما تعد المشاركة العلمية في لون من ألوان الرياضة تكسب الفرد الرياضي الكثير من القيم الاجتماعية الرياضية التي تدعم حياته، وتُنمّي في نفسه خدمة الصالح العام، وكيفية احترام الغير، واعتزازه بالانتماء للجماعة الرياضية والإخلاص لها، واعتزاز الجماعة بانتماء الفرد الرياضي إليها؛ ممّا يؤثر تأثيراً فعالاً وحسناً في تدعيم شخصية الفرد الرياضي وفي تماسك المجتمع الرياضي وإنسجام أفراده الرياضيين.
حيث تُعدّ الرياضة كنشاط إنساني جماعي تربوي لا يتأسس على الدوافع الفسيولوجية وحدها، كما يفكر الكثير من الأفراد ولكنها تتأسس على دوافع اجتماعية أيضاً؛ لأن الفرد الرياضي حينما يمارس النشاط الرياضي مع غيره من الأفراد فإنه يقوم باكتساب الكثير من الخبرات الاجتماعية، كما يخطو خطوات مهمة نحو التقدم والتفوق الاجتماعي، ويعمل أيضاً على تكوين اتجاهات سليمة في الحياة أساسها رضاء الفرد الرياضي عن نفسه وعن انتمائه للجماعة الرياضية، وعن الدور الذي يقوم به نحو الأفراد الآخرين.
ومن ذلك تبيّن أن التفاعل الاجتماعي الرياضي هو عامل أساسي ومهم وضروري مصاحب للنمو البدني الحركي في الكثير من المجالات الرياضة؛ الأمر الذي يتعين بموجه ضرورة الموازنة والمساوة بين الاهتمام بالمهارات الحركية والخبرة الاجتماعية على قدم المساواة أثناء الممارسة للنشاط الرياضي، وضرورة الاهتمام بالألعاب الجماعية (كرة قدم أو كرة سلة أو كرة طائرة أو كرة يد)، كوسيلة مهمة لتنمية وتطوير العلاقات الاجتماعية بين الأفراد الرياضيين.
كما تستند التربية الرياضية والتربية البدنية في أغلب برامجها على الجماعة؛ لأن وحدة النشاط فيها هي (الفصل) أو (الفريق)، حيث لا يجوز للفرد الرياضي أن يستأثر باللعب وحده، إنما يجب عليه اللعب مع أفراد آخرين غيره؛ ممّا يساعد على تقوية علاقات الصداقة بينهم، وتعمل على اكتساب الفرد للصفات الاجتماعية الرياضية المطلوبة منه، والتنازل تدريجياً عن بعض مصالحه الشخصية في سبيل مصلحة الجماعة، فتبذل بعض الميول والرغبات الفردية التي ولد مزود بها مثل (الفردية والأنانية)، تحل مكانها صفات اجتماعية مطلوبة منه مثل (التعاون وإنكار الذات)، ثم يتحول الفرد من الاهتمام بنفسه والتمركز حولها إلى الاهتمام بالجماعة، حيث صبح الفرد قادراً على التفاعل مع غيره؛ أي يأخذ منهم ويعطي لهم ويشاركهم السراء والضراء ويحس بإحساسهم مساهماً معهم على العمل في سبيل تقدم المجتمع ورقية.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997،علم الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: