ما هي المشاكل التي تتصف بطابع ديمقراطي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


المشاكل التي تتصف بطابع ديمقراطي في علم الاجتماع الرياضي:

إن الكثير من الأفراد المسؤولين عن المنظمات الرياضية والمنشآت الرياضية يقومون بشكل متعمد تجاهل الواقع الرياضي الذي تعيشه مختلف المجتمعات الاجتماعية الإنسانية، حيث إن بعض المنظمات الرياضية تتمثل أنها تعيش الواقع القديم، أي بمعنى واقع العقلية العصور الوسطى، حيث كانت تستمد قوتها من أفراداً غير مسؤولين بشكل مباشر أمام أي فرد آخر، كما يتضح هذا القرار بشكل صحيح ومتكامل عندما يقومون الأفراد الأعضاء الذين تم اختيارهم بشكل غير ديمقراطي من إبراز قرارات ذات طبيعة مطلقة، حيث يلزم على جميع الأفراد الرياضيين التابعين للقائد القيام بتنفيذها دون وجود أي نقاش أو جدال بينهم.

أما بالنسبة إلى الاتحادات الرياضية الرسمية كانت تقوم باتباع السياسات الظالمة القوية وغير إنسانية في مخططاتها وفي معارفها ومعلوماتها وقرارتها، حيث كانت تقوم على أساس التمييز بين الدول الرياضية المتميزة المحترفة على حساب الدول الرياضية الأخرى، كما كانت بشكل تقوم بشكل متعمد العمل على إذلال بعض الدول وتقوم بالتقليل من قيمتها، فكانت تقوم بكل جراءة إعطاء عدة أصوات للدولة رياضية معينة محددة، مقابل أن تقوم بمنح صوت واحد للدولة الثانية فعلى سبيل المثال (كان الاتحاد الرياضي لكرة المضرب والإتحاد الرياضي لألعاب القوى يقوم بإعطاء القرارات، دون النظر والقيام بمراعاة الميثاق الرياضي الذي صدر من الأمم المتحدة، ودون النظر إلى مضمون إعلان حقوق الإنسان).

كما أن التمثيل الرياضي التي يكون على مستوى قارات العالم في المنظمات والهيئات والاتحادات الرياضية تمثيل ذات صورة سيئة وغير متوازن، حيث أن ذلك يظهر بكل وضوح على دول القارات الافريقية، أما بالنسبة إلى اللجنة الرياضية الأولمبية الدولية تعتبر دائمة التشكيل، أي بمعنى تتكون ذاتها بذاتها، حيث تقوم بمهمة عملية اختيار أعضائها الرياضيين دون أخذ رأي جماعات رياضية، كما تنص قوانينها وقواعدها على أن أعضائها الرياضيين يقومون بتمثيل دولتهم، كما أن لا يجب عليهم أن يقوموا بتلقي التعليمات والأوامر من مجتمعاتهم الرياضية والمجتمعات بأكملها الذي يعيشون فيه في حال حدوث موقف رياضي أو أحداث ذات طبيعة رياضية.

كما يجب فصل الرياضة عن أنظمة السياسة وقواعدها بمختلف أنواعها، حيث أنه في ذات الوقت يعتقد الكثير من الأفراد الرياضيين بأن عملية فصل الرياضة عن حركة المجتمع ضمن وجود أبعاده الاجتماعية وأبعاده السياسية وأبعاده الاقتصادية هي عبارة عن مجرد أفكار خيالية وأوهام، وذلك لا يقبله منطق ولا يقبله العقل، ويوجد عدة أمثلة على السياسات التي تقوم المنظمات الهيئات الرياضية باتباعها، وأهم تلك الأمثلة:

  • وجود ظلم تعاني من شعوب رياضية معينة حيث ذلك بسبب أنها لم تحصل على حقها من الاعتراف الدولي، وفي ذات الوقت حصلت مجموعات رياضية قوية ذات ميول رياضي قوي على وجود الاعترافات وانتماءات أفرادها بها.
  • وجود اعتراف بجمهورية الصين الشعبية باعتبارها دولة في منظمة الدولية ذات الطبيعة الرياضية وفي ذات الوقت لم يتم الاعتراف بدول أخرى.
  • وجود مواقف الدول العظمى التي تتمثل في تحويل كل مناسبة رياضية إلى مواقف سياسية ذات طبيعة تعصبية، وبسبب ذلك أصبحت الرياضة ساحة نشطة لحدوث المعارك السياسية.
  • قيام اللجنة الرياضية الأولمبية الدولية بمنح عضوية الإنتساب إلى أكثر من فرد رياضي من دولة واحدة، أما في ذات الوقت كانت تمنح عضوية الانتساب إلى فرد رياضي واحد من دولة أخرى، أما بالنسبة إلى دول العالم الثالث لم تقوم بمنح عضوية الانتساب إلى أفرادها.
  • قيام اللجنة الرياضية الأولمبية الدولية بإعطاء حق كيفية تنظيم الدورة الرياضية الأولمبية إلى مدينة تقوم هي بتحديدها وليس تقم باختيار الدولة التي تتبع لها المدينة، حيث أن حق تنظيم الدورة الرياضية الأولمبية يجب أن يعطى إلى مجموعة من الدول المجاورة أي بمعنى الدول القريبة من بعضها، ولا يسمح أن يكون حق تنظيم البطولات إلى الدول العظمى فقط.
  • كما كانت الألعاب الرياضية الأولمبية سواء كانت جماعية مثل (لعبة كرة القدم، لعبة كرة السلة، لعبة كرة اليد، لعبة كرة الطائرة) أو فردية مثل (التنس الأرضي، السباحة، ركوب الخيل، المبارزة، ألعاب القوى تتمثل في (المشي، الجري السريع، رمي الرمح، دفع الجلة، رمي المطرقة، الوثب العالي، الوثب الطويل، الوثب الثلاثي، رمي القرص)، تتضمن 46 مباراة نسائية مقابل 137 مباراة للذكور، حيث أن هذا يدل على إنقاص لحقوق المرأة.
  • إن المواقف الرياضية الوطنية التي تقوم بتنفيذها هيئات رياضية معينة ومحددة تجاه دول محددة تنتهج سياسة ذات طبيعة عنصرية تؤمن بحرية الإنسان الرياضي في كل مكان على الأرض.
  • إن الدول التي تقع في قارة أفريقيا وفي دول العالم الثالث يتم الممارسة عليها الإجراءات الأشد ظلماً في مجال الرياضة الدولية، حيث كان كان يتم حرمانها من المشاركة بصورة متكررة في كل فترة وفترة، كما كانت تنسحب من المشاركة في أكثر من دورات رياضية وأولمبية، ومثل على ذلك قيام الدول الافريقية بالانسحاب بشكل جماعي من الدورة الألمبية المقامة في كندا عام 1976م، حيث أن ذلك بسبب الإجراءات التي تعبر عن وجود التمييز بين الدول الرياضية المشاركة.

فإن النظام الرياضي الدولي نظام معبىء بالمشاكل والصعوبات ذات الطبع الدميقراطي والإنساني، حيث كان يحتاج دون وجود أي تردد إلى التحرك للعمل على إزالة الظلم التي يتم ممارسته بشكل علني أمام مختلف المجتمعات الرياضية، كما أكدوا الكثير من علماء علم الاجتماع الرياضي علماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية ضرورة المساواة وعدم التمييز بين الدول الرياضية المشاركة في الألعاب الرياضية الأولمبية.

  • وجود نظام رياضي جديد تعاد فيه صياغة قوانين وقواعد وأنظمة اللجنة الرياضية الأولمبية الدولية حيث كان ذلك على أساس ذات طبيعة ديمقراطية سليمة متكاملة، حيث تتغير فيه عدة قوانين وأنظمة رياضية، والتي كانت تنص أن أفرادها الرياضيين الأعضاء الذي يمثلون الدول داخل لجانهم الأولمبية الوطنية أن يصبحوا أعضاء مندوبين لمجتعمات الرياضية، حيث كانت تضم جمعية عمومية غير شكلية، تحسب الأفراد الرياضيين عند قيامهم بأعمال غير صحيحة، وبالنسبة إلى الوضع الراهن للرياضة الدولية في منافستها يفرض الكثير من الأسئلة وأهمها:

1. هل تعتبر المنافسات الرياضية سواء كانت مباريات رياضية أو سباقات رياضية مجال للممارسة أنشطة الترويح الرياضي، حيث أن ذلك تحت تعبير بذل الكثير من الجهود البدنية والمعنوية للممارسة النشاط الرياضي الأولمبي والوصول إلى أعلى منصات التتويج؟

2. هل تعتبر أنشطة الألعاب الرياضية الأولمبية أنشطة مبسطة تعمل على توجيه إرادة الفرد الرياضي إلى التفوق البدني، وأن يجد التفوق الذاتي دون أن يتحول إلى سيطرة فعلية كاملة؟

فإن الرياضة أصبحت ظاهرة ذات طبيعة اجتماعية واسعة المجال، يمارسها الكثير من الأفراد الرياضيين حباً وهواياً واحترافاً منظماً ومتكاملاََ، حيث أصبحت الرياضة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمشاكل الكبيرة التي يكون حلها مستقبل حضارات المجتمع الرياضي مثل (تجديد شباب الناس الرياضيين، نشر الروح الرياضية الحضارية، تنظيم المجتمعات على أن تصبح مجتمعات سريعة النمو، استغلال أوقات الفراغ الذي وجد نتيجة التوقف عن العمل ووجود البطالة).

كما تعاني الرياضة التي تمارس على المستوى الدولي من مشاكل وصعوبات تعمل على تهديدها بالزوال والاختفاء عن الوجود، حيث ففي حالة لم تصل إلى حلول إيجابية، فإن مشكلتها سوف تتعظم وتتوسع بشكل أكبر، كما يجب أن يتم ممارسة أنشطة الرياضة باعتبارها وسيلة تربوية واجتماعية، كما يجب أن تمارس بكل روح عالية حتى تحقق أهداف رياضية عليا، كما يجب أن تكون الأنشطة الرياضية أنشطة مختارة بكل دقة وعناية، على أن تتضمن الأمور التالية:

1. يجب أن تكون الرياضة مركز الاهتمام والعناية فيها هو الفرد الرياضي ضمن نطاق الجماعة الرياضية.

2. يجب أن تعمل أنشطة الرياضية بمختلف أنواعها سواء كانت أنشطة فردية مثل (التنس الأرضي، السباحة، ركوب الخيل، ألعاب القوى)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة)، أو ألعاب شعبية رياضية مثل (لعبة شد الحبل، لعبة نط الحبل، لعبة الطائرة الورقية، لعبة جماد وأحياء) على تحقيق الهدف الخلقي المحدد مسبقاً وأن تحقق الهدف البدني.

3. يجب أن تكون الأنشطة الرياضية أنشطة خالية من وجود التعصب، والعنف، والعدوان، والصراع الاجتماعي ذات الطبيعة الدرامية.

4. يجب أن تكون الأنشطة الرياضية بعيدة كل البعد عن وجود التحيز والتمييز بين الفرق الرياضية المشاركة في البطولات والسباقات الرياضية أن تكون خالية من حياة الظلم.

5. يجب أن تتسم الأنشطة الرياضية بالتدرج وعدم التعقيد، كما يجب أن تكون شاملة للجميع الأفراد الرياضيين؛ أي بمعنى أن حق ممارستها واجب على جميع أفراد المجتمع الرياضي وأفراد المجتمع بأكمله.

6. يجب أن تعمل الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها على فتح الطرق أمام الأفراد الرياضيين المحترفين الذين يمتلكون عدة مواهب رياضية؛ أي بمعنى الأفراد الرياضيين الذين يمارسوا أكثر من لعبة في نفس الوقت.

7. يجب أن تعمل الأنشطة الرياضية على تنمية مواهب وميول وقدرات الأفراد الرياضيين، حتى يصلوا إلى أعلى المستويات الرياضية، مثلاً يفوزوا بألقاب المباريات الرياضية أكثر من مرة.

المصدر: الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: