ما هي النظريات المتعلقة بالسلوك التنظيمي الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


 النظريات المتعلقة بالسلوك التنظيمي الرياضي:

كما هو معروف ومعلوم أن تفاعل المجتمع الرياضي بمختلف عوامله البيئية الداخلية الخارجية وانعكاس تأثيرها على الأفراد العاملين في المنظمة الرياضية، سواء كان تأثير ذات طبيعة سلبية أو تأثير ذات طبيعة إيجابية، حيث أن تلك التفاعل تؤدي إلى ظهور وبيان أنشطة رياضية ذات طبيعة حركية اجتماعية متكاملة، كما تؤدي إلى ظهور أنماط سلوكية جديدة.

كما أنه يجب على الإدارة المنظمة الرياضية القيام بالتعرف على طبيعة السلوك الممارس في المنظمة الرياضية وفهمه؛ وذلك من أجل السيطرة والتحكم فيه عن طريق عملية البحث والدراسة، حيث أنه بسبب الاهتمام والعناية الزائدة بالسلوك التنظيمي الرياضي ظهر العديد من النظريات التي عملت على تفسيره وضبطه وتوجيهه.

ومن أهم تلك النظريات:

1. النظرية السلوكية: 

حيث تقدم هذه النظرية عدة تفسيرات اجتماعية مختلفة للسلوك الحركي الممارس في المنظمة الرياضية، حيث تنظر هذه النظرية إلى الأنماط السلوكية للأفراد الرياضيين بأنها لا تظهر لوجد دوافع ذات طبيعة داخلية في الفرد الرياضي، إنما تظهر بسبب وجود أهم المنبهات سواء كانت منبهات حسية أو منبهات حركية التي تؤدي إلى تحريك أهم الأفعال؛ حيث ينتج عن ذلك أنماط حركية وسلوكية مختلفة.

2. نظرية الرشد: 

حيث تنص هذه النظرية على أن الفرد الرياضي الذي يعمل في المنظمة الرياضية، يمتلك قدرة كبيرة ومتكاملة من الرشد والفهم والعقل في كيفية تحديد واختيار أنماط حركية وسلوكية، بما يتلاءم مع موارده وميوله وممتلكاته ضمن المنهجية والطريقة التي يعتبرها ملاءمة ومناسبة؛ وذلك وفقاً لتخيلاته وتصوراته، حيث أن الفرد الرياضي يبذل جهده وتعبه وطاقاته؛ ليقوم بإشباع أهدافه وغاياته ثم يقوم بتحقيقها بأكبر قدر ممكن.

3. نظرية التحليل: 

حيث فسَّر علماء علم الاجتماع الرياضي أن السلوك الحركي لدى الفرد الرياضي يُصنّف إلى صنفين، وهما:

  • الصنف الأول (غريزة الحياة): وهي النظرية التي تتعلق بالأفعال الحركية الإيجابية التي يقوم بها الفرد الرياضي في المنظمة الرياضية.
  • الصنف الثاني (غريزة الموت): وهي النظرية التي تتعلق بالأفعال الحركية التي تتميز بالعنف والعدوان والعدوانية التي يقوم بها الفرد الرياضي في المنظمة الرياضية، حيث أن الأفراد الذين يعيشون ضمن المجتمعات الرياضية تسودها المعايير والقوانين سواء كانت سلوكية أو اجتماعية؛ أي بمعنى غريزة الموت لدى الأفراد الرياضيين في المنظمات الرياضية ستزول وتنتهي.

4. نظرية الجشطالت: 

حيث تنص هذه النظرية على أن المجتمع الرياضي الذي يعيش فيها الفرد الرياضي تتكون من عدة أقسام اجتماعية متداخلة مع بعضها البعض، ففي حال حصل التغيير على هذا الأقسام؛ فإنها ستؤدي إلى وجود حالة من عدم  التوازن والاستقرار؛ مما يعمل ذلك على نشأة حالة من القلق والتوتر، أما في حالة قام الفرد الرياضي بالتفكير بهذا المبدأ، فإنه سيقوم بإجراء عمليات دراسة وبحث؛ وذلك ليقوم بسلوك حركات معينة تعمل على تخفيف من التوتر والقلق.

5. نظرية السلوك الإبدالي: 

وهي النظرية التي تنص على أن الفرد الرياضي يؤدي أعمال اجتماعية كثيرة، ولكن ضمن طريقة فطرية ذات طبيعة متكاملة، وهذه الأعمال تأخذ بحدوث التغيير والارتقاء، حيث أن هذه الغرائز تتغير من حيث وجود المثيرات، وتفقد طبيعتها الغريزية والفطرية ثم تستبدلها بمثيرات ثانية.

حيث أن هذه الغرائز تتغير وترتقي إلى الارتقاء والتطور بنسبة أكثر تنظيمياً؛ وذلك من أجل العمل على إشباع رغبات الأفراد الرياضيين من جانب، ومواكبة المجتمع الرياضي ومبادئه من جانب ثاني، كما أن نتيجة للعيوب والصعوبات التي ظهرت في نظريات علم الاجتماع الرياضي حاول بعض العلماء تطويرها ضمن الشكل الذي يسمح باستخدام جميع الجوانب السلوكية للأفراد الرياضيين؛ وذلك لإعطاء تفسيرات أكثر دقة للأداء الناجح في الأعمال الرياضية.

تفسيرات النظريات المتعلقة بالسلوك التنظيمي الرياضي:

1. التفسير الأول (اختلاف الأفراد الرياضيين في حاجاتهم وميولهم): حيث أن بعض الأفراد الرياضيين تسيطر عليهم الميول المادية، والبعض الثاني تسيطر عليه الحاجة للتقدير أو تحقيق الذات، كما أن قيام المنظمة الرياضية بتقديم مساعدة الأفراد الرياضيين العاملين في إشباع حاجاتهم يساعدهم على إبراز طاقاتهم وميولهم إلى أبعد حد.

2. التفسير الثاني (سعي الأفراد الرياضيين بأن يكونوا أفراد منضبطين في العمل): حيث أن الرقابة المباشرة قد تقوم بإفساد أو إيذاء الشعور بالانضباط الذاتي، حيث أن الرقابة غير المباشرة من قبل إدارة المنظمة الرياضية مع إشعار وإخبار الأفراد الرياضيين بأنهم أفراد مسؤولين عن أعمالهم، كما يمكن أن تتعمق الإحساس بالانضباط الذاتي، ويشبع حالة من الرقابة الذاتية على العمل الرياضي ونتائجه.

3. التفسير الثالث (تميز الأفراد الرياضيين بأن لديهم نسبة من الحماس والدافعية الداخلية للعمل الرياضي ضمن الأداء الحركي المتميز): حيث يمكن للمنظمات الرياضية أن تستفيد من وجود الرغبة في العمل والإنجاز الرياضي؛ حيث أن ذلك عن طريق توفير أعمال ووظائف مناسبة لإبراز طاقات العمل الرياضي والإنجاز الرياضي.

4. التفسير الرابع (تضافر العناصر التي تؤثر في سلوك الأفراد الرياضيين في عملهم): حيث يوجد عدة عناصر لها تأثير في سلوك الأفراد الذين يعملون في المنظمة الرياضية، ومن أهمها (وسيلة الفهم، طريقة كسب السلوك الحركي، الاتجاهات الاجتماعية، القدرات، الميول، الرغبات، أسلوب الاتصال بالأفراد الآخرين في المجتمع الرياضي، مع وجود القدرة على القيادة)، حيث أن على مدير المنظمة الرياضية أن يأخذ تلك العناصر بعين الاعتبار عند ممارسته إدارة  أعمال المنظمة الرياضية.

5. التفسير الخامس (سعي الفرد الرياضي إلى تحقيق تقابل وتماثل بين أهدافه الخاصة وبين أهداف المنظمة التي يعمل بها): ففي حالة لم يكون تواجد تعارض بين هاتين المجموعتين من الأهداف، تنطلق الطاقات السلوكية والحركية والقدرات الفردية والجماعية؛ وذلك لتحقيق هذه الأهداف.

6. التفسير السادس (اختلاف سلوك الأفراد الرياضيين حسب الموقف الذي يتعرضون له): حيث يختلف نمط تصرف إدارة المنظمة الرياضية مع الأفراد العاملين حسب الظروف والمعطيات الذي يتعرضون لها، كما أن قد يفضل نمط القيادة الرياضية التسلطية والقيادة الصارمة مع الأفراد الرياضيين المتسيبين، بينما يفضل أن يكون النمط نمط ديمقراطي مع الأفراد المنضبطين؛ أي بمعنى أن النمط القيادة الممارس يعتمد على طبيعة الموقف والظروف التي تحدث.

7. التفسير السابع (اختلاف سلوك الفرد الرياضي والفرد الإداري من منظمة رياضية إلى منظمة رياضية أخرى): حيث يجب على مدير المنظمة الرياضية أن يراعي الاختلافات في سلوك الأفراد العاملين في المنظمة الرياضية.

8. التفسير الثامن (اعتراف المنظمات بالمبادئ الرياضية الثابتة): أي بمعنى ضرورة وضع ممارسات وسياسات إدارية تتماشى مع هذه المبادئ، ومن ضمن هذه الممارسات والسياسات الإدارية وجود المرونة في تصميم العمل الرياضي، ووضع أنظمة اجتماعية لتفويض السلطات مع تنمية المهارات في ممارسة السلطة المفوضة.

حيث أن وجود التركيز على فهم وتحليل سلوكيات وتفاعلات العنصر البشري داخل المنظمات الرياضية، هو مطلب مهم ذات طبيعة حيوية؛ وذلك لتفعيل والارتقاء بالأداء التنظيمي الرياضي؛ أي معنى أن العنصر البشري أصبح عنصر مهم من عناصر الإنتاج في المنظمة الرياضية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997


شارك المقالة: