ما هي مشاكل الهواية والاحتراف في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مشاكل الهواية والاحتراف في علم الاجتماع الرياضي:

إن الرياضة التي تقام على المستوى الدولي تنقسم إلى قسمين أساسيين أحدهما رياضة الهواة، حيث تتمثل في الدورات الأولمبية والدورات الرياضية القارية والإقليمية حيث يشترك فيها الأفراد الرياضيين المحترفين (اللاعبون الهواة)، حيث إنهم يمارسون الأنشطة الرياضية خلال أوقات الفراغ من أجل كسب فوائدها الصحية وفوائدها المعنوية، كما أن الأفراد الرياضيين لا يقومون بممارسة  أنشطة الرياضة من أجل مكسب مادي مهما كان نوعه وصنفه.

والقسم الثاني هو رياضة الاحتراف هي عبارة عن بطولات ومنافسات وسباقات رياضية، حيث يشترك فيها الأفراد الرياضيين الذي قاموا بممارسة مهنة الرياضة بهدف كسب الأموال سواء كان ذلك بشكل مباشر أو شكل غير مباشر، كما تنتشر رياضة الاحتراف في الكثير من بلدان العالم وبشكل خاص البلاد الغربية، فضمن مجالها ينخرط الكثير من الأفراد الرياضيين المحترفين والبارزين خاصةً الأفراد صغار السن التي لم تتجاوز أعمارهم ثلاث عشرة سنة،كما تقوم الاتحادات الرياضية بتنظيمها والإشراف عليها خاصةً الاتحادات الرياضية الوطنية الموجودة في كل بلد رياضي الذي يستخدم الاحتراف الرياضي، كما تقوم الاتحادات الرياضية بتنظيم بطولاتها وترتيب أرقامها.

كما يوجد اتحادات رياضية ودولية تقوم بالإشراف على أنشطة رياضة الهواة ورياضة الأفراد المحترفين، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم، الاتحاد الدولي لكرة السلة، الاتحاد الدولي لكرة للدراجات الهوائية، الاتحاد الدولي لكرة اليد، الاتحاد الدولي لكرة الطائرة، الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الاتحاد الدولي لكرة التنس.

فإن مشكلة الاحتراف الرياضي ظهرت وانتشرت بسبب تكامل المصالح الاقتصادية الرياضية والمصالح الاجتماعية الرياضية، كما انتشرت بسبب التطور الكبير في مستويات الأداء الرياضي الحركي الذي يلزم المشاركة المشرفة فيه، إضافةً إلى تحمل أعباء وتضحيات جسمية ورياضية حركية، حيث أن يتوجب على الفرد الرياضي الذي له الرغبة في الوصول إلى أعلى المستويات والقمم الرياضية العالية أن يقوم بتحمل الكثير من المشاكل والصعوبات، وأن يقوم بتطبيق أنظمة صارمة وقوية ضمن حياته اليومية، كما أن الكثير من اللاعبين الرياضيين يقومون بتكريس معظم أوقاته للممارسة تمارين التدريب الرياضي وللسفر من أجل خوض سير المباريات الرياضية، حيث أن ذلك يعمل على خلق مشاكل مرتبطة بعمله الأساسي وبحياته العائلية، كما تخلق له مشاكل اقتصادية بسبب صرف الكثير من النفقات غالية الثمن.

فإن الكثير من الأفراد الرياضيين الذين يكون لديهم في ممارسة ومتابعة الأنشطة الرياضية يكون لديهم أسئلة عديدة، أنه لماذا لا يكون لديهم نصيب من الإيرادات الأموال الضخمة التي تحقق بفضل أدائهم للممارسة الأنشطة الرياضيية، حيث أن هذا التساؤل لقي الكثير من التشجيع من أصحاب شركات ومصانع التجهيزات الرياضية ومن مُنظّمين المهرجات الرياضية ومن علماء علم الاجتماع الرياضي

كما يوجد الكثير من القوانين والأنظمة والقواعد الدولية الرياضية التي تمنع الإحتراف الرياضي، حيث أن الكثير من المشرفين الرياضيين قاموا بالتحايل على مختلف قوانين الألعاب الرياضية والأنشطة والأنظمة الرياضية، حيث بسبب ذلك انتشرت الهواية المزيفة والاحتراف المستتر ليقوم بالتشكل مع الاحتراف المعلن الذي يعتبر أحد المشاكل الخطيرة التي تعمل على تهديد القيم العليا للرياضة وأهمها: (الولاء، الانتماء، الصدق، الأمان، التعاون، الاتصال، الإخلاص) التي يجب على الأفراد الرياضيين أن يتميزوا بها، حيث عندما يقوم الفرد الرياضي بالكذب والخداع والنفاق يصبح نموذجاً سيئاً للشباب، حيث أن ذلك يعمل على التقليل من مكانة الرياضة في نظر الأفراد الرياضيين المهتمين بتربية الإنسان الرياضي وتقدمه.

وبالرغم من رياضة الأفراد المحترفين تعمل على فتح المجال أمام عوامل الإعجاز الرياضي وتقوم بتحقق متعة قويو وفردية من نوعها للأفراد المشاهدين، كما أنها تقدم نموذجاً يحتذى به عن الأداء الرياضي المتميز، إلا أن حياة الاحتراف الرياضي تتوازن مع حياة الاستغراب والمرار؛ وذلك بسبب أن الفرد الرياضي المحترف لا يستطيع أن يقوم بفعل شيء بمهاراته الرياضية سواء أن يقوم ببيعها لأفراد الرياضيين الذين يقومون بتنظيم المهرجانات الرياضية، أي أنها يقوم بسلب المهارات الرياضية لصالح القوة الرياضية العالية، حيث أن هذه القوة تعمل على استغلال الأفراد الرياضيين المحترفين وفرض غايات الممارسة الرياضية بشكل بعيد وخالي من الصفات الاجتماعية والصفات الإنسانية.

وبسبب ذلك يصبح الفرد الرياضي المحترف فاقد لكل شيء يخصّه؛ أي بمعنى فاقد لشخصيته ولقوته بسبب أنه أصبح مجرد إنسان رياضي يتم بيعه وشراءه، أي مثل السلعة التجارية، كما يجب على المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله أن يقوم بالتخلص من المشاكل الاحتراف والهواة حتى يعود الإنسان الرياضي إلى ما هو عليه، أي يمارس النشاط الرياضي بجميع أحواله وأوقاته مثلما ما يحب ويرغب.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: