أهمية الرياح والضوء للمحاصيل والنباتات

اقرأ في هذا المقال


تسبب الرياح تلفاً كبيراً للمحاصيل، وغالباً ما ينحصر هذا التلف في رقاد النباتات أو تساقط أزهار أشجار الفاكهة وإضعاف نشاط النحل والحشرات في عمليات تلقيح تلك الأزهار؛ ممّا يؤدي إلى قلة عقد الثمار ونقص المحصول، كما تسبب الرياح أيضا تلف الأفرع والأغصان وتساقط الثمار أو كسر الأفرع في حالة الرياح القوية.

الرياح:

تعمل الرياح على نقل بذور الحشائش وجراثیم بعض الأمراض الفطرية، ويزداد ضررها إذا كانت مرتفعة الحرارة وسريعة وجافة ومحملة بالغبار؛ ممّا يؤدي إلى اختلال فسيولوجي للنبات يتمثّل في اختلال التوازن المائي. وفي بعض المناطق نلمس التأثير السلبي للرياح الخماسينية في إنتاج الفاكهة، وقد يؤدي اشتداد الرياح بدرجة كبيرة إلى تعرية التربة وبخاصة في الأراضي الرملية؛ ممّا يعرض المجموع الجذري للنبات إلى ضرر محقق.

الضوء:

يعد الضوء نوعاً من أنواع الطاقة وعاملاً أساسياً في نمو النباتات وتطورها وإنتاجها كماً ونوعاً؛ وذلك بسبب تأثيراته الكبيرة في النباتات، فهو ضروري لتكوين الكلوروفيل وإتمام عملية التمثيل الضوئي في النباتات الخضراء، ولذلك يعد الضوء عاملاً محدداً لنمو المحاصيل النباتية وتوزيعها، فهناك نباتات تحتاج إلى أيام ذات نهار طويل لكي تتم فيها عملية الإزهار بنجاح مثل: القمح والشعير والبطاطا والبرسيم، وهي التي يطلق عليها اسم محاصيل النهار الطويل.
هناك محاصيل أخرى تحتاج إلى أيام ذات نهار قصير، تزهر وتثمر مثل: فول الصويا والذرة والتبغو، يطلق عليها اسم محاصيل النهار القصير، كما أن هناك أنواع أخرى من النباتات لا تتأثر كثيراً بطول النهار وتُعد من هذه الناحية محايدة، ويطلق عليها اسم المحاصيل المحايدة، ومنها دوار الشمس والقطن.
إن الزيادة في شدة الإضاءة أو قلتها في بساتين الفاكهة لها أهمية قصوى؛ لأنها تؤثر إلى حد كبير في تقدير مسافات الزراعة وتربية الأشجار وتقليمها، فالأشجار المزدحمة لا يتخللها الضوء؛ ممّا يؤدي إلى تركيز النمو في الأطراف العليا المعرضة للضوء وتساقط الأوراق واصفرارها ونقص الثمار وانتشار الأمراض، وإضافة إلى ذلك، فإن الضوء يؤثر في نسبة السكر والمواد الصلبة الذائبة والحموضة والمكونات الأخرى في الثمار ولونها وموعد نضجها وحجمها.
يعد الضوء عاملاً أساسياً في عملية البناء الضوئي، ويؤثر في تكوين البراعم الثمرية والتلقيح والإخصاب وعقد الثمار ونموها وتطورها وتكوينها ونضجها، ومن ناحية أخرى، تعمل زيادة شدة الإضاءة على هدم الكلوروفيل؛ ممّا يؤثر في نمو أشجار الفاكهة وإثمارها، أما من حيث الإزهار، فإن نباتات الفاكهة محايدة؛ أي لا يتأثر إزهارها بطول النهار أو قصره.

المصدر: حسين العروسي/ الأطلس النباتي/ المملكة النباتيةالمركز الجغرافي الملكي الأردنيالمركز الوطني للبحوث الزراعية


شارك المقالة: