المنشأ والتقسيم والإنتاج العالمي للقمح

اقرأ في هذا المقال


يعتبر القمح من أقدم وأهم المحاصيل التي زرعها الإنسان، ويعتقد أن معظم أنواع القمح المزروع حالياً قد نشأت في منطقة الشرق اﻷوسط ويرى البعض أن القمح قد زرع منذ سبعة آﻻف سنة، ويحتمل أن تكون زراعة القمح قد بدأت في سوريا وفلسطين ومنها انتشر إلى بقية أجزاء العالم، حيث انتشرت منها إلى مصر وإيران وقد انتشرت من إيران إلى المناطق المجاورة لها ومنها إلى الهند والصين وروسيا.
ثم انتقل القمح من سوريا وفلسطين ومصر شماﻻً إلى جنوب ووسط أوروبا ثم انتقل القمح بعد ذلك إلى أمريكا، وذلك مع المهاجرين اﻷوروبيين، حتى أصبح القمح اﻵن محصوﻻً واسع الانتشار في جميع أنحاء العالم، ولقد ظل القمح البري المصدر اﻷول لصناعة الخبز في مصر وقد اندثر هذا النوع من مصر تماماً في العصر اﻻسلامي، لقد حل القمح البلدي محل القمح البري وقد انتشرت زراعته في بعض البلدان منذ العصر اليوناني.

اﻷهمية الاقتصادية للقمح:

يستخدم دقيق القمح الناتج من طحن الحبوب في عمل الخبز الذي يستخدم كغذاء للإنسان، كما يستخدم في عمل الفطائر والبسكويت وغيرها، يستخدم القمح في صناعة المكرونة، ويستخدم لهذا الغرض أصناف القمح الصلبة ذات المحتوى العالي من الجلوتين، يستخدم القمح في صناعة النشا ويستخدم لهذا الغرض أنواع القمح ذات المحتوى المنخفض من الجلوتين، تستخدم الحبوب قبل نضجها في عمل الفريك، تستخدم حبوب القمح في عمل البليلة، تستخدم النخالة التي تنتج من عملية طحن الحبوب في تغذية الحيوانات والدواجن.
يستخدم التبن الناتج من عملية الدراس في تغذية الحيوانات كمادة مالئة، تستخدم الحبوب في إنتاج الكحول والذي يستخدم وقوداً للسيارات في بعض الدول، ومن الجدير بالذكر أن القمح يلعب دوراً هاماً على الصعيد السياسي، حيث تحول إلى سلعة استراتيجية وإلى سلاح غذائي حاد من الدول المصدرة؛ ﻷن القمح يعتبر أهم عنصر لتحقيق اﻷمن الغذائي ﻷي دولة.

أنواع القمح الناتجة من التهجين بين القمح واﻷجناس القريبة منه:

لقد أمكن إنتاج أنواع جديدة من القمح أو أنواعاً تشبهه؛ ذلك عن طريق تهجين نوعين من القمح أو تهجين القمح مع أحد اﻷنواع القريبة لجنس القمح، والهجين الناتج يكون عقيم جزئياً، ثم يزداد بمضاعفة عدد الكروموسومات، تم العمل على تهجين القمح في محاولة للاستفادة من بعض الصفات المرغوبة مثل المقاومة للبرودة وللظروف اﻷرضية غير المناسبة، ويطلق عليه الهجين وهذا الهجين يجمع بين جينوم القمح وجينوم الصنف الآخر.
تكون نباتات الجيل اﻷول الناتجة من التهجين عقيمة عادة، كما يحدث مضاعفة لعدد الكروموسومات بالخلايا، وذلك عن طريق معاملة بادرات الجيل اﻷول بمادة الكولشيسين، فإن نباتات التريتيكال الناتجة تصبح خصبة جزئياً، ويتميز صنف التريتيكال بحبوبه كبيرة الحجم وارتفاع محتواها من الحمض اﻷميني الليسين بالمقارنة بحبوب القمح، كما تتميز حبوب معظم سلاﻻت التريتيكال بارتفاع نسبة البروتين.

المصدر: حسين العروسي/ الأطلس النباتي/ المملكة النباتيةالمركز الجغرافي الملكي الأردنيمراكز البحوث الزراعية


شارك المقالة: