طريقة تطعيم أشجار الخضراوات

اقرأ في هذا المقال


تطعيم الخضراوات:

إن نباتات الخضروات المُطعمة هي “أنواع هجينة فيزيائية” ناتجة عن الجمع بين نوعين على الأقل، الطُعم الجذري وسليل واحد على الأقل؛ حيث أن الأول يُستخدم لتقديم سمات مهمة والثاني يستخدم لإنتاج الثمار. تشبه هذه العملية زرع الأعضاء في أصناف الطعم الجذري والسليل؛ حيث يجب أن تكون الشتلات متوافقة، وأن تكون غرفة العمليات والمرضى نظيفة وخالية من الأمراض، كما يتم الرش باستخدام الطرق المناسبة والسماح للنباتات المطعمة حديثًا بالتعافي في ظل ظروف معينة.

إن الغرض الرئيسي من تطعيم الخضراوات هو السيطرة على الأمراض التي تنتقل عن طريق التربة والنيماتودا، بالإضافة إلى أنه قد يكون للنباتات المُطعمة مردود مادي أعلى، لدبها قُدرة تحمُل مُحسن للضغوط البيئية مثل ارتفاع البورون، ملوحة التربة ودرجات حرارة التربة المنخفضة. واستخدم المزارعون التجاريون هذه التقنية لبعض الوقت، ويتبعهم العديد من البستانيين وأصحاب المخصصات؛ حيث تتوفر أصناف مطعمة للباذنجان، الطماطم، الفلفل، الخيار، البطيخ والقرع.

تاريخ تطعيم الخضراوات:

إن عملية تطعيم محاصيل الخضراوات ممارسة قديمة؛ حيث تم وصف تطعيم القرع بإيجاز في كتاب القرن السابع عشر في دولة كوريا. وتم استخدام التطعيم لأول مرة تجاريًا في القرن العشرين لإنتاج الخضار في آسيا. كما بدأ تطعيم الباذنجان في الخمسينيات من القرن الماضي، تلاه تطعيم الخيار والطماطم في حوالي سنة 1960 و1970 على التوالي. أما في عام 2000، تم استخدام ما مجموعهُ 700 مليون نبات محاصيل نباتية مُطعمة في اليابان وكوريا.

هناك العديد من طرق التطعيم اليدوية التي تناسب كل نبات، ومؤخراً تم تطوير آلات التطعيم لإنتاج الكمية الضخمة من النباتات المُطعمة المطلوبة، وعلى الرغم من مزاياها إلا أن هناك بعض المشاكل المرتبطة بالتطعيم؛ حيث تشمل هذه المشاكل التكلفة الإضافية، عدم توافق في عملية التطعيم؛ والذي يبدو عادة أنه يسبب اضطرابات فسيولوجية، انخفاض في المحصول، جودة الفاكهة وتكوين الأزهار. ويجب أن يتم بدء أو زيادة استخدام النباتات المطعمة فقط بعد فهم فوائد ومخاطر الشتلات المُطعمة.

متى يتم تطعيم أشجار الخضراوات؟

إن فصل الربيع هو الوقت المناسب لزراعة الجذور والسليل(صنف الخضار الذي ترغب في زراعته) من البذور. ويعتمد التوقيت الدقيق للتطعيم على نوع نبات الخضروات والظروف التي يمكن فيها زراعة النباتات الصغيرة. ويمكن أن تصبح النباتات طويلة الساق، إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة للغاية والضوء غير متساوي، كما يمكن أن يحدث على حافة النافذة المشمسة في وقت مبكر من العام.

أما بالنسبة للمحاصيل الخارجية، يُعد البذر في أواخر شهر مارس مثاليًا لمحاصيل مثل الطماطم، الفلفل والباذنجان. ومع وجود دفيئة ساخنة ودرجات حرارة تبلغ حوالي 15 درجة مئوية(60 درجة فهرنهايت) التي يمكن زراعة النباتات فيها، يمكن أن تبدأ زراعة الطماطم، على سبيل المثال في منتصف شهر فبراير.

تجهيز نباتات الخضراوات للتطعيم:

  • سوف نحتاج إلى زراعة مجموعتين من النباتات؛ الطُعم الجذري والصنف المثمر.
  • يتم زرع البذور قبل أيام قليلة من الصنف المُثمر؛ لأن البذور أبطأ إلى حد ما في الإنبات. كما يجب أن تكون درجة حرارة الإنبات من 17-21 درجة مئوية(65-70 درجة فهرنهايت).
  • تعد مستويات الإضاءة العالية أمرًا حيويًا؛ حيث يمكن أن تصبح الشتلات طويلة جدًا بسرعة، وتعتبر البيوت الزجاجية هي المثالية.
  • عندما تصل الشتلات إلى مرحلة الأوراق الموسعة، تكون جاهزة للوضع في أواني فردية مقاس 7.5 سم(3 بوصات).
  • يجب أن تنمو في درجة حرارة منخفضة من 13-16 درجة مئوية(56-60 درجة فهرنهايت).
  • تكون النباتات جاهزة للتطعيم عندما لا يقل طولها عن 10 سم(4 بوصات)، ولها سُمك جذع جيد.

كيفية تطعيم أشجار الخضراوات:

يتم غسل اليدين جيدًا قبل العمل على النباتات، ثم يتم اختيار الطعوم الجذرية ونباتات السليل ذات الحجم والسماكة المماثلة لساق التطعيم. سوف نحتاج لعملية التطعيم إلى: شفرة معقمة حادة جدًا، مثل مشرط أو شفرة حلاقة (لتقليل كدمات السيقان)، مشابك تطعيم، وكيس بلاستيكي شفاف أو أداة نشر مغطاة.

يُعد التطعيم بالشق أو الوتد مناسب للطماطم والعديد من الخضروات المطعمة الأخرى، والخطوات تكون كالتالي:

  • تحضير الطعم الجذري: نقوم بقطع الجزء العلوي من الجذر وتجاهله مع الاحتفاظ بالقاعدة، ثم صنع شقًا رأسيًا يصل طوله إلى 1 سم(1/2 بوصة) في الجزء العلوي من جذع القطع.
  • تحضير السليل: يتم قطع الجزء العلوي من السليل، مع الاحتفاظ بالجزء العلوي وتجاهل القاعدة، ويتم قطع قاعدة السليل على شكل V.
  • إدخال قاعدة التطعيم في شق الجذر؛ لإكمال عملية التطعيم.
  • وضع نصفي الشق مع مشبك التطعيم، ويمكن استخدام Sellotape بدلاً من مشبك التطعيم للالتفاف حول مكان اتحاد التطعيم، ولكن يمكن أن يكون صعبًا للغاية.
  • نقوم بتغطية بكيس بلاستيكي شفاف، ووضعها بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر، مع الحفاظ على درجة حرارة من 15-19 درجة مئوية 59 درجة فهرنهايت إلى 63 درجة فهرنهايت).
  • الحرص على كشف الغطاء يوميا لتهوية النباتات والتحقق من الري؛ حيث يتم الحفاظ على الرطوبة ولكن ليس لدرجة البلل. فقد تُشكل الجذور العرضية الجذع إذا كانت الظروف شديدة الرطوبة.
  • بمجرد أن يتماسك اتحاد عملية التطعيم وتنمو النباتات بقوة(حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع)، نقوم بإزالة جميع الأغطية والمشابك.
  • كما أن تقنيات التطعيم الأخرى من التطعيم بالشق يمكن أن تكون ناجحة جدًا. وتشمل هذه التطعيم بالسرج والتطعيم باللصق. ويمكن أيضًا استخدام طريقة التطعيم(side by side)، ولكنها تشغل مساحة أكبر نظرًا للاحتفاظ بالجزء العلوي والسفلي من كلاً من الجذر والسليل حتى يتم اتحاد التطعيم.

فوائد تطعيم الخضراوات:

  • تعتبر النباتات المطعمة أكثر نشاطًا، تنتج نباتات أكبر وإنتاجية أعلى بكثير؛ حيث يمكن توقع زيادة المحصول بنسبة تصل إلى 75%.
  • تتمتع النباتات المُطعمة بمقاومة أكبر للآفات والأمراض، بما في ذلك الأمراض التي تنقلها التربة، مما يلغي الحاجة إلى أكياس النمو أو زراعة الحلقات؛ حيث يمكن زراعة النباتات بنجاح مباشرة في التربة.
  • إن النباتات المُطعمة أقل عرضة لاضطرابات التغذية التي قد تؤثر على النباتات التقليدية.
  • مطلوب تدفئة قليلة أو معدومة لزراعة النباتات المطعمة، ويمكن زراعة هذه النباتات في الخارج، أو ربما للحصول على أفضل النتائج، في دفيئة ذات تدفئة قليلة جدًا.
  • يتم إنتاج الخضراوات عالية الجودة على مدى فترة أطول مقارنة بالنباتات التقليدية، كما يمكن توقع محاصيل مبكرة من النباتات المطعمة، لكن القوة المتزايدة تضمن إمكانية إنتاج المحاصيل في أواخر الموسم.
  • منا أن من بين الأسباب الرئيسية لتطعيم الخضراوات هي مقاومة الذبول الفطري، تشجيع النمو ومقاومة درجات الحرارة المنخفضة.

المشاكل التي تصيب الخضراوات المطعمة:

إن نباتات الخضروات المطعمة معرضة للآفات والأمراض المعتادة فوق الأرض مثل نظيراتها غير المطعمة. وتشمل هذه الذبابة البيضاء الزجاجية، سوس العنكبوت الأحمر في البيت الزجاجي، البياض الدقيقي ولفحة الطماطم والبطاطس. إن الاضطرابات الفسيولوجية تسبب تعفُن نهاية الزهر في النبات، أما في الطماطم لا تتأثر بشكل كبير بالتطعيم. ومع ذلك، يجب أن تكون خالية من الأمراض والآفات التي تنقلها التربة.

المصدر: محطة البحوث الزراعية/ الأردنمعهد بحوث البساتين/ الأردنالمركز الجغرافي الملكي الأردنيوزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي/ الأردن


شارك المقالة: