مرض الحمى القلاعية في الأبقار

اقرأ في هذا المقال


التعريف بمرض الحمى القلاعية في الأبقار:

هو مرض ينتشر بسرعة في القطيع، يسببه أحد أنواع العترات السبع الفيروسية، حيث يصيب أعداد كبيرة من الأبقار والماشية الأخرى. يتميز بسرعة انتشاره وفاعليته، حيث يسبب خسائر فادحة في القطيع من حيث الإنتاجية، والمردود الاقتصادي، وقد عرف بين المربين بأسماء كثيرة منها  مرض التهاب الفم، والحافر، مرض أبو لسان، مرض أبو ريالة، مرض الفم والأرجل.

مسبب مرض الحمى القلاعية في الأبقار:

يتبع الفيروس المسبب لمرض الحمى القلاعية عائلة (البيكورنا فيريدى)، ويوجد منه أكثر من شكل متنوع، وهذه الأشكال ذات خواص مناعية مختلفة، بالإضافة إلى أن كل نوع من هذه الأشكال، تختلف في خصائصها المناعية والخاصة ومن هذه أنواع الأشكال شكل (O) ،(A)، (C).

أعراض مرض الحمى القلاعية في الأبقار:

تتمثل أعراض المرض بارتفاع درجة الحرارة، هبوط في إنتاج الحليب، ظهور نُدب وبقع الأغشية المخاطية المحاطة بالفم بالإضافة إلى قروح في فتحات الأنف الخارجية واللسان، مما يؤدي إلى زيادة في إفراز اللعاب. يمكن للتقرحات أن تنتشر على الجلد وبين الأظلاف، مما قد يؤدي إلى العرج.

يوجد بعض الأعراض التي سوف تظهر على ضرع البقرة، وتتمثل بظهور حويصلات على حلمات الضرع، وفي الحالات المستعصية قد تصاب عضلة القلب وتلتهب، مما يؤدي إلى نفوق الحيوانات ذات الأعمار الصغيرة. قد يؤدي ارتفاع الحرارة في بعض الحالات، إلى إجهاض الأبقار وهي في مرحلة الحمل.

كيفية انتقال مرض الحمى القلاعية في الأبقار:

تنتقل العدوى من حيوان إلى آخر بالطريقة المباشرة المخالطة، حيث يفرز الحيوان المصاب الفيروس في اللعاب، الحليب، البول، البراز، هواء الزفير، كما تحتوي أجزاء النسيج الطلائي المنسلخ من الفم على نسبة كبيرة من العامل الفيروسي المسبب. يمكن أن تنتقل العدوى بطريقة غير مباشرة، عندما تتعرض الحيوانات إلى مواد ملوثة بالفيروس.

قد ينقل الإنسان الفيروس من مزرعة إلى مزرعة، كذلك السيارات المستخدمة في نقل الحليب والأعلاف، أو في التخلص من مخلفات الحيوانات المصابة، هنالك عوامل مساعدة لنقل العدوى مثل الطيور، القوارض، الهواء بواسطة الرياح، حيث ينتقل المرض عن طريق الحيوانات الحاملة للفيروس، دون أن تظهر عليها أعراض المرض.

فترة حضانة مرض الحمى القلاعية في الأبقار:

بحسب الدراسات فإن المرض فتاك ولا يُستهان به، حيث تتراوح فترة حضانة المرض بين يومين وثمانية أيام، وقد يفرز الحيوان الفيروس قبل ظهور الأعراض المرضية.

طرق وقاية ومكافحة مرض الحمى القلاعية في الأبقار:

تختلف طرق الوقاية والمكافحة لمرض الحمى القلاعية من بلد إلى بلد، لكن تعتمد على ركيزتين مهمتين، وذلك بمنع وصول الفيروس المسبب للمرض، وزيادة مقاومة الحيوانات بواسطة تحصينها باللقاحات المناسبة. يوجد عادة يوجد سياستين لمكافحة المرض وهما:

في البلدان الخالية من المرض:

يتم اتباع طريقة منع الفيروس المسبب للمرض من خلال منع استيراد حيوانات أو منتجات حيوانية من البلاد الموبوءة، وذلك بتطبيق لوائح الرعاية الصحية في مزارع الحيوانات، بالإضافة إلى إنشاء محاجر بيطرية على المنافذ التي يتم من خلالها إدخال حيوانات مستوردة من بلد معينة، وتطبيق اللوائح والفحوصات العلمية على هذه الحيوانات عقب الدخول.

في حالة الاشتباه في حالة ظهور أي بؤرة مفاجئة للمرض، يتم إعدام الحيوانات المصابة والمخالطة إعداماً فورياً كلياً، بالإضافة إلى ضرورة التخلص من الجثث بالحرق، بالإضافة إلى تطهير الأماكن المصابة تطهيراً جذرياً، كما يمنع دخول حيوانات جديدة إلى هذه المنطقة، إلا بعد التأكد من خلوها تماماً من الفيروس المسبب للمرض.

يجب اتخاذ جميع الاحتياطات التي تمنع تسرّب الفيروس من المختبرات البيطرية التي تعمل في مجال التشخيص، وكذلك يجب أن يكون العمل بفيروس الحمى القلاعية، مقتصراً على أقل عدد ممكن من المختبرات الطبية المجهزة والمعدة بأعلى درجات الأمان الحيوي، التي يعمل بها الخبراء في علم الفيلولوجيا.

في البلاد المتواجد بها المرض:

يتم اتباع طريقة زيادة مقاومة الحيوانات بواسطة التحصينات الفعالة، والتحصينات لا تكون فعالة بالدرجة المطلوبة، إلا إذا كانت نوعية العترات الموجودة بها من نفس نوعية العترات التي تم عزلها من الحقل، وبهذه الطريقة يمنع استيراد حيوانات حية، أو منتجاتها من مناطق موبوءة، بالإضافة إلى معرفة نوعية التحصين الذي تم استخدامها في الحيوانات، التي تم استيرادها من منطقة لا توجد بها أوبئة لمرض الحمى القلاعية.

التشديد على تطبيق اللوائح الطبية والبيطرية في المزرعة من أهم طرق مكافحة المرض، حيث يتم التحصين البيطري طبقاً لبرنامج يحدد بطريقة سليمة علمية، بالإضافة إلى إعطاء اللقاح. لكن يجب الكشف عن معيار الأجسام المناعية بصفة دورية، للتأكد من سلامة اللقاح.

هنالك إجراءات يجب اتخاذها عند ظهور مرض الحمى القلاعية وتمثلت بما يلي:

1- التبليغ الفوري لأقرب مديرية بيطرية أو أحد فروعها عند الاشتباه بالمرض.

2- عزل الحيوانات المصابة ومراقبتها، بالإضافة إلى التخلص من الحيوانات النافقة بالوسائل السليمة.

3- إعداد التقرير المفصل عن المرض في المزارع المُصابة، حتى يمكن عمل اللازم على المستوى المحلي.

4- التخلص الصحي من العليقة التي يأكل منها الحيوان ومخلفات الحيوانات المصابة بالتطهير، وذلك من خلال الحرق والدفن.

5- استخدام المطهرات كمحلول البوتاس التجاري، أو الصودا الكاوية بنسبة 2%، كربونات الصوديوم بنسبة 5% للحظائر والأدوات، أو التبخير بالفورمالين، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع تلوث العلائق بها.

6- يجب استعمال السائل المطهر بالرش تحت الضغط، ويلي ذلك الغسيل بمحلول كربونات الصودا الدافئ بنسبة 4%، ثم يعاد رش المطهر مع العناية بتطهير ما يحتمل تلوثه من الأبواب، والطرقات المتصلة بالحظائر، وما حولها.

7- منع حركة الأشخاص والآليات من وإلى المنطقة الموبوءة.

المصدر: علم الأمراض المعدية، الدكتور عبد الكريم قلب اللوزامراض الأبقار والوقاية منها، الطبيب البيطري خالد خالدأطلس امراض الحيوان، الدكتور مصطفى فايزالحيوانات عندما تمرض، طبعة 2018، الدكتور حازم عوض


شارك المقالة: