آليات الاستجابة والبقاء في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الاستجابة والبقاء في علم النفس:

تمكنت البشرية من الصمود في وجه العديد من التحولات في بيئتها على مر القرون، حيث أن القدرة على التكيف جسديًا وعقليًا مع عالم متغير أبقت البشر على قيد الحياة بينما تموت الأنواع الأخرى تدريجيًا، يمكن لنفس آليات البقاء التي أبقت أجدادنا على قيد الحياة أن تساعدنا في البقاء على قيد الحياة أيضًا وذلك من خلال القدرة على الاستجابة.

في حين تعبر الاستجابة عن ردود الفعل التي تصدر عن الشخص عند التعرض لمثير داخلي أو خارجي، فإن آليات البقاء هي التي يمكن أن تساعدنا في التكيف مع هذه المثيرات وطرق الاستجابة لها، ويمكن أن تعمل ضدنا أيضًا إذا لم نفهم وجودهم ونتوقعه، فليس من المستغرب أن يكون لدى الشخص العادي بعض ردود الفعل النفسية في حالة البقاء على قيد الحياة.

آليات الاستجابة والبقاء في علم النفس:

تتمثل آليات الاستجابة والبقاء في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الخوف:

الخوف هو استجابتنا العاطفية للظروف الخطرة التي نعتقد أن لها القدرة على التسبب في الوفاة أو الإصابة أو المرض، حيث لا يقتصر هذا الضرر على الضرر المادي فقط بل يمكن أن يؤدي التهديد إلى الرفاهية العاطفية والعقلية والنفسية للفرد إلى توليد الخوف أيضًا.

بالنسبة للشخص الذي يحاول البقاء على قيد الحياة، يمكن أن يكون للخوف وظيفة إيجابية إذا شجعه على توخي الحذر في المواقف التي قد يؤدي فيها التهور إلى الإصابة، أو الاضطرابات النفسية، حيث يمكن للخوف أيضًا شل حركة الشخص، ويمكن أن يجعله يشعر بالعجز لدرجة أنه يفشل في أداء الأنشطة الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

يكون الخوف نتيجة للعديد من المواقف والظروف التي يجد الفرد نفسه من أساسياتها ومحيطها، حيث يشعر معظمنا بدرجة معينة من الخوف عندما يوضع في محيط غير مألوف في ظل ظروف معاكسة، وليس هناك عيب في ذلك بل يجب على كل فرد تدريب نفسه على عدم التغلب عليه بمخاوفه، بل من الناحية النفسية المثالية، من خلال التدريب النفسي الواقعي.

2- القلق:

يعتبر القلق مرتبط بالخوف؛ لأنه من الطبيعي أن نخاف، فمن الطبيعي أيضًا أن نشعر بالقلق معها، حيث يمكن أن يكون القلق شعورًا مضطربًا وخوفًا نشعر به عندما نواجه مواقف خطيرة جسدية وعقلية ونفسية، وعند استخدامه بطريقة صحية، فإن القلق يحثنا على العمل لإنهاء، أو على الأقل السيطرة على الأخطار التي تهدد وجودنا.

إذا لم نكن قلقين أبدًا فلن يكون هناك دافع كبير لإجراء تغييرات في حياتنا، حيث يقلل الشخص الموجود في بيئة البقاء من قلقه من خلال أداء تلك المهام التي تضمن قدومه خلال المحنة حياً بينما يقلل من قلقه، فإن الشخص أيضًا يسيطر على مصدر هذا القلق ومخاوفه.

3- الغضب والإحباط:

ينشأ الإحباط عندما يتم إحباط الشخص باستمرار في محاولاته للوصول إلى هدف معين، والهدف من البقاء هو البقاء على قيد الحياة حتى يتمكن الفرد من الوصول إلى المساعدة أو حتى تصل إليه، ولتحقيق هذا الهدف، يجب على الشخص إكمال بعض المهام والإنجازات بأقل قدر من الموارد.

عند محاولة القيام بهذه المهام والإنجازات، لا مفر من حدوث خطأ ما، حيث أن شيئًا ما سيحدث خارج نطاق سيطرة الفرد وأنه مع وجود حياة المرء على المحك، فإن كل خطأ يتم تضخيمه من حيث أهميته، وبالتالي عاجلاً أم آجلاً سيتعين على الأفراد التعامل مع الإحباط عندما يواجهون عدد قليل من المشكلات، وأحد نواتج هذا الإحباط هو الغضب.

هناك العديد من الأحداث في حالة البقاء على قيد الحياة والتي يمكن أن تحبط أو تغضب الشخص، مثل فقدان المعدات أو تلفها أو نسيانها، والطقس والتضاريس القاسية، والقيود الجسدية ليست سوى مصادر قليلة للإحباط والغضب، حيث أن الإحباط والغضب يشجعان ردود الفعل الاندفاعية، والسلوك غير العقلاني، والقرارات غير المدروسة جيدًا.

إذا كان الشخص قادرًا على تسخير وتوجيه القوة العاطفية المرتبطة بالغضب والإحباط بشكل صحيح وسليم فيمكنه التصرف بشكل منتج وهو يجيب على تحديات البقاء على قيد الحياة، وإذا لم يركز الشخص مشاعره الغاضبة بشكل صحيح فيمكنه إهدار الكثير من الطاقة في الأنشطة التي لا تفعل الكثير لزيادة فرصه في البقاء على قيد الحياة أو فرص من حوله.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: