أنواع الدراسات الارتباطية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الدراسات الارتباطية في علم النفس:

تُعبّر الدراسات الارتباطية في علم النفس عن وسيلة من وسائل علم النفس، التي تكون قادرة على تحديد وحصر المعلومات المهمة الخاصة بتناسق العلاقات بين العديد من العناصر أو العديد من العوامل والمثيرات الخاصة بظاهرة سلوكية معينة، بحيث تعتبر الدراسات الارتباطية في علم النفس من الوسائل التجريبية التي تقوم على تكرار المحاولات والاستمرار بها.

تهتم الدراسات الارتباطية في علم النفس بمعرفة ما إذا كان هناك علاقات ارتباطية بين العديد من المثيرات سواء الداخلية أو الخارجية، مع معرفة مدى تأثير ونتائج هذه العلاقة الارتباطية على التصرفات والصحة النفسية للفرد، فهناك العلاقات الارتباطية الإيجابية وهناك السلية وهناك عدم وجود لعلاقة بالأصل.

أنواع الدراسات الارتباطية في علم النفس:

هناك ثلاثة أنواع من البحث الترابطي تتمثل في الملاحظة والمراقبة الطبيعية، وطريقة المسح، والبحث الأرشيفي، وكل نوع له غرضه الخاص به ووظائفه، بالإضافة إلى إيجابياته وسلبياته والتي يتم توضيحها من خلال ما يلي:

1- الملاحظة والمراقبة الطبيعية:

على طريقة الملاحظة والمراقبة الطبيعية ينطوي هذا النوع على مراقبة وتسجيل متغيرات الفائدة في بيئة طبيعية دون تدخل أو تلاعب، وتتسم بأنها يمكن أن تلهم الأفكار لمزيد من البحث، وهي الخيار الأفضل في حالة عدم توفر التجربة المعملية، وتقوم بعرض المتغيرات في البيئة الطبيعية.

ومن سلبيات وعيوب هذا النوع أنه يمكن أن يكون مستهلكًا للوقت ومكلفًا، ولا يمكن التحكم في المتغيرات الخارجية، ولا توجد سيطرة علمية على المتغيرات، وقد يتصرف الأشخاص بشكل مختلف إذا كانوا مدركين للمراقبة.

تعتبر هذه الطريقة مناسبة تمامًا للدراسات حيث يرغب الباحثين في معرفة كيفية تصرف المتغيرات في بيئتها الطبيعية أو حالتها، ويمكن بعد ذلك استخلاص الإلهام من الملاحظات لتوجيه مسارات البحث المستقبلية في دراسات وبحوث علم النفس بشكل عام لجميع المهتمين في مساعدة ونهوض العديد من المجالات الحياتية.

في بعض الحالات، قد تكون طريقة المراقبة الطبيعية هي الوحيدة المتاحة للباحثين، على سبيل المثال، إذا تم منع التجارب المعملية من خلال الوصول أو الموارد أو الأخلاق، قد يكون من الأفضل عدم القدرة على إجراء بحث على الإطلاق، ولكن الطريقة قد تكون مكلفة وعادة ما تستغرق الكثير من الوقت.

تمثل الملاحظة الطبيعية في علم النفس العديد من التحديات لعلماء النفس، بحيث لا يسمح لهم بالتحكم في المتغيرات أو التأثير عليها بأي شكل من الأشكال ولا يمكنهم تغيير أي متغيرات خارجية محتملة، ومع ذلك، هذا لا يعني أن الباحثين سيحصلون على بيانات موثوقة من مشاهدة المتغيرات، أو أن المعلومات التي يجمعونها ستكون خالية من التحيز.

على سبيل المثال، قد تتصرف موضوعات الدراسة الارتباطية بشكل مختلف إذا علموا أنهم يخضعون للمراقبة، وقد لا يدرك الباحثين والمهتمين في هذا المجال النفسي أن السلوك الذي يراقبونه ليس بالضرورة الحالة الطبيعية للموضوع أي كيف سيتصرفون إذا لم يعرفوا أنهم يخضعون للمراقبة، ويحتاج الباحثين أيضًا إلى أن يكونوا على دراية بتحيزاتهم وتفسير السلوك.

2- المسح:

تتمل في الاستطلاعات والاستبيانات التي تعتبر من أهم الوسائل معروفة والتي يتم استعمالها في البحث النفسي، بحيث تتضمن وسيلة المسح الحصول على عينة غير محددة من الأشخاص لإكمال استبيان أو اختبار أو مقياس متعلق بمتغيرات الاهتمام، ويعتبر أخذ العينات العشوائية أمرًا حيويًا لتعميم نتائج المسح.

يتمثل مثل هذا النوع من الدراسات الارتباطية في علم النفس بمميزات وسمات خاصة به فهي تعتبر رخيصة وسهلة وسريعة ويمكنه جمع كميات كبيرة من البيانات في فترة زمنية قصيرة، وتعتبر مرنة، ولها العديد من العيوب بحيث يمكن أن تتأثر النتائج بأسئلة المسح الضعيفة، ويمكن أن تتأثر النتائج بعينة غير تمثيلية، ويمكن أن تتأثر النتائج بالمشاركين.

إذا احتاج علماء النفس وغيرهم من المهتمين إلى جمع كمية كبيرة من البيانات في فترة زمنية قصيرة، فمن المرجح أن يكون المسح هو الخيار الأسرع والأسهل والأرخص، بحيث تعتبر طريقة مرنة؛ لأنها تتيح للباحثين إنشاء أدوات لجمع البيانات من شأنها أن تساعد في ضمان حصولهم على المعلومات التي يحتاجون إليها ردود الاستبيان من جميع المصادر التي يريدون استخدامها وعينة عشوائية من المشاركين الذين يأخذون الاستطلاع.

قد تكون بيانات المسح فعالة من حيث التكلفة ويسهل الحصول عليها، ولكن لها سلبيات، بحيث لا يمكن الاعتماد على البيانات دائمًا، ولا سيما إذا كانت أسئلة الاستطلاع مكتوبة بشكل سيء أو كان التصميم العام أو التسليم ضعيفًا، بحيث تتأثر البيانات أيضًا بأخطاء معينة، مثل العينات غير الممثلة أو ناقصة التمثيل.

يعتمد استخدام الاستبيانات على المشاركين لتقديم بيانات مفيدة، بحيث يحتاج الباحثين إلى أن يكونوا على دراية بالعوامل المحددة المتعلقة بالأشخاص الذين سيجرون الاستطلاع والتي ستؤثر على نتائجه، على سبيل المثال، قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في فهم الأسئلة.

قد يجيب شخص ما بطريقة معينة لمحاولة إرضاء الباحثين أو لمحاولة التحكم في كيفية إدراك الباحثين لهم مثل محاولة جعل أنفسهم يبدون أفضل، وفي بعض الأحيان، قد لا يدرك المستجيبين أن إجاباتهم غير صحيحة أو مضللة بسبب الذكريات الخاطئة.

3- البحث في المحفوظات والأرشيف:

تتمثل في الرجوع لكل المحفوظات الموجودة بالأصل عن جميع الظواهر والعوامل والمثيرات التي يمكن أن تؤثر عليها ويوجد بينهما علاقة إيجابية أو سلبية، بحيث تستفيد العديد من مجالات البحث النفسي من الدراسات التحليلية التي أجراها علماء النفس القدامى منذ فترة طويلة، وكذلك مراجعة السجلات التاريخية ودراسات الحالة.

تعتبر هذه الوسيلة من الدراسات الارتباطية في علم النفس ذات مزايا فهي تشتمل على كمية كبيرة من البيانات، ويمكن أن تكون أقل تكلفة ولا يمكن للباحثين تغيير سلوك المشاركين، وتعتبر ذات سلبيات فهي من الممكن أن يكون غير موثوق بها، وقد تكون المعلومات مفقودة وغير موجودة، ولا سيطرة على طرق جمع البيانات.

يمكن أن يساعد استخدام السجلات وأساس المعلومات والمكتبات التي يمكن التطرق إليها بشكل عام أو تحصيلها من خلال مؤسستهم الباحثين الذين قد لا يملكون الكثير من المال لدعم جهودهم البحثية، بحيث تتوفر موارد مجانية ومنخفضة التكلفة للباحثين على جميع المستويات من خلال المؤسسات الأكاديمية والمتاحف ومستودعات البيانات حول العالم.

من فوائد هذا النوع من الدراسات الارتباطية في علم النفس هي أن هذه المصادر غالبًا ما توفر كمية هائلة من البيانات التي تم جمعها على مدى فترة زمنية طويلة جدًا، والتي يمكن أن تمنح المهتمين مثل المرشدين وخاصة المرشد النفسي طريقة لعرض الاتجاهات والعلاقات والنتائج المتعلقة بجلساتهم النفسية العلاجية.

في حين أن عدم القدرة على تغيير المتغيرات يمكن أن يكون عيبًا في بعض الوسائل الأخرى، إلا أنه يمكن أن يكون مفيدًا للبحث الأرشيفي، ومع ذلك فإن استخدام السجلات التاريخية أو المعلومات التي تم جمعها منذ وقت طويل يمثل أيضًا تحديات وقد تكون المعلومات المهمة مفقودة أو غير مكتملة وقد لا تكون بعض جوانب الدراسات القديمة مفيدة للمهتمين.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.


شارك المقالة: