أنواع الكذب عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


يرى اختصاصيو علم نفس المراهق، أنّ المراهق لكي يكتسب استقلاليته، يحتاج إلى الهُروب من سيطرة الأهل، بالتالي فإنّه بدءاً من عمر 12 إلى 13 سنة، تظهر لوائح الكذب والأسرار بهدف إيجاد مساحة من الحرية، أيضاً الأهل يشعُرون بالألم لفقدان علاقتهم التكامليّة والجميلة بأبنائهم، يغضبون لأنّهم خدعوهم ويركِّزون على فقدان الثّقة.

الكذب:

يعد الكذب سلوك اجتماعي مُكتسب، يتمثَّل بإيصال معلُومات مُزيّفة وغير مُطابقة للواقِع، ذلك بقصد تحقيق منافع أو مكاسب مُعيّنة أو للتهرُّب من تحمّل مسؤولية الأخطاء والأفعال غير السويّة المُرتكبة، الأمر الذي يُخلّف العديد من الأضرار ويخلق الكثير من المشاكل بين أفراد المُجتمع.

أنواع الكذب:

الكذب الخيالي:

هو القول النابع من الخيال الواسع الذي يوجد في ذهن صاحبه، إذ تتكوّن في ذهن المراهق والطفل صور ومشاهد خياليّة كثيرة لا واقع لها وراء الكلام، فيتحدّّث بها على أنّها حقائق واقعية، بعضهم لا يرى أنّ هذا النوع من الكذب لدى الأطفال والمراهقين كذباً حقيقياً، لأنّ غايته ليست إخفاء الحقيقة، لذا يجب على الآباء والمُعلمين والمُرشدين، أن يوظِّفوا قُدرات الأبناء وقابلياتهم الخياليّة في الجوانب العلميّة والإبداعية، استثمارها في أحسن وجه.

الكذب الادعائي:

هو أن يدّعي الشخص لنفسه أمراً ليس له، كأن يدّعي بأنّه يمتلك قدرة فائقة في مجال ما، أيضاً قد يدّعي بأنّه مظلُوم، من أبرز أسباب هذا النوع من الكذب شعور المراهق بالنقص. يعالج الكذب الادعائي عن طريق إمكانية المُرشد في كشف النواحي الطيّبة لديه وتوجيهها.

الكذب الانتقامي:

هو الكذب الذي يكون دافعه الانتقام من الغير والقيام بإيذائهم والتقليل من شأنهم، يقوم المراهقون بمثل هذا النوع من الكذب، بدافع الغيرة من إخوانهم أو زملائهم؛ نتيجة تفريق الأهل أو المعلمين بالتعامل معهم، عدم الاكتراث بمشاعرهم وأحاسيسهم. يتم علاج الكذب الانتقامي من خلال مراعاة الآباء والمعلمين لقُدرات المراهقين ومراعاة الفروق الفردية فيما بينهم، عدم إحراج المراهقين الذين تكُون قُدراتهم ضعيفة، كذلك عدم المبالغة بتعظيم أصحاب القدرات العقلية والمهاريّة.

الكذب الدفاعي أو الوقائي:

هو الكذب الذي يمارسه المراهق بسبب الخوف الناشىء من المصير الذي سيلاقيه، قسوة العقاب الذي يتوقعه أو بسبب الحفاظ على صورته لدى الآخرين. يعالج هذا النوع من الكذب بعدم استخدام الشدة والقسوة في العقاب، أيضاً تعظيم الصدق وتحقير الكذب.

كذب التقليد:

يكون بتقليد المراهقين للآباء والذين يحيطون بهم إذا كانوا يكذبون، يمثِّل هذا النوع البادرة الأولى للأفعال السيئة عند الأطفال والمراهقين، إذ إنَّهم إذا اعتادوا على الكذب منذ الصغر، سيتخذونه منهجاً في حياتهم والعكس صحيح. يعالج كذب التقليد عن طريق معرفة طرق التعامل مع المراهق الكذاب، مثل اعتماد أفراد العائلة الصدق وعدم الكذب ولو بالهزل.

العوامل المدرسية المشجعة على الكذب:

  • العقوبات الشديدة: إنّ العقوبات الانضباطيّة الصارمة، الحرمان من الامتيازات وما يصاحبها من شدة، تجعل التلميذ المراهق ينفر من المعلم والتعليم، بالتالي يلجأ للكذب؛ لوقاية نفسه من العقوبة المتوقعة.
  • تكليف التلميذ بالواجبات البيتية الكثيرة: هذا يدفع التلميذ المراهق إلى الاستعانة بالأهل في تأدية واجباته المدرسيّة، التي يعجز عن القيام بها لوحده، يدّعي أمام المعلم أنّه قام بواجبه بنفسه.

المصدر: الاضطرابات النفسية، عبد اللطيف حسن فرجاكتشاف و معالجة مشكلات الأطفال النفسية، سوسن شاكر الجلبيالصحة النفسية للأطفال والمراهقين، د.ايمان دويدار


شارك المقالة: