أهمية الارشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


لا غنى لأيّ علم من العلوم سواء كان طبيعياً أو إنسانياً عن النظرية، فهي تربط ما بين وقائعه في نظام مُتناسق ومُتكامل يفسِّر هذه الوقائع و يوسّع نطاقها. يجب أن تضم النظرية الفروض الأساسية التي بُنيت عليها مجموعة من التعريفات الإجرائية أو التجريبية. يجب أن تكون الفروض ذات صلة بالوقائع التجريبيّة التي تهتمُّ بها النظرية. تهدف النظرية إلى اكتشاف العلاقات التجريبية الثابتة بين المُتغيرات، فالنظرية النفسيّة ذات اتجاه وظيفي، تهتم بالمشاكل ذات الدّلالة في توافق الكائنات الحيَّة، فهي تُركِّز على أُمور ذات أهمية حاسمة لبقاء الفرد وحياته، لاشكَّ أنّ المرشد النفسي يجب أن يعمل في ضوء نظرية ما طالما أنّ عمليّة الإرشاد النفسي تهتم بدراسة وفهم وتفسير وتقييم السلوك والتنبؤ به والقيام بتعديله وتغييره، أيضاً تُفيد نظريات الإرشاد النفسي في فهم العملية الإرشاديّة نفسها، أيضاً فهم طرق الإرشاد النفسي.

الإرشاد:

الإرشاد في اللُّغة هو نقيض الضلال، يَدلُّ على الهداية، يُقال راشد ورشيد؛ أي أصاب وجه الأمر والطريق، يُقال أرشده الله عزَّ وجلَّ إلى الأمر ورشَّده؛ أيّ هداه إلى طريق الحق، استرشد فُلان لأمره؛ أي اهتدى له، الرشيد من أسماء الله الحُسنى؛ فهو من أَرشد الخلق إلى مَصالحهم وهداهم ودلَّهم عليها، أمّا الإرشاد اصطلاحاً فهو عمليّة مُساعِدة تهدف إلى تنمية قُدرات المُسترشد وتحقيق النفع والاستفادة من الموارد والمهارات التي يمتلكها؛ ذلك من أجل التكيُّف مع صُعوبات الحياة ومحاولة تحدِّياتها، يُعتبَر الإرشاد مُساعدة أو خدمة يُقدِّمها شخص مُتخصِّص ومُؤهَّل لتقديم الإرشاد، أيضاً يعرَّف بعلاقة شخصيّة ديناميكيّة، قائمة بين طرفين يشتركان معاً في رَسْم الأهداف وتحديد المشكلات ضمن حالة من الاحترام والأُلفة، المحبَّة والتقدير، ممَّا يُتيح للشخص المُتخصِّص وهو المُرشد بإيجاد الحلول المُناسبة لهذه المشكلات.

أهمية الإرشاد النفسي:

  • تحقيق الذات: يسعى الإرشاد النفسيّ إلى مساعدة الفرد أي المُسترشد على استخدام كافّة إمكاناته وقُدراته إلى أقصى حدّ، هذا يُوصل المسترشد إلى تحقيق ذاته بعد أن يقوم بإشباع حاجاته الأساسيّة؛ فالمُرشد يسعى بكل الطرق لمُساعدة الفرد على تحقيق ذاته، بغضّ النظر عن مستوى قدراته وإمكاناته، عادي أو مُتفوِّق أو ضعيف دراسيّاً أو ناجح، أيضاً الوصول به إلى درجة يرضى فيها عن قُدراته ومهاراته، لذلك إنَّ تحقيق الذات يُعتبَر دافع أساسيّ لتوجيه السلوك وتعديله، بالتالي يستطيع الفرد من خلال ذلك تقييم ذاته وتوجيه ذاته وحياته بذكاء وبصيرته ووعي تام.
  • تحقيق التكيُّف: أي أنَّ الإرشاد النفسيّ يُساعد الفرد على تحقيق قِيَم المُشاركة والتعاون، التكيُّف السويّ مع ذاته ومع الآخرين؛ فقد يكون التكيُّف على المستوى الشخصيّ فقط؛ أي تحقيق الرِّضا عن الذات وإشباع حاجات ومطالب النُّموّ. قد يكُون التكيُّف على المستوى الاجتماعيّ؛ أي تحقيق الاستقرار في العلاقة مع الآخرين وِفق القواعد والمعايير الاجتماعيّة، هُناك أيضاً التكيُّف التربويّ الذي يعني أن يُناسب قُدرات ومهارات الفرد من موادّ دراسيَّة متكاملة.
  • تحقيق التوافق النفسيّ: أي أنَّ الإرشاد النفسيّ يُحقِّق حالةً من التوازن بين سُلوك الفرد، والحالة الاجتماعيّة وظروف البيئة المُحيطة به، يتحقَّق هذا التوازن من خلال إشباع الحاجات الأساسيّة للمُسترشد ومُقارنتها مع مُتطلَّبات البيئة المحيطة.
  • تحسين العمليّة التعليميّة والتعلُّميّة: تكمن أهمّية الإرشاد النفسيّ والبرامج الإرشاديّة في تحقيق الأهداف المختلفة من مثل ما يلي:
    -إعطاء الطلّاب المقدرة على اكتساب المهارات الحياتيّة التي تُساعدهم على مُواجهة ظروف الحياة، التعامل مع مُختلف المواقف الاجتماعيّة التي تمر بهم .
    -مساعدة الطلّاب على تحقيق الاستقلال الوجدانيّ المُنضبط عند الوالدين والكبار. مساعدة الطلَّاب على تقبُّل التغيُّرات الجنسيّة والجسميّة بحيث تتزامن مع مراحل النُّموّ، توضيح الحقائق الجنسيّة خلال سنِّ المُراهقة.
    -محاولة تعديل سلوك الطلّاب المُضطربين نفسيّاً، مُعالجتهم بمُختلف الطُّرُق؛ حتى يصبحوا أفراد فاعلين في المُجتمع الذي يعيشون فيه.
    -إكساب الطالب مهارات لفَهْم الذات وقبولها واحترامها، مساعدته على بناء الهويّة الذاتيّة.
    -منح الطلّاب المهارات الكافية؛ ذلك لاستكشاف بيئة العمل، تطوير قُدراتهم على التخطيط بشكل هادف لمُستقبلهم المهنيّ أو التعليميّ، حيث يعتمد ذلك على مُيولهم وقُدراتهم وطموحاتهم.
    -منح الطلّاب المهارات اللازمة، حتى يواجهوا التحدِّيات والمشاكل ومحاولة حلِّها، سواء كانت في بيئة العمل أو في البيئة التعليميّة.
    -تمكين الطالب من مُواكبة التطوُّرات في العصر وتغيُّراته، مساعدته على التمييز بين الفعل الصحيح والفعل الخاطئ، مساعدته أيضاً على فَهْم التناقضات وتحوُّلات هذا العصر، مُواجهة جميع التحدِّيات.
    -مساعدة الطالب على حلِّ المشكلات التي تحدث قبل وقوعها.  

شارك المقالة: