أهمية السببية العقلية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل السببية العقلية في المناقشات المعاصرة للعقل والفاعلية البشرية، حيث كانت مشكلة السببية العقلية هي فهم كيفية تفاعل العقل غير المادي والنفس مع الجسد، بدلاً من ذلك تحول التركيز إلى الخصائص العقلية ذات الصلة سببيًا بالسلوك الجسدي، وكيفية أن تكون سببا عقليا من خلال التفاعل التقليدي.

أهمية السببية العقلية في علم النفس

تُعبّر السببية العقلية في علم النفس عن تفاعل العقل السببي مع العالم، وعلى وجه الخصوص تأثير العقل السببي على السلوك الإنساني هي مركزية لتصورنا لأنفسنا كفاعلين، حيث يعتبر التفاعل بين العقل والعالم أمرًا مفروغًا منه في التجربة اليومية وفي الممارسة العلمية.

من الأمثلة الخاصة بالسببية العقلية كثيرة ومنها عندما يتسبب الألم الذي يشعر به الفرد عند التواء كاحله في فتح البرّاد بحثًا عن كيس ثلج، وتقود الفرد نية الذهاب إلى السينما إلى ركوب سيارته، ويخبرنا علماء النفس أن الصور الذهنية تمكننا من التنقل في محيطنا بذكاء، ويفسر الاقتصاديين التقلبات في الأسواق المالية من خلال الاستشهاد بمعتقدات المتداولين بشأن سعر النفط الشهر المقبل.

في كل حالة يبدو أن السببية العقلية التي تتمثل في الحدث العقلي ينتج سلسلة من الحركات الجسدية المعقدة والمنسقة التي لها لاحقًا تأثيرات إضافية في مجرى النهر في العالم المادي، حيث إن حالات السببية العقلية الظاهرة شائعة جدًا لدرجة أنها غالبًا ما تمر دون ملاحظة، لكنها أساسية للصورة المنطقية التي لدينا عن أنفسنا، وليس من المستغرب إذن أن تنشأ أسئلة حول طبيعة وإمكانية السببية العقلية في مجموعة متنوعة من السياقات النفسية.

تفسير النظريات لأهمية السببية العقلية في علم النفس

يتمثل تفسير النظريات لأهمية السببية العقلية في علم النفس لوجود بعض النظريات أو الاتجاهات المتنوعة لتوضيح السببية العقلية وأهميتها، حيث تتمثل هذه التفسيرات من خلال ما يلي:

1- تفسير علم الوجود

في تفسير نظرية علم الوجود لأهمية السببية العقلية يتوجب افتراض أن الفرد يقبل المبدأ الذي يقول بأن القوة هي علامة على الوجود، والوجود يعني امتلاك قوى سببية، فمن المعقول الاعتقاد أنه إذا كان للعقل أي قوى سببية على الإطلاق، فإنه يمكن أن يؤثر على العالم المادي، حيث أنه بدون هذه الصلاحيات يواجه العقل إحراجًا وجوديًا بل وحتى الإقصاء.

2- تفسير ظواهر ما وراء الطبيعة

في تفسير ظواهر ما وراء الطبيعة لأهمية السببية العقلية فإنها تعتبر أن السببية العقلية هي جوهر مشكلة العقل والجسد، وغالبًا ما تفكر صراحة في كيفية صياغة المشكلة، وإن السؤال عن كيفية ارتباط العقل والجسد هو جزئيًا والتساؤل عن كيفية تأثيرهما على بعضهما البعض من خلال السببية العقلية.

3- تفسير علم النفس الأخلاقي

في تفسير علم النفس الأخلاقي لأهمية السببية العقلية يبدو أن الوكالة من النوع المطلوب للإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية تتطلب السببية العقلية، إذا لم يكن سلوك الفرد ناتجًا عن أنشطة عقله أو مداولاته وقراراته وما شابه، فما هو المعنى الذي يجعله مسؤولاً عما يفعله جسمه، يبدو أنه بالكاد أكثر من مجرد مراقب سلبي لأنشطة جسمه.

سنحتاج بعد ذلك إلى التخلي عما يسميه بعض علماء النفس بمواقفنا التفاعلية، والمواقف والمشاعر الأخلاقية على سبيل المثال الامتنان والاستياء المركزية جدًا في حياتنا الشخصية.

4- تفسير نظرية الفعل

من المعتقد على نطاق واسع أن التفسير النفسي يتوقف على إمكانية السببية العقلية، فإذا كان عقل الفرد وحالاته مثل معتقداته ورغباته، معزولة سببيًا عن سلوكه الجسدي، فإن ما يدور في ذهنه لا يمكن أن يفسر ما يفعله أو يقوم به من سلوكيات إنسانية متنوعة.

تشير هذه الملاحظات حول الفاعلية إلى نقطة مفاهيمي أكثر أساسية في أهمية السببية العقلية إذا لم تؤثر العقول على السلوك الإنساني، فبأي معنى سيتصرف أي شخص حقًا، حيث كانت الأصوات تُصنع لكن لن يقصد أحد بها شيئًا.

على الرغم من أنه يمكن الطعن في كل من التفسيرات المتنوعة من قِبل النظريات المتنوعة لأهمية السببية العقلية في علم النفس، إلا أنها تخلق ضغطًا جماعيًا لمعالجة مشكلة السببية العقلية، حيث أن هناك أكثر من طريقة يمكن أن تنشأ من خلالها الألغاز حول الفعالية السببية للعقل الإنساني.

المسألة التجريبية لأهمية السببية العقلية في علم النفس

افترض الفلاسفة من علماء النفس منذ العالم ديفيد هيوم على الأقل أن الأسئلة السببية تجريبية إلى حد كبير، أي أننا نحن نتطلع إلى العلم ليخبرنا على سبيل المثال دور القمر في التسبب في المد والجزر، أو مساهمة التدخين في سرطان الرئة، هذه لا تعتبر أسئلة فلسفية أو نفسية، وقد يبدو واضحًا بنفس القدر أن الدور السببي للعقل في إنتاج السلوك الإنساني هو أيضًا مسألة يجب على العلم تسويتها.

على الرغم من أن معظم علماء النفس سيقبلون دون تردد التفاعل السببي بين العقول والأجساد، فقد أصر عدد صغير ولكن متزايد من الباحثين التجريبيين على أن الأدلة تدعم بعض النسخ من الظاهرة الظاهرية في توضيح أهمية السببية العقلية، الأطروحة القائلة بأن الحالات العقلية رغم أنها ناتجة عن أحداث جسدية، لا تمارس أي فعالية في المقابل.

يؤكد بعض علماء النفس أن الأدلة التجريبية المتراكمة تدعم بشكل ساحق ظاهرة الظواهر الظاهرية في أهمية السببية العقلية، على الأقل فيما يتعلق بالإرادة الواعية، وهو يعتمد على عمل مؤثر، وآخرين من علماء النفس الذين يجادلون في أن القصد الواعي هو في حد ذاته نتاج عمليات غير واعية تقوم بالعمل السببي الحقيقي، لذا فإن الإرادة الحرة هي وهم، وقد يكون لهذه النتائج آثار جانبية على الفعالية الجسدية للحالات العقلية بشكل عام.

نظرًا لأن هذا قد تلقى معالجة مكثفة في العمل الأخير حول الإرادة الحرة، نلاحظ ببساطة أن المحاولات التقليدية والمعاصرة لتقييم فعالية الحالات العقلية قد واجهت صعوبات نفسية وفلسفية أيضًا، وهي صعوبات تميل إلى حجب الأدلة التجريبية المتراكمة حتى الآن، وبهذا المعنى فإن فعالية العقل تختلف تمامًا عن فعالية المواقف العادية.

أهمية السببية العقلية في السلوك الواسع في علم النفس

تعتبر أهمية السببية العقلية في السلوك الواسع هي نسخة من استراتيجية التفسير المزدوج، والفكرة هي أن الخصائص الجسدية والعقلية مسؤولة سببيًا عن التأثيرات المختلفة، بالنسبة إلى هذه الأهمية فإن الخصائص الفيزيائية المحفزة هي المسؤولة عن الحركات الجسدية، في حين أن الخصائص العقلية الهيكلية هي المسؤولة عن السلوك الإنساني.

نظرًا لأنه يعد بحل مشكلتين بارزتين للسببية العقلية، فمن المحتمل أن يكون هذا النهج قويًا للغاية، وأحد الأسئلة التي يجب طرحها هنا هو ما إذا كانت حقيقة أن بعض السلوك يمكن وصفه على نطاق واسع تجعل الخاصية العقلية المتعمدة لقضيته ذات صلة، قد تشير الروابط المفاهيمية التي لا يمكن إنكارها بين الأوصاف العقلية والسلوكية إلى نوع من التفسير وملاءمتها.

وفي النهاية نجد أن:

1- أهمية السببية العقلية تظهر من خلا طبيعة وروابط السببية العقلية مع العديد من النظريات والمجالات النفسية والفلسفية المختلفة مثل علم الوجود وعلم النفس الأخلاقي والظواهر ما وراء الطبيعية ونظرية الفعل.

2- حيث تظهر أهمية السببية العقلية من خلال النظر في السلوكيات الواسعة للأفراد.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: