أهمية دراسة تخصص علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر دراسات علم النفس مهمة في العديد من النواحي والجوانب، فهي تفتح المجال أمامنا باكتساب مجموعة من المهارات المختلفة التي تتراوح من السلوك الملاحظ إلى فسيولوجيا الدماغ، والهدف من ذلك هو فهم كيفية عمل العقل البشري وكيف يسمح بتنفيذ السلوكيات المختلفة في المواقف المختلفة.

نبذة عن تخصص علم النفس:

في كل عام، يجب على العديد من الطلاب، بعد تخرجهم من المدرسة الثانوية، اختيار الدورة الدراسية التي يتعين عليهم إجراؤها، وهناك العديد من العروض التعليمية التي تقدمها الجامعات وهناك الكثير من الشكوك التي قد تثار، ففي بعض الأحيان، يكون تحديد ما سيدرسه الطالب عملية طويلة وصعبة؛ لأنه خيار سيؤثر على المستقبل المهني خاصته، ومن بين العديد من مسارات الدراسة الممكنة نجد المسار في علم النفس.

ولد تخصص علم النفس في اليونان القديمة عندما كانت هناك أول مناقشات منهجية حول العقل البشري، وهو موضوع عالج من قبل العديد من الفلاسفة، وبعد ذلك، اكتسب تخصص علم النفس استقلاليته وأصبح تخصصًا مستقلاً، لكن تخصص علم النفس لم يصبح علمًا حقيقيًا إلا في القرن التاسع عشر، بحيث حدث تطور مفاجئ في الدراسات التشريحية والفيزيولوجية المرضية للجهاز العصبي، مما سمح بتحديد القوانين التي تنظم النشاط العصبي، وبهذه الطريقة، تم تسليط الضوء على العلاقة بين عمل سلسلة من مناطق الدماغ، وأنشطة الكائن الحي التي تقابلها هذه المناطق، وبالتالي العمليات النفسية المتعلقة بها.

أهمية دراسة تخصص علم النفس:

هناك عدة أسباب لدراسة تخصص علم النفس؛ من أجل القدرة على فهم وظائف ومهام العقل البشري، بحيث يساعد فهم عمل العقل البشري على تحديد سبب العديد من السلوكيات الطبيعية أو المرضية لأي فرد، فكل يوم يمر الشخص بالعدد من المشاعر والأفكار والمواقف، والتي يمكن أن تساعده في التعامل مع المواقف أو جعلها أكثر صعوبة.

لذلك، فإن فهم كيفية تفاعل الفرد مع العوامل المحيطة به، على سبيل المثال، مع الحزن أو الخسارة، أو لأنه يتخذ دائمًا نفس الخيارات ونفس السلوكيات، أو لتحديد أسباب قلق ما قبل الامتحان، يمكن أن يساعده تخصص علم النفس في إدارة كل يوم أو الأحداث غير المتوقعة بشكل أفضل، وخاصة إذا كان مدعومًا بسلسلة من التفسيرات حول ما يحدث فسيولوجيًا في الدماغ، سواء على مستوى الناقلات العصبية أو على مستوى المناطق التي يتم تنشيطها بشكل انتقائي لسلوكيات معينة.

تتمثل أهمية دراسة تخصص علم النفس من خلال ما يلي:

1. يساعد علم النفس على فهم الفرد لنفسه بشكل أفضل: في الكثير من الأوقات يكون الإنسان مجبر إلى أن ينظر إلى نفسه وللآخرين من جوانب متعددة، ودراسة تخصص علم النفس ستجعل الفرد يسأل نفسه العديد من الأسئلة الكثيرة، وخاصة الأسئلة التي ليس لها إجابة دائمًا، ولكن تلك الأسئلة التي ستساعده على البحث والاكتشاف باستمرار، بحيث ستكون مغامرة حيث يتعرف الفرد على نفسه والآخرين قليلاً كل يوم، وحيث يمكنه أن يترك وراءه بعض المواقف والأفكار التي كانت مهمة جدًا بالنسبة له.

2. تقدير الأساليب العلمية: يرتبط علم النفس بالعديد من الأساطير الخاطئة، وعلى الشخص مواجهتها في العديد من السياقات، ومع ذلك، هناك جانب واحد يجب أن يكون واضح بشأنه هو أن علم النفس هو علم اجتماعي يقوم على المنهج العلمي، وعلم النفس ليس سحرًا.

فالفرد كغيره من الأفراد لا يمتكون رادار في أذهانهم يسمح لهم في لمح البصر بالتقاط الصدمة التي يعاني منها الشخص الذي أمامهم، أو ما يخافون منه، أو ما هي نقاط قوتهم، فنحن بحاجة إلى فهم أنه من أجل الوصول إلى استنتاجات معينة، وبيانات معينة، ورؤى وتنبؤات محددة، يجب أن نمر بالكثير من العمل الشاق والموضوعي والصبور، ويعتمد هذا العمل دائمًا على سلسلة من طرق البحث، وهذه هي الطريقة لنكون ناجحين في علم النفس.

3. تطور التفكير النقدي: تساعد الكثير من المواد والنظريات والمناهج والمجالات التي تتكون منها دراسات علم النفس على تطوير التفكير النقدي، بحيث يعتبر هذا التفكير مطلب أساسي إذا أراد الفرد أن يكون محترف جيد في دراسة تخصص علم النفس، وإذا كان يريد حقًا أن يكون مفيد للناس دون أن يفقد نزاهته وأمانته فعندها فقط سيميز بين الخشب والأشجار، ووضوح الخداع، وحقيقة التلاعب.

4. فهم أكبر للعلاقات الإنسانية: إن دراسة تخصص علم النفس لن يحول الأفراد تلقائيًا إلى أشخاص أصح نفسيًا أو أكثر نجاحًا أو أكثر سعادة على الأقل ليس الأغلبية، كما يعاني علماء النفس من الاكتئاب والقلق مثلاً؛ لأنهم ليسوا محصنين ضد الإخفاقات في علاقاتهم العاطفية وحتى لديهم رهاب صغير وقيود، ومع ذلك، فإن امتلاك كل هذه المعرفة في تخصص علم النفس يجعلهم أكثر وعياً بما يحدث لهم ومن حولهم، ويجعلهم يفهمون الديناميكيات العلائقية بشكل أفضل، ويساعدهم ذلك في معرفة متى يطلبون المساعدة فيما يتعلق بأفضل طريقة لمساعدة أنفسهم أو الآخرين.

5. تقدير التنمية البشرية في مراحلها: إن فهم كيفية التطور البشري، وكيف يتغير الإنسان كأفراد طوال حياته لا يمنح فقط معرفة قيمة، كقاعدة عامة، بل يجعل الفرد أيضًا أكثر حساسية وانفتاحًا على مشاكل الآخرين ومعاناتهم أو شكوكهم أيضًا؛ فهناك أيضًا حقيقة أن علم النفس يكشف عن خصائص مرتبطة بمراحل معينة من التطور للإنسان، مثل الطفولة أو الشيخوخة، مما قد يجعل الفرد أيضًا شغوف بهذه المراحل من الحياة، وتقرير تكريس وقته لمجموعة معينة منها.

6. تطوير منظور جديد للمرض العقلي: ستسمح دراسة علم النفس للفرد بتفكيك العديد من الأساطير التي يعتقدها الناس حول المرض العقلي، وسوف يفهم، على سبيل المثال، الفروق بين ما هي متلازمة واضطراب ومرض، مع الإدراك أن الدواء لا يعالج أمراضًا معينة، بل يعالجها فقط، وسوف يكتشف بنفسه مدى تعقيد إجراء التشخيص والفروق الفردية الدقيقة المتعددة الموجودة في الاكتئاب أو اضطراب القلق أو الفصام.

7. يعتبر علم النفس مكمل مثالي للتخصصات الأخرى: لا تكمل العديد من مجالات الدراسة التخصصات الأخرى بقدر ما يكمل علم النفس، بحيث يمكن للفرد، عن طريق المثال، الحصول على شهادة في الصحافة أو الطب أو التمريض أو الصيدلة أو فقه اللغة أو الأنثروبولوجيا أو الفن أو الاقتصاد وفي نفس الوقت يقرر أن يبدأ شهادة في تخصص علم النفس من أجل الحصول على تدريب أكثر ثراءً وشمولية، ورائعة في نفس الوقت، وأكثر بكثير من وجود منهج جيد.

فإن دراسة تخصص علم النفس تثري الفرد من خلال فهم السلوك البشري وتصرفاته بشكل أفضل وأسرع وأوسع، بكل تفاعله الاجتماعي، واللغة، والتواصل بأنواعه المتعددة، والتحفيز بجميع أشكاله، والعواط ، واتخاذ القرار بجميع المراحل العمرية، وغالبًا ما تكون هذه العمليات ضرورية من أجل الحصول على رؤية أكثر اكتمالاً للعلوم الأخرى.

8. تعلم التواصل بشكل أفضل: يتمثل هذا في جانب لا يتحدث عنه دائمًا وبشكل مباشر ومع ذلك، فإن الشيء الذي يكتشفه طالب علم النفس في دراساتهم اليومية هو أن اكتساب المهارات في إدارة العواطف أو من خلال فهم لغة الجسد بشكل أكبر مع كل الفروق الدقيقة يمنحهم في الواقع قدرة أكبر في التواصل بين الأشخاص والتواصل معهم بشكل أكبر، فنحن لا نتحدث فقط عن تحسين قدرتنا على التحدث في الأماكن العامة، ولكن أيضًا كيف سنبدأ في التواصل بشكل أفضل مع غيرنا، بحيث يتم فهم الشخص الذي أمامنا من خلال تواصله غير اللفظي ونبرة صوته وتعبيراته غير المباشرة، وسنكون قادرين على إجراء حوار أكثر تعاطفاً وفعالية معه.

9. يمكن أن تكون دراسة تخصص علم النفس الخطوة الأولى نحو أفضل مرحلة في حياة الأفراد: مع تعدد الأسباب لدراسة تخصص علم النفس للأفراد وأهميتها البالغة، فهناك سببًا يتجاوز كل الأسباب الأخرى، إنه علم رائع ويمكن أن يفتح للفرد مرحلة جديدة تمامًا في الحياة وخاصة في تقرير مصيره أو مستقبله، بحيث أن الكثير من الأشخاص سيجدون دائمًا شيئًا ما في لحظة معينة، يلامسهم بطريقة يقول بها الشخص لنفسه هذا أنا وبدون أي تأثير خارجي وهذا ما أريد التعمق فيه، هذا هو المجال الذي أريد مساعدة الناس فيه.

وفي بعض المناسبات سيكون  علم الأعصاب وجميع أسراره في حالات أخرى، سيكون نوعًا معينًا من العلاج، في بعض الأحيان تكون الرغبة في مساعدة الأطفال أو التركيز على مجال بحث تجريبي أكثر، بحيث يعتبر عالم علم النفس واسع للغاية لدرجة أن الجميع في مرحلة ما، سيجدون الجانب المحدد الذي يريدون العمل فيه، وفي تلك اللحظة يتغير كل شيء ويكتسب كل شيء معنى، ومنها فإذا كان الفرد يرغب في دراسة علم النفس فهو تخصص واسع وشامل ومفيد ويجب التشجيع عليه بشكل كبير.

المصدر: علم نفس الشخصية، فريح عويد العنزيعلم نفس الشخصية، كامل محمد عويضةعلم النفس، محمد حسن غانمعلم نفس الشخصية، محمد شحاته ربيع


شارك المقالة: