أهم العمليات المعرفية في علم النفس المعرفي

اقرأ في هذا المقال


يشمل الإدراك العمليات العقلية الأساسية مثل الإحساس والانتباه والإدراك، كما يشمل أيضاً العمليات العقلية المعقدة مثل الذاكرة والتعلم واستخدام اللغة وحل المشكلات واتخاذ القرار والاستدلال والذكاء، وجد باحثو الشيخوخة المعرفية اختلافات في العمر في كل من الإدراك الأساسي والمعقد، لكن درجة هذه الاختلافات تعتمد على أي جانب من جوانب الإدراك يتم فحصه، بينما تتحكم العمليات العقلية أو المعرفية في السلوك، يتم الاستدلال عليها من ملاحظات السلوك.

تعريف العمليات المعرفية:

يمكن تعريف العمليات المعرفية في علم النفس المعرفي على أنها عدد كبير من العمليات العقلية التي يؤديها الأفراد بشكل متسلسل أكثر أو أقل حتى يحصلوا على نوع من أنواع المنتجات العقلية؛ إنها ترتبط بكل من العمليات التي يقوم بها الأفراد والتي تسمح لهم التقاط وتشفير وتخزين كل ما هو قادم من المعلومات خارجي وداخلي، كل عملية من العمليات المعرفية التي يقوم الفرد بها أساسي من أجل الوصول إلى التكيف مع البيئة الاجتماعية وحتى البقاء من خلال تأثيره على السلوك.
علينا أن نفكر أنّ كل فعل جسدي أو عقلي نقوم به من أخذ أدوات تناول الطعام إلى الغناء في الحمام أو كتابة شيء ما وغيره الكثير، أحد الجوانب المهمة هو أنه يُنظر إلى أن العملية المعرفية والعاطفة تذهبان بشكل منفصل، مع ذلك من الممكن ملاحظة ذلك في معالجة المعلومات ذات أهمية كبيرة للتنشيط العاطفي؛ لأنها تساهم في منح الخبرة معنى وهي أساسية عندما يتعلق الأمر بمعالجة المعلومات وتقييمها.

أهم العمليات المعرفية في علم النفس المعرفي:

استخدم باحثو الشيخوخة المعرفية تقنيات أو نماذج مختلفة لعمل هذه الاستنتاجات، تُستخدم الأساليب التجريبية مع الفرضيات لفحص العلاقات السببية، كما تستخدم التقنيات التفاضلية لدراسة الفروق الفردية في الإدراك والبحث عن العلاقات بين العمليات المعرفية، تُستخدم المناهج السياقية لفهم علاقة الإدراك بالأنشطة اليومية، بالإضافة إلى الدراسات المقطعية، يتم قياس التغيير داخل المشاركين في التصاميم الطولية، تُستخدم تقنيات علم الأعصاب لتحديد العلاقة بين الدماغ والإدراك.
العمليات المعرفية هي عمليات عقلية داخلية تنخرط بعد مواجهة حافز في البيئة وقبل ملاحظة استجابة سلوكية علنية، يفترض علماء النفس المعرفيون أن معالجة المعلومات في البيئة هي الرابط الأساسي الذي يؤدي إلى سلوك معين، كما أنّ العمليات المعرفية متغيرات متداخلة لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر ولكن يتم الاستدلال عليها من خلال أنماط سلوك معينة، نستنتج الذاكرة عندما يتذكر شخص ما حدث وقع بالأمس على سبيل المثال، نستنتج الذكاء من الدرجة الموحدة في اختبار الذكاء.
تشمل العمليات المعرفية مجموعة واسعة من العمليات العقلية، من المهام البسيطة للإحساس والإدراك والانتباه إلى المهام المعقدة مثل الذاكرة والتعلّم واستخدام اللغة وحل المشاكل والتفكير واتخاذ القرار، في الواقع هناك أكثر من 40 مدخل في يتناول بعض جوانب الشيخوخة والإدراك، توفر هذه الإدخالات تفاصيل النظرية والمحتوى المرتبط بالتركيبات المختلفة، قام باحثو الشيخوخة المعرفية بفحص كل من هذه التركيبات المختلفة لتحديد ما إذا كانت هناك اختلافات في الأداء بين مختلف الفئات العمرية للبالغين.
أظهرت الأبحاث أن العثور على الاختلافات بين مجموعات البالغين المختلفة هو عملية محددة؛ على سبيل المثال داخل التركيبات هناك اختلافات كبيرة في درجة واتجاه التغيير المعرفي، بينما يتراجع الإدراك في معظم الحالات عبر عمر البالغين، هناك اختلافات في معدل الانخفاض اعتماداً على العملية قيد الدراسة، هناك كذلك استثناءات عندما لا يتم العثور على الفروق العمرية أو عندما يتحسن الأداء فعلياً عبر معظم عمر البالغين، في النهاية هناك تغييرات في الذاكرة الدلالية والذكاء المتبلور، لكنها تحدث متأخرة.
يقوم علماء النفس المعرفي بعمل استنتاجات حول العمليات المعرفية من خلال الفحص الدقيق للسلوك، لا يهتم الباحثون بالأداء الآلي للعمليات المعرفية فحسب؛ بل يهتمون كذلك بكيفية ارتباط هذه العمليات ببعضها البعض وكيفية ارتباطها بالنتائج خارج المختبر والأسس البيولوجية للعمليات المعرفية في الدماغ، يقوم الباحثون بإجراء البحوث من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة.
تستخدم الكثير من أبحاث الشيخوخة المعرفية طريقة شبه تجريبية حيث يتم فحص الفئات العمرية المختلفة؛ لأن المشاركين لا يمكن تعيينهم عشوائياً لمجموعة عمرية مع التلاعبات التجريبية الأخرى للبحث عن التفاعلات بين العمر والمتغيرات التي تم التلاعب بها، في كثير من الأحيان تُستخدم التقنيات التجريبية لاختبار فرضية نظرية حول الطبيعة المحددة للإدراك قيد الدراسة، عادةً ما يكون عدد المشاركين في التجارب صغير؛ أي أقل من 50 في المجموعة، باستخدام هذه التقنية التجريبية يبحث الباحثون عن الاختلافات في متوسط ​​الأداء بين الفئات العمرية.

تقنيات العمليات المعرفية:

يوجد تقنية مهمة في قياس العمليات المعرفية في أبحاث الشيخوخة وهو نوع أخذ العينات المستخدم سواء كان مقطعي أو طولي، يحتاج الباحثون المهتمون بالتغيير في العملية المعرفية إلى التأكد من أنهم يقيسون التغيير وليس التأثيرات الجماعية أو التاري، تقارن التصميمات المقطعية الأكثر شيوعاً في أبحاث الشيخوخة المعرفية بين مجموعتين من الأشخاص؛ عادةً مجموعة من البالغين الأصغر سناً وكبار السن من خلال تصميم المجموعات العمرية المتطرفة في وقت واحد، يمكن أن توفر النتائج من هذا النوع من أخذ العينات رؤى حول الفروق المرتبطة بالعمر، لكنها لا تقيس التغيير بشكل مباشر؛ لأنه مرتبك بتأثيرات المجموعة.
تقيس التصميمات الطولية نفس المجموعة من الأشخاص على مدى فترات زمنية متعددة، مما يزيل التأثيرات الجماعية المربكة، في حين أن القياس المباشر للتغيير ممكن مع هذا التصميم، يمكن حجب النتائج عن طريق تأثيرات الممارسة والتاريخ وكذلك التناقص في العينة، يمكن ملاحظة أهمية تصميم البحث لقياس العمليات المعرفية في حالة معدلات التغيير في أشكال مختلفة من الذاكرة والتي غالباً ما تكون مختلفة اعتماداً على ما إذا كان يتم إجراء تصميم مقطعي أو طولي.
توفر مجموعة أخيرة من التقنيات مقاييس للنشاط في الدماغ أثناء أداء مهمة معرفية، استخدام هذه التقنيات في أبحاث الشيخوخة المعرفية حديث نسبياً، الهدف من علم الأعصاب الإدراكي للشيخوخة هو اكتشاف العلاقات بين التغيرات المرتبطة بالعمر في الإدراك وكيف تتزامن مع التغيرات الهيكلية والوظيفية في الدماغ، هناك مجموعة متنوعة من تقنيات علم الأعصاب المختلفة التي يستخدمها باحثو الشيخوخة الإدراكيون، تُسجل مقاييس الفيزيولوجيا الكهربية مثل تخطيط كهربية الدماغ والجهود المرتبطة بالأحداث النشاط الكهربائي على فروة الرأس عبر الأقطاب الكهربائية.
يُعتقد أن هذه التسجيلات هي النشاط المجمع لمجموعات الخلايا العصبية التي تعمل في وقت واحد كجزء من عملية معرفية معينة، توفر المقاييس الهيكلية أو الحجمية التي يتم جمعها عادةً من التصوير بالرنين المغناطيسي؛ الدماغ الكامل والأحجام الإقليمية للدماغ البشري، يُفترض أن حجم المخ الأقل يعكس عدد أقل من الخلايا العصبية ونشاطاً أقل كفاءة، التغيير في حجم الدماغ بالكامل الذي يهم الباحثين بشكل خاص هو الرابط بين حجم الدماغ وعمل العمليات المعرفية المحددة كما تم قياسها من خلال المهام السلوكية.
النتيجة الأكثر إثارة للاهتمام هي أن ضمور الدماغ المرتبط بالعمر يختلف باختلاف مناطق الدماغ، يُظهر الفص الجبهي والجداري فقد كبير في حجم الدماغ بالكامل بينما يظهر الفص القذالي ضمور أقل بكثير، تنشط المناطق الأمامية وظيفياً في الذاكرة العاملة والوظيفة التنفيذية، مما يظهر انخفاض في كبار السن؛ يربط التصوير العصبي الوظيفي الذي يتم تقييمه عادةً باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)؛ زيادة تدفق الدم في مناطق محددة من الدماغ بالأداء المعرفي.
في علم الأعصاب في أدبيات الشيخوخة يحاول الباحثون ربط الاختلافات في مستوى النشاط العصبي المحلي بين الشباب وكبار السن بالتغيرات المرتبطة بالعمر في الأداء السلوكي في مهمة ما وبالمثل، يهتم الباحثون كذلك بربط الاختلافات الإقليمية في أنماط نشاط الدماغ أثناء المهمة بالأداء المعرفي، تسمح الآن تصميمات الرنين المغناطيسي الوظيفي المرتبطة بالأحداث للباحثين بفصل نشاط الدماغ لتجارب محددة تم جمعها في نفس الجلسة.
على سبيل المثال يمكن للباحثين مقارنة النشاط العصبي للتجارب التي تم فيها تذكر عنصر بشكل صحيح وتلك التجارب التي نسي فيها العناصر، باختصار تربط هذه التقنيات توقيت وموقع نشاط الدماغ بأداء السلوك على أمل اكتشاف القواعد البيولوجية للعمليات الإدراكية.
سيوفر علم الأعصاب للشيخوخة الأسباب البيولوجية للتغيرات في الإدراك في مختلف الفئات العمرية، مع ذلك هناك العديد من الفرضيات الأخرى حول العوامل غير المعرفية التي تحدد الاختلافات المعرفية مع تقدمنا ​​في العمر، إن الثقافة والصحة والفوج والصور النمطية للعمر ونمط الحياة والشخصية والمزاج والعديد من المتغيرات الأخرى، قد تورطت في تعديل التفاعل المعرفي، بشكل عام يُظهر هذا البحث أن الفروق العمرية في الإدراك يمكن أن تزداد أو تنقص بالنظر إلى هذه العوامل غير المعرفية، لكن من النادر أن يكون التداخل بين المتغير المعرفي والمتغير غير المعرفي كبير.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس المعرفي، عدنان يوسف العتومعلم النفس المعرفي، عماد عبدالرحيم الزغولعلم النفس المعرفي،حسام الدين أبو الحسن


شارك المقالة: