أهم القضايا في الملاحظات السلوكية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من الممكن أن يتم إجراء الملاحظات السلوكية باستخدام أدوات وبرامج مختلفة تعتمد على الأفراد والكمبيوتر أيضاً؛ لأنها تعتبر من المناهج البحثية الشاملة للسلوكيات المتنوعة في العديد من المواقف.

أهم القضايا في الملاحظات السلوكية في علم النفس

يهتم علماء النفس بالمناهج التي تقوم عليها مراقبة السلوك الإنساني، حيث أن الملاحظات السلوكية تعتبر ذات قضايا عديدة في علم النفس، حيث تتمثل أهم القضايا في الملاحظات السلوكية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- تفاعل التقييم

نظرًا لوجود المراقبين في الوجود المادي للعميل أثناء جمع بيانات الملاحظة السلوكية، فهناك احتمال أن يغير الإجراء نفسه سلوك العميل، حيث يشار إلى هذا باسم تفاعل التقييم، ومنها يمكن أن تؤثر تفاعلية التقييم بشكل كبير على صحة بيانات المراقبة، لذلك يجب اتخاذ خطوات لتقليل آثارها، والخطوة الأكثر شيوعًا التي تم تناولها في علم النفس هي إتاحة الوقت للعميل للتعود على حضور المراقب وأنشطته.

يشير التعود إلى عملية يتوقف فيها الشخص عند التعرض المطول لمنبه معين، عن الاستجابة لذلك المنبه، وفي حالة الملاحظة السلوكية يكون الحافز هو المراقب والاستجابة هي التغيير في السلوك الإنساني النموذجي، حيث يمكن تحقيق التعود من خلال السماح للعميل بالاعتياد على وجود المراقب قبل جمع أي بيانات، ومن الأسهل تحقيق التعود إذا كان المراقب غير مزعج قدر الإمكان، فأحيانًا يكون الجلوس خلف الشخص الذي تتم ملاحظته ولكن بجانبه مفيدًا.

2- المصداقية

تشير المصداقية أو الموثوقية إلى اتساق النتائج التي تم الحصول عليها من إجراء التقييم، وهي مهمة لأغراض المراقبة والملاحظة السلوكية، حيث أن هناك عدة أنواع من المصداقية بما في ذلك الاتساق الداخلي وإعادة الاختبار والموثوقية بين المقيمين، فالأولان أقل قابلية للتطبيق من الثالث للملاحظة السلوكية، وفيما يتعلق بموثوقية الاختبار وإعادة الاختبار على سبيل المثال لا يُتوقع أن تظل السلوكيات مستقرة بمرور الوقت، لذا فإن موثوقية إعادة الاختبار المنخفضة هي أقل وظيفة للأجهزة المستخدمة من الخصائص التي يتم تقييمها، ومع ذلك تعد الموثوقية بين المقيمين مفهومًا مهمًا في التقييم السلوكي، ومن المهم أن يتفق مراقبان على ما إذا كانت السلوكيات المستهدفة تحدث أم لا.

3- تحديد السلوكيات

يجب أن يكون للتعريفات السلوكية عدة خصائص، ويجب أن تكون موضوعية وواضحة وكاملة، والهدف يعني أن التعريف يجب أن يشمل فقط الجوانب التي يمكن ملاحظتها من السلوك الإنساني، حيث لا يجب أن تكون هناك استنتاجات أو أحكام ضرورية عند استخدام التعريف لملاحظة السلوك، ويجب أن يكون التعريف واضحًا بمعنى أنه يمكن فهمه لأي شخص يرغب في إجراء الملاحظات باستخدام التعريف، ويجب أن يكون التعريف كاملاً ويجب أن تُرسم حدود السلوك، بحيث يمكن اتخاذ قرارات حول ما إذا كان سلوك معين يمثل مثالاً على السلوك المستهدف الذي يتم ملاحظته.

استخدام نتائج الملاحظة السلوكية في علم النفس

تُستخدم نتائج الملاحظات السلوكية في علم النفس عادةً لثلاثة أغراض تتعلق بتخطيط التدخل، حيث يتم استخدامها كخط أساس لمستويات السلوك الحالية، فيخبر خط الأساس المهنيين المعنيين بما يمكن توقعه في المستقبل إذا لم يحدث تدخل مع فرد، وتُستخدم بيانات خط الأساس أيضًا للغرض الثاني أي صياغة الأهداف، حيث يجب أن تستند الأهداف إلى مستويات السلوك الحالية.

إن عدم استخدام البيانات الأساسية في صياغة الأهداف هو المخاطرة بوضع أهداف غير واقعية أو متساهلة للغاية، والغرض الثالث الذي من أجله تستخدم نتائج الملاحظة السلوكية هو قياس النتائج إذا تم استخدام بيانات الملاحظة الأولية لتحديد المستويات الأساسية للسلوك ولتحديد الأهداف، فيمكن استخدام البيانات اللاحقة كمقياس لما إذا كانت التدخلات ناجحة.

إذا تم جمع بيانات حول سلوك المشكلة فيجب أن ينخفض ​​السلوك الإنساني من حيث التكرار أو الحجم أو المدة إذا نجح التدخل، على العكس من ذلك إذا تم جمع البيانات حول السلوك المناسب فيجب زيادة حدوث السلوك، ويتم إجراء الملاحظات السلوكية أيضًا لأغراض البحث، حيث يمكن استخدام البيانات لوصف سلوك فرد أو مجموعة، أو يمكن استخدامها لقياس التغيير في السلوك المتوقف على بعض التلاعب البيئي أو العلاج الفردي.

في بعض الأحيان في البحث النفسي تُستخدم مخططات الترميز المعقدة لتصنيف أو وصف السلوكيات التي تمت ملاحظتها، ولكنها عادةً ما تتضمن استخدام طريقة أو أكثر من الطرق الموضحة أعلاه.

كيفية حدوث الملاحظات السلوكية في علم النفس

أ- تسجيل الأحداث أو التردد

يتضمن تسجيل الحدث أو التردد تسجيل عدد المرات التي لوحظ حصول تصرف واحد أثناء فترة المراقبة، حيث يتضمن هذا النوع من التسجيل عدد حالات منفصلة للسلوك، ومنها يسجل المراقب الذي يستخدم تسجيل الحدث الوقت الذي تبدأ فيه الملاحظة، ثم يلاحظ المراقب في كل مرة يبدأ فيها السلوك أو ينتهي، عادةً باستخدام علامات العد على قطعة من الورق في حالة عدم استخدام الكمبيوتر.

في نهاية فترة المراقبة يضيف المراقب عدد علامات العد ويمكن تفسير البيانات على أنها عدد المرات التي حدث فيها السلوك، إذا كانت المقارنات عبر الملاحظات ذات الأطوال المختلفة مطلوبة، فيمكن تسجيل البيانات كمعدل، على سبيل المثال إذا حدثت 10 سلوكيات خلال ملاحظة مدتها 10 دقائق، فسيكون المعدل سلوكًا واحدًا في الدقيقة.

على الرغم من أن تسجيل الأحداث أو التردد يبدو بسيطًا إلا أنه في الواقع أكثر صعوبة من التسجيل بفاصل زمني أو أخذ العينات الزمنية، حيث يحتاج المراقب إلى ملاحظة ما إذا كان السلوك يحدث في وقت الملاحظة فقط، مع تسجيل الحدث يحتاج المراقب إلى معرفة متى يبدأ السلوك أو يتوقف، لذلك من الضروري أن تتم كتابة التعريفات السلوكية بشكل شامل بما يكفي لاتخاذ هذا القرار.

في بعض الأحيان يمكن استخدام تسجيل الأحداث دون الحاجة إلى رؤية مراقب فعليًا للسلوك يحدث، وتنتج العديد من السلوكيات منتجات دائمة يمكن عدها، وتتضمن الأمثلة عدد مشاكل ورقة العمل الرياضية المكتملة وعدد الأيام التي يتأخر فيها الطالب عن المدرسة باستخدام سجلات الحضور، ويُفضل استخدام المنتجات الدائمة على المراقبة الحية نظرًا لكفاءتها وإمكانية التحقق منها، وهذا ينطبق بشكل خاص على السلوكيات التي تحدث بشكل غير متكرر.

يمكن فهم تسجيل الأحداث بسهولة لأولئك غير المدربين على الملاحظة السلوكية؛ لأنه يتضمن عد السلوكيات، بافتراض أن التعريفات السلوكية مكتوبة للتمييز بين حالات السلوك الإنساني، فإن تسجيل الحدث يعد اختيارًا جيدًا لتسجيل تكرار السلوك، وتشمل عيوبها متطلبات تعريفات سلوكية دقيقة للغاية وحقيقة أنها تفتقر إلى منفعة للسلوكيات التي يصعب حسابها مثل عدم الانتباه وكذلك السلوكيات التي تحدث بشكل غير متكرر إذا لم ينتج عن منتجات دائمة من السلوك.

ب- مدة التسجيل

ينتج عن تسجيل المدة تقديرًا لمقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في سلوك معين، هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمت مناقشتها حتى الآن والتي تسمح للشخص بالإدلاء ببيانات تتعلق بنسبة الوقت الذي يقضيه في سلوك ما، ويعد تسجيل المدة طريقة تسجيل صعبة الاستخدام؛ لأن المراقب يحتاج إلى ملاحظة متى يبدأ السلوك وينتهي، على هذا النحو  فإن خصوصية تعريف السلوك أمر حتمي مع هذه الطريقة.

يبدأ تسجيل المدة مع المراقب الذي يراقب سلوك الهدف ليبدأ، ويتم تشغيل ساعة الإيقاف في ذلك الوقت ثم تتوقف عند انتهاء السلوك، ويتم تسجيل الوقت الفاصل وتتم إعادة تعيين ساعة الإيقاف، ويستمر هذا الإجراء لبقية فترة المراقبة، وبعد الملاحظة يتم حساب المقدار الإجمالي للوقت المستخدم في السلوك عن طريق إضافة كل مقدار من الوقت للحالات الفردية للسلوك.

يوفر تسجيل المدة معلومات مفيدة للغاية ولكن من الصعب استخدامها، علاوة على ذلك يوصى به فقط إذا كانت مدة السلوك مصدر قلق، على سبيل المثال السلوك السلبي مثل التدخين أو الضرب ليست قابلة بشكل خاص لتسجيل المدة؛ لأن أكثر ما يثير القلق هو تكرار التدخين أو الضرب وليس مدة استمرارهما، ومع ذلك بالنسبة للسلوكيات مثل نوبات الغضب أو أحلام اليقظة قد يكون الهدف هو تقليل مدتها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف. الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: