أهم المفاهيم التي لها علاقة بالكفاءة المهنية الإنتاجية

اقرأ في هذا المقال


يعتبر مفهوم الكفاءة المهنية الإنتاجية أحد المفاهيم المهنية الحديثة، التي بدأت تظهر نفسها بقوة في أدبيات علوم الإدارة المهنية كمدخل جديد لإعادة الهيكلة والإصلاح الإداري المهني بالررغم من الاختلاف بين  الناس في فهمه، وتحليل أبعاده، باختلاف آرائهم من جهة وبمدى اطلاعهم على خفاياه ودقائقه من جهة أخرى، بحيث تعتبر ظاهرة الكفاءة المهنية الإنتاجية متعددة الجوانب تتحرك خيوطها في مجالات متعددة.

مفهوم الكفاءة المهنية الإنتاجية:

يتم تعريف الكفاءة المهنية الإنتاجية على أنها سلوك الموظف المهني في العمل والمؤسسات المهنية، على الرغم من أصل هذا المفهوم، إلا أنها تعتبر خاصية لا تقتصر على ما نصفه بالمهن والوظائف، وهي على الأغلب وظائف تتطلب الكثير من التعليم ولها أرباح عالية مرتبطة بها، يمكن للعديد من الموظفين المهنيين المميزين إظهار مستوى عالي من هذه السمة، على الرغم من أن العالم المهني يتطلب الحد الأدنى من التدريب المهني، ترتبط الكفاءة المهنية الإنتاجية ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الكفاءة المهنية التقنية، بحيث تكون المؤسسة المهنية فعالة من الناحية الفنية عندما تجمع بين المزيج الأمثل للعمل ورأس المال لإنتاج سلعة مهنية معينة، أي لا يمكن أن تنتج أكثر من سلعة، دون المزيد من المدخلات.

يحدث ناتج الكفاءة المهنية الإنتاجية عندما تصل المؤسسة المهنية في سوق العمل المهني إلى أدنى نقطة في منحنى متوسط ​​التكلفة، مما يعني الاستخدام الفعَّال للموارد النادرة ومستوى مرتفع من الإنتاجية المهنية للعناصر المكونة لها.

هناك نوعان رئيسيان من الكفاءة المهنية بشكل عام وهما: الكفاءة المهنية التخصيصية بحيث تكون معنية بما إذا كانت الموارد تستخدم لإنتاج السلع والخدمات التي يرغب المستهلكون في شرائها، والأخرى الكفاءة المهنية الإنتاجية التي تحدث عندما يتم الإنتاج بأقل تكلفة بحيث تعتبر الكفاءة المهنية الإنتاجية هي الشرط الذي يوجد عندما يستخدم الإنتاج مجموعة المدخلات الأقل تكلفة، على المدى الطويل، وهو الحد الأدنى لمتوسط ​​التكلفة، ويتم الوصول إلى الكفاءة المهنية الإنتاجية عندما يتم الإنتاج في المؤسسة المهنية بأقل تكلفة ممكنة، وهو الوضع الذي يتحقق في ظل المنافسة الكاملة أي في العمل المهني التنافسي بين المؤسسات المهنية المتقاربة في السلع ونوعية المهام المهنية.

أهم المفاهيم التي لها علاقة بالكفاءة المهنية الإنتاجية:

يعتبر كل من مصطلح الفعَّالية المهنية والكفاءة المهنية الإنتاجية مرتبطان بالإدارة المهنية، وكلما زادت الفعَّالية المهنية والكفاءة المهنية الإنتاجية كلما كانت هناك إدارة مهنية ناجحة، فإذا كانت الفعَّالية المهنية ترتبط بالقيادة المهنية، فان الكفاءة المهنية الإنتاجية ترتبط بالإدارة المهنية،لذلك فإنَّ الفعَّالية تتحقق عندما تكون هناك تنبؤات واضحة وأهداف محددة واستراتجيات ومبادئ وقيم مسطرة، في حين يتم تحقيق الكفاءة المهنية الإنتاجية عندما يكون هناك نوع من الخطط المهنية وتنظيم وإدارة للوقت وتقويم ومواكبة، فعندما تكون هناك عمل ولا توجد كفاءة مهنية فإن الرؤى و الأهداف المهنية لا تجد من يحققها بصورة صحيحة، وفي حال عدم وجود فعالية مهنية ووجود كفاءة مهنية فإن المهام المهنية تنجز ولكن بدون وضوح الأهداف المهنية ومن وجهة النظر المنهجية لابد من التمييز بين الكفاءة المهنية والاستعداد المهنية، مفهوم القابلية يشير إلى وجود اختلافات ثابتة بين الموظفين فطرية أكثر مما هي مكتسبة، ومفهوم الأهلية يكون ذو معنى أكبر في حال مناصب العمل المهني المستقرة.

وهناك ترابط وعلاقة بين مفهوم الكفاءة المهنية الإنتاجية بثلاث مفاهيم مهنية أخرى وهي قياس التطوّر والتقدم المهني، وقياس اقتصاد الوسائل، وقياس المردودية المهنية، لنظام إنتاجي مهني أفضل، يتعلق التعريف الأول بدراسات وتفكير اقتصادي كلي مستمد من التطورات الاقتصادية و الاجتماعية العامة والتطوّرات والتغييرات التكنولوجية الخاصة بالعالم المهني التي عرفتها المجتمعات البشرية نتيجة النهضة التقنية التكنولوجية، أما التعريف الثاني فيتعلق باستعمال الموارد على المستويين الجزئي والكلي، وفي هذا المعنى فان الإنتاجية المهنية تمثل عنصر مهم في إعداد واتخاذ القرارات المهنية المتعلقة بالاستثمارات و التكوين المهني والتشغيل والرواتب و الأسعار وغيرها من مجالات الحياة المهنية والاقتصاديـة و الاجتماعية.

أما بالنسبة للتعريف الثالث فيتعلق بتسوية المشاكل المهنية والتكنولوجية على مستوى المؤسسة المهنية مثل ترتيب وتنظيم الإنتاج المهني والمخزونات و تنظيم طرق وأساليب العمل المهني وتطوير أنشطة مختلف المجالات المهنية وتوزيــع العلاوات الجماعية و الفردية والمكافآت المهنية والترقية المهنية، وغيرها بهدف تحقيق الفعَّالية المهنية، وترتبط الكفاءة بمفهوم الخبرة المهنية التي يكتسبها الموظف المهني من خلال البرامج المهنية التدريبية التطويرية.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.


شارك المقالة: