أهم المفاهيم التي يرتكز عليها علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


أهم المفاهيم التي يرتكز عليها علم النفس الاجتماعي:

1- مفهوم إعداد واتخاذ القرار:

يشير إعداد القرار إلى فعل تقييم أي تكوين آراء من عدة بدائل واختيار البديل الأكثر احتمالاً؛ لتحقيق هدف واحد أو أكثر، مثل تحديد الأكل والشراب واختيار الألعاب المحببة، وتتمثل في الاختيار المهني الخاص بالكلية والمهنة التي سيلتحق بها الشخص، ويلعب إعداد القرار دورًا رئيسيًا في العديد من المهن، مثل السياسة العامة والطب والإدارة.

يشير مفهوم الحكم ذي الصلة إلى استخدام المعلومات الموجودة، وغالبًا تكون من أكثر مجموعة متنوعة من المصادر، لتشكيل تقييم أو توقع أو تنبؤ، بحيث قد يتخيل المرء أن حكم الناس يحدد خياراته، على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائمًا.

يقيم معظم باحثي القرار السلوكي من أقسام علم النفس الاجتماعي، بحيث يعكس هذا التحول، جزئيًا من التأثير المتزايد لبحوث القرار في المجالات التطبيقية، مثل التسويق والسلوك التنظيمي والاقتصاد السلوكي، وهناك اعتراف متزايد في مجال الاقتصاد، الذي سيطر على وجهات النظر المبكرة لإعداد القرار، بأن انتهاكات العقلانية غالبًا ما تكون منهجية ويمكن التنبؤ بها ولا يتم تصحيحها من خلال التعلم أو قوى السوق.

2- مفهوم الجماعة:

يعبر مفهوم الجماعة عن جميع الأشخاص الذين يقومون بتكوين فريق يتكون من العديد من الأعضاء؛ وذلك من أجل الوصول للعديد من الطموحات والرغبات المشابهة لبعضها البعض، مما يجعلهم يتفقون على سلوكيات موحدة تسمى بالسلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي، مما يزيد من أهمية الجماعة على التفرد.

3- مفهوم الشخصية:

الشخصية هي الطريقة النموذجية للفرد في الشعور والتفكير والتصرف، وذلك بالنظر إلى أن الشخصية نموذجية، فهي مستقرة إلى حد ما بمرور الوقت، بحيث يشير السلوك الجمعي إلى مشاعر الشخص أو أفكاره أو أفعاله من حيث علاقته بأشخاص آخرين.

يجب أن تسمح معرفة شيء ما عن شخصية الفرد لعلماء النفس بالتنبؤ بسلوكه الاجتماعي، وبالمثل فإن معرفة السلوك الجمعي للشخص يجب أن يعطي أدلة على جوانب شخصيته، بعبارة أخرى، تؤثر شخصية الفرد وسلوكه الاجتماعي على بعضهما البعض، وتسمح معرفة أحدهما باستنتاج معلومات عن الآخر.

اتضح أن العلاقة بين الشخصية والسلوك تشبه إلى حد كبير في قوة العلاقة بين الموقف والسلوك، والعلاقة بين الشخصية والسلوك أو بين الموقف والسلوك تسمح لعلماء النفس والمهتمين مثل المرشد النفسي بالتنبؤ بسلوك الشخص بشكل صحيح في حوالي 70٪ من الوقت لذلك، تعتبر الشخصية والمواقف مهمة للتنبؤ بالسلوك.

من الأنسب استخدام الشخصية للتنبؤ بكيفية تصرف الفرد عادة في معظم المواقف، بدلاً من كيفية تصرف الأفراد في مواقف محددة؛ هذا لأن الموقف نفسه غالبًا ما يختلف وسيؤثر على كيفية تصرف الفرد، ففي بعض الأحيان يمكن التنبؤ بالسلوك في الغالب من الشخصية.

من المرجح أن تؤثر الشخصية على السلوك بشكل أكبر في المواقف التي يظهر فيها الشخص خصائص شخصية مهيمنة، عندما لا يهتم هذا الشخص بمواءمة سلوكه مع المتطلبات الظرفية، أو عندما يكون الموقف ضعيفًا أي لا توجد قواعد اجتماعية محددة، ومن ناحية أخرى، سيلعب الموقف دورًا أكبر في السلوك إذا كان الموقف قويًا من متطلبات اجتماعية واضحة أو إذا كان الشخص يهتم بالحفاظ على سلوكه متسقًا مع متطلبات الموقف.

4- مفهوم التحيز:

يتم تعريف التحيز على أنه موقف تجاه الأشخاص بناءً على عضويتهم في مجموعة ما، والأمر السيء للتحيز هي عدم المرونة في رد الفعل تجاه الشخص المستهدف حيث لا تستند الردود على الهدف إلى سلوكيات أو خصائص الهدف سواء جيدة أو سيئة، ولكن بدلاً من ذلك تستند إلى عضوية الهدف في المجموعة، وغالبًا ما يكون التحيز سلبيًا، على الرغم من أنه من الممكن أيضًا أن يكون متحيزًا بشكل إيجابي.

يتضمن مفهوم التحيز ثلاثة مكونات رئيسية تتمثل في استجابة عاطفية لأعضاء المجموعة، والمعتقدات حول قدرات وسلوكيات وخصائص أعضاء المجموعة، ووالسلوكيات الموجهة لأعضاء المجموعة، على سبيل المثال، عندما يكون شخصًا ما متحيزًا بشكل سلبي ضد أشخاص غيره محددين، قد يشعر هذا الشخص بالغضب أو القلق أو الاشمئزاز عندما يتفاعل معهم وقد يعتقد الشخص أن هؤلاء الأشخاص أغبياء أو كسول أو غير جدير بالثقة.

لا يجوز للشخص المتحيز تجاه مجموعة أن يشارك في جميع أنواع الردود الثلاثة السابقة للتحيز، على سبيل المثال، من الممكن أن يكون لدى الشخص أفكار ومشاعر متحيزة ولكن لا ينخرط أبدًا في سلوك متحيز.

والهدف النهائي لأولئك الذين يدرسون التحيز هو إيجاد طرق لتعزيز الانسجام بين المجموعات وتشجيع الناس على معاملة الآخرين على أساس الخصائص الفردية وليس عضوية المجموعة، بحيث كشف علماء النفس الاجتماعي عن بعض الطرق المحتملة للحد من التحيز مثل أن يرتبط تكوين صداقات مع أشخاص من مجموعة اجتماعية أخرى ارتباطًا وثيقًا بالمواقف الإيجابية تجاه تلك المجموعة، كما أن جعل الناس يعيدون صياغة آرائهم حول نحن وهم إلى نحن يمكن أن يقلل من التحيز.

5- مفهوم الإدراك الاجتماعي:

منذ آلاف السنين كان هناك نقاش فلسفي حول ما يجعل البشر مختلفين عن الأنواع الأخرى من الحيوانات على الأرض، سواء كان المرء يعتقد أن البشر مجرد خطوة أخرى في عملية التطور أو ينحدرون من كائنات فضائية، فلا يمكن إنكار أن البشر يختلفون عن الحيوانات الأخرى.

على الرغم من أن العديد من جوانب علم النفس الاجتماعي، مثل الإدراك والتعلم والذاكرة، ويمكن توسيعها عبر الأشكال والأنماط الاجتماعية، إلا أن مجال الإدراك الاجتماعي يهتم بشكل معين ومحدد مع الأفكار والتصرفات التي يمكن القول أنها بشرية بشكل فريد.

السلوك الإيجابي في علم النفس الاجتماعي:

السلوك الإيجابي في علم النفس الاجتماعي: يعتبر من المفاهيم الرئيسية والمهمة في علم النفس الاجتماعي، وهو سلوك تطوعي يهدف إلى إفادة الآخرين، وبالتالي، فهو يشمل سلوكيات عديدة مثل المساعدة أو المشاركة أو توفير الراحة للآخر، أو التفاعل، ويتجلى السلوك الاجتماعي الإيجابي عند الأطفال الصغار ولكنه يتغير في وتيرته وفي تعبيره مع تقدم العمر.

الفروق الفردية في السلوك الاجتماعي الإيجابي ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والتنشئة الاجتماعية والعوامل الظرفية، بحيث يمكن تشكيل السلوكيات الاجتماعية لأسباب متنوعة، تتراوح من الأسباب الأنانية والتلاعب على سبيل المثال، المساعدة في الحصول على شيء في المقابل، إلى الأسباب الأخلاقية والأسباب الأخرى على سبيل المثال، المساعدة بسبب المبادئ الأخلاقية أو التعاطف مع محنة الآخرين.

السلوك الاجتماعي الذي لا يتم إجراؤه مقابل مكافآت مادية أو اجتماعية على سبيل المثال، المكافآت أو الموافقة، ولكنه قائم على الاهتمام بقيم أخرى أو أخلاقية، يُسمى عادةً الإيثار.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: