أهم مبادئ القيادة الناجحة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر السلوك القيادي من أفضل السلوكيات الإنسانية التي يهتم بها علم النفس السلوكي، بحيث يعتبر الفرد الذي يكون لديه القدرة والحنكة في القيادة والتعامل مع العديد من الأفراد وأن يكون مسؤول عنهم أيضاً هو فرد ناجح وأكبر ثقة بنفسه من غيره.

مبادئ القيادة الناجحة في علم النفس

يولد بعض الناس قادة بمعنى أنهم يعرفون غريزيًا كيفية حشد الآخرين إلى جانبهم، ويولد آخرين في مناصب قيادية ويفشلون فشلاً ذريعاً؛ لأنهم لا يسترشدون بالمبادئ التي تجعلهم فعالين، مما يتعين على بقيتنا الاعتماد على مزيج من الفن والعلوم عندما يتعلق الأمر بكسب مكانتنا كقادة وتطوير مهاراتنا القيادية، لحسن الحظ هناك قدر كبير من العمل في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع يمكن أن يساعدنا في تعويض أي غرائز تفتقر إليها.

أهم مبادئ القيادة الناجحة في علم النفس

تتمثل أهم مبادئ القيادة الناجحة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- السماح والغفران

يعتبر الغفران هو سمة الأقوياء الناجحين، حيث يشتهر العديد من الأفراد ذوي السلوك القيادي في علم النفس باستخدامهم أهم الدوافع الجوهرية لتحفيز وتشجيع التغيير، والجانب الرئيسي لهذا التكتيك هو التسامح والغفران، هذا ما يمكنهم من الاستمرار في المضي قدمًا بعد كل عمل، وعدم اللجوء أبدًا إلى القوة الجسدية ضد غيرهم وبدلاً من ذلك إحضار كل موقف أو فرد مسيء لهم ومن ثم التسامح معهم.

في مبدأ التسامح والغفران لا يكون الفرد مضطرًا إلى إبعاد الصراع من ذاكرته، ولكن إذا تمكن من القيام بالعمل الصعب للغاية المتمثل في تركه، فسيكون أفضل حالًا، بدون عبء هذه المشاعر المجهدة من المحتمل أن  يشعر الفرد بقلق أقل واحترام أكبر لذاته، ووفقًا للباحثين في علم النفس السلوكي، يمكن أن يجعل التسامح والغفران ذلك  أكثر إقناعًا، وذلك بفضل ظاهرة نفسية تُعرف باسم استكشافية الثقة، وهو اختصار عقلي تم  التحقق من صحته من خلال  البحث النفسي، والذي يدفعنا في اتجاه الأشخاص الواثقين من أنفسهم من اكتساب الاحترام.

2- الشمولية في وجهات النظر المختلفة

يتمثل مبدأ الشمولية في وجهات النظر المتباينة والمختلفة في تقبل الفرد لنظرة غيره بالمشاركة مع وجهة نظره هو، أي تقبل الرأي من غيره مهما يكون مختلف معه ومع قيمه ومعتقداته، فكل شخص له الزوايا والاتجاهات التي ينظر منها إلى الصورة الأكبر لأي موضوع أو موقف حاصل، فعلى الفرد أن يقوم بإعادة الهيكلة الكبرى وعمليات الاستحواذ وتصفية الاستثمارات المتنوعة في العديد من المجالات والظروف.

بالنظر إلى الموقف برمته تساعد الفرد الشمولية في وجهات النظر على  تجنب التحيز المعرفي المعروف باسم تجنب الخسارة، حيث أشارت الأبحاث النفسية إلى أن الخسارة أقوى مرتين من منظور نفسي مثل المكسب، لذلك يمكن للفرد الوقوع في فخ رفض فكرة واعدة لمجرد أنها قد تنطوي على فقدان شيء يقدره من خلال الاعتراف بالمجموعة الكاملة من المفاضلات فالفرد يجهز نفسه لاتخاذ قرارات أفضل.

يتطلب السلوك القيادي التغيير حتى على نطاق صغير تفكيرًا شاملاً ونزيهًا، ففي كل مرة التي قد يواجه فيها الفرد قرارًا صعبًا أو شديد التأثير، عليه بجمع المعلومات والتوصيات من مجموعة متنوعة من المصادر، مع طلب البيانات من كل من المؤيدين والمنتقدين من خلال تقديم حججهم، وتحديد موعدًا نهائيًا لاتخاذ القرار حتى لا يقع في فخ الشلل التحليلي.

3- احتضان المعارضة المحترمة

على الفرد الذي يطمح للسلوك القيادي أن يكون ذو قدرة على التنويع بالأفكار والخبرات وذلك يقع تحت سقف مبدأ احتضان المعارضة المحترمة من مبادئ القيادة في علم النفس، وذلك من خلال التواجد مع مجموعة كبيرة ذات أفكار متنوعة مع اختلاف في وجهات نظرهم عن آرائه هو مع العلم أنه إذا كان بإمكان الشخص البدء من مكان الاختلاف وما زال قادرًا على تطوير حل، فسيكون هذا الحل أقوى، من خلال العمل معًا كفريق قيادي، ومناقشة أسئلة مثل صياغة وتوقيت الهدف المشترك.

سواء كانت تسمى احتكاكًا إبداعيًا أو نقدًا بناء أو أي شيء آخر، يمكن للمعارضة أن تبطئ مؤسسة الفرد ولكن يتوجب عليه الصبر الكبير، فجنبًا إلى جنب مع عدد أقل من المهام المكررة، فإن إفساح المجال للخلاف المحترم يبني الولاء والمشاركة بين الأفراد، حيث تظهر الأبحاث أن الناس سيكونون أكثر ميلًا لقبولها على أنها صحيحة والالتزام بالقرارات التي لا يتفقون معها إذا كانت لديهم فرصة لعرض قضيتهم قبل اتخاذها.

مما يتوجب على الفرن بأن لا يسمح فقط للأشخاص بالتعبير عن آراء مخالفة بشكل سلبي بل دعمهم بنشاط، والتواصل مع الأشخاص الذين لم يتفق معهم في الماضي والطلب منهم ملاحظاتهم حول فكرة جديدة، وعندما يصل رأي مخالف دون دعوة عليه شكر ذلك الشخص علنًا على تخصيص الوقت الكافي لعرض وجهة نظره.

4- عدم التوقف أبدًا عن الاستماع والتعلم

من أجل أن يصبح الفرد قائدًا أكثر فاعلية عليه أن يثق ويستمع بشكل فعال إلى فريقه مع الاستمرار بالتعلم واكتساب كل ما هو مهم وكل ما هو جديد، حيث أنه إذا كان الفرد يتميز بالاستماع من خلال البقاء فضوليًا والاستماع إلى أعضاء فريقه، فإنه تقاطع التحيز التأكيدي، مع الميل إلى رؤية معلومات جديدة بطريقة تؤكد ما يؤمن به بالفعل، وتكمن مشكلة تحيز التأكيد في أنه يمنع الفرد من الحصول على معلومات قيمة مما يعيق قدرته على اتخاذ قرارات سليمة، وهذا بدوره يجعل قيادته أقل فعالية.

كما هو الحال مع مبدأ تبني المعارضة المحترمة فإن دعوة مجموعة متنوعة من الآراء تعتبر هي بداية جيدة، يمكن للفرد أيضًا تفويض القرارات إلى أدنى مستوى ممكن  ومنح أعضاء فريقه في المجموعة مهام ممتدة من شأنها أن تتحد بهم، وكلا العملين يظهران الثقة في فريقه.

5- رفض التفكير الصفري

يتمثل مبدأ رفض التفكير الصفري في رفض الخسارة من أول الطريق، والتطرق للتفكير الذي يدور حول النجاح والربح، حيث أن التقصير في التفكير الصفري ليس مجرد مغالطة منطقية ولكنه ينتقص من قوة الفرد كقائد، حيث يُنظر بشكل متزايد إلى القادة الذين يتسمون بالمنافسة المفرطة على أنهم سيئين، يجعلون من حولهم يشعرون بالقلق وعدم الكفاية، ليست بالضبط وصفة لإخراج الأفضل في الناس وتطوير مهاراتهم، على العكس من ذلك فإن البحث النفسي عن حلول تفيد الجميع يكسب الفرد الاحترام ويحفز فريقه من خلال منحهم إحساسًا بالهدف.

بالتالي على الفرد تذكر من هو في الواقع في منافسة مع غيره من القادة، ومن ليس منهم أيضاً، وعدم الانخراط في سياسات لا شأن له بها عندما يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق هذه المهمة المثيرة، مع تقديم الحجج التي تلقي الضوء عليه بشكل جيد، مع التوقف عن التقليل من شأن الآخرين.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: