إدمان الأطفال على التكنولوجيا

اقرأ في هذا المقال


أصبحت الأجهزة الذكية في متناول الجميع وأصبح تعلُّق الأطفال بها أمراً ملاحظاً، وهذا الموضوع بات يُقلق الكثير من الآباء والأمهات، خوفاً على أطفالهم من أي ضرر قد يصيبهم من استخدام التكنولوجيا نظراً إلى أنّ استخدامها قد يسبب الإدمان، سواء من ألعاب الفيديو، أو بتصفُّح المواقع الإلكترونية، وفيما يلي نتعرَّف على الإدمان وأسبابه، أخطاره وعلاجه.

مفهوم الإدمان التكنولوجي للطفل

هو الاستخدام المفرط للأجهزة الذكيَّة سواء الهاتف أو اللاب توب أو التابليت وعدم ترك الجهاز من يده أثناء تناول الطعام، أو في الجلسات العائلية، وقد يغضب إذا أراد أحد والديه أن يأخذ منه الجهاز، وعدم قدرته على التحكم بنفسه.

أسباب الإدمان التكنولوجي عند الطفل

1- عدم وجود الوعي الكافي عند الوالدين بخطورة الأجهزة الذكيَّة والسماح للأطفال باستخدامها، ولكن لا نقول للوالدين أن يمنعوا أطفالهم من استخدامها منعاً باتّاً، بل التقليل من الاستخدام الزائد لها.

2- أحياناً قد يلجأ الأطفال لاستخدام التكنولوجيا حتى يبتعدوا عن الواقع الحقيقي ويذهبوا إلى العالم الافتراضي ليُكوّن إنجازات وعلاقات لم يستطيع تكوينها في الحياة الواقعية.

3- قد يلجأ الأهالي بإعطاء أطفالهم الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة بسبب انشغالهم الزائد سواء بالعمل أو مع أشخاص آخرين، أو حتى يتخلصوا من إزعاج أطفالهم.

4- الوالدين قدوة أبنائهم بالدرجة الأولى وإذا كان الأهل يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بشكل مفرط، بالتالي سوف يُقلّد الطفل والديه.

5- الخلافات الزوجية المستمرة بين الوالدين تُجبر الطفل على الهروب وإيجاد الحلول لينسى الواقع الذي يعيشه مع والديه.

أخطار الإدمان التكنولوجي على صحة الأطفال

  • تتلخص الأخطار الجسدية بإصابة الطفل بتشنجات في عضلات العنق وألم في الظّهر بسبب الإنحناء وآلام في عضلات الجسم بشكل عام، بسبب الجلوس غير الصحيح لفترات طويلة، وقد يؤدي الاستخدام المفرط إلى السُّمنة عند بعض الأطفال للاستمرار في الجلوس، وقلة الحركة والنشاط، وتناول الأكل أثناء اللعب.
  • قد يؤدي إدمان الأطفال على استعمال الأجهزة الذكية إلى انطوائهم وعدم التواصل مع الناس والأصدقاء، وزيادة احتمال إصابتهم بالكآبة وهذا الأمر قد يُسبب الانعزالية والخجل المُفرط مما يؤدي إلى مرض التوحد.
  • من المحتمل أن تسبب الأجهزة الذكية خطراً على الأعضاء الجسدية، مثل المخ والكلى والأعضاء التناسلية والخطر الأكبر على العين جرّاء تأثرها من الضوء الخارج من الأجهزة الإلكترونية، إذ أظهرت دراسات سابقة أنَّ الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة حاسوب يُعانون من مشاكل في العينين، وأوضح باحثون في طبِّ العيون أنَّ الأطفال الذين يتصفحون الإنترنت عبر الهواتف النقالة يميلون إلى تقريب الجهاز من أعينهم وهذا يجعل التأثير مضاعفاً.
  • الألعاب الإلكترونية قد تكون أكثر خطراً على الأطفال من مشاهدة البرامج التلفزيونية لما فيها من أساليب التسلية والاستمتاع في قتل الآخرين وتدميرهم وبذلك يتولَّد عند الطفل ميول إلى العنف، وقد يُمارس هذا العنف ضد إخوانه أو زملائه في المدرسة.
  • وممكن أن يُسبب الإدمان التكنولوجي اضطرابات في النوم وأحلام مزعجة، والفشل على صعيد الحياة الخاصة وحياة المدرسة لأنّه قد يفقد الرغبة بالدراسة.

علاج الإدمان التكنولوجي عند الطفل

أولاً: يجب تعليم الأطفال منذ الصغر قيمة الوقت وأنّ الوقت مقياس الحياة، وتعويدهم بشكل تدريجي على تقسيم يومهم حيث من الممكن أن أتعاون مع طفلي وأعمل برنامجاً يومياً لتقسيم النشاطات والأعمال والواجبات المدرسية ووضع في البرنامج وقت قصير للكمبيوتر وألعاب الفيديو.

ثانياً: عدم طرح الخلافات الزوجية أمام الأطفال لأنّها تسبب مشكلة نفسية للطفل وقد يلجأ إلى جهازه الإلكتروني للهروب من سماع مشاحنات الأهل أمامه.

ثالثاً: الجلوس والحوار والنقاش مع الأطفال ومشاركتهم نشاطاتهم وعدم إهمال الطفل باستمرار واللعب معه وشرح أخطار التكنولوجيا له.

رابعاً: مساعدة الأطفال على الاستفادة من أوقات فراغهم قدر الاستطاعة، لتجنب جلوسهم المستمر على الأجهزة الإلكترونية من خلال تسجيلهم في أنشطة رياضية وترفيهية وأن تكون مفيدة لهم ومناسبة لأعمارهم.

خامساً: اقترح للطفل أفكاراً يستفسد منها في أوقات فراغه في المنزل مثل قراءة قصة، الرسم على الورق، اللعب مع إخوانه أو شراء لعبة حركية له، دراجة مثلاً أو ألعاب التركيب وغيرها.

سادساً: عدم الصراخ على الطفل أو ضربه أو تعنيفه بشكل مستمر حتى يترك الألعاب الإلكترونية بل الحوار معه بشكل لطيف وتوضيح منافع ومضار التكنولوجيا.

سابعاً: الاستمتاع بجو أُسري لطيف دافئ بعيداً عن المشاكل يملأه الحب والحنان، والحوارات الهادفة التي تدعم القدرات العقلية والفكرية والنفسية للطفل.

ثامناً: التحلِّي بالصبر في حلِّ المشكلة وعدم اليأس، وضرورة أن يعرف الأهل أن لكل مرحلة من مراحل الطفل طريقة لحل مشكلة الإدمان فالطفل الذي في عمر السنتين التعامل معه أسهل من الطفل في عمر عشر سنوات مثلاً.

قد يلجأ الأهل إلى الطبيب النفسي في حالة عدم استجابة الطفل في التخلِّي عن الجلوس الطويل على الأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو، لتحديد طرق العلاج التي تتناسب مع طبيعة الطفل وعمره.


شارك المقالة: