انحراف الآباء وآثاره على الأطفال في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


كثرت في المجتمع العديد من مظاهر انحراف الآباء وأثر ذلك على الأبناء، ودخول الكثير من الأبناء لعالم الإدمان والسرقة والتدخين والشذوذ الأخلاقي والعقوق للوالدين وممارسة الرذيلة وغيرها، والسؤال هنا من هو المسؤول عن التأثيرات والتغيرات غير الصحيحة هذه؟

انحراف الآباء وآثاره على الأبناء في الإسلام

هناك بعض العلماء يرون أن الأهل هم المسؤولون عن هذه التصرفات غير الأخلاقية للأبناء؛ لأن الآباء غير ملتزمين أخلاقيًا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وأنهم منشغلين عن التربية الصحيحة والسليمة لأطفالهم، واكتفى الآباء فقط بتوفير الحياة المادية للأبناء؛ لظنهم أن الحياة المادية هي التي تحقق السعادة والراحة والتربية السليمة، فكل فرد في الأسرة انشغل بهمومه الخاصة به ومشكلاته، واختفت القدوة السليمة والحسنة للأبناء.

وإن هذه النتيجة طبيعية ومتوقعة؛ لعدم توفر النموذج السليم والصحيح في التربية للأبناء من قبل الأهل، وغياب منهج الله تعالى في التربية والعلاقات الأسرية السليمة، فهناك العديد من الأهل لا يكترثون بأبنائهم وسلوكياتهم والتزامهم لتعاليم الإسلام وآدابه في التربية الصحيحة.

واجب الآباء تجاه الأبناء

هناك العديد من التصرفات من قبل الآباء التي تجعل الأبناء مستهترين متغيبين عن قواعد التربية الإسلامية للطفل المسلم، فيعطي الآباء للأبناء الحرية في الدخول والخروج من البيت والسهر لساعات طويلة من غير رقيب ولا حسيب، فيتعود الأطفال إلى عدم الاستئذان بحجة أنهم أصبحوا كبارًا.

ويجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، بالاقتداء بنبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال، فلقد طبق النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذه التعاليم الإسلامية تطبيقاً واقعيًا حتى يقتدي به جميع المسلمون في كافة الأعمار، فيجد الآباء أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يداعب الحسن والحسين أبناء ابنته فاطمة ويقبلهما ويحن عليهما وفي الوقت نفسه كان يعلمهما ويُعدل سلوكهما حتى يكونان مسؤولين في المجتمع.

وحينما يتساءل أحد الصحابة من حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتقبيله لهما كان يعلمهم أن الجفاء والقسوة والغِلظة مع الأبناء خطأ كبير، لذلك فمن حق الأبناء على آبائهم أن يداعبوهم ويلعبون معهم سبعا ثم يؤدبوهم ويهذبونهم سبعا، ثم يرافقونهم سبعا وأثناء هذه الفترة يكون قد تربى الطفل وتم تهذيبه وتأهيله ضد أي نوع من الانحراف، ويستطيع التغلب على التحديات والمواجهات التي يمر بها.

المصدر: تربية الطفل في الإسلام، سيما راتب عدنان، 1997الطفل في الشريعة الاسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، 1997تربية الاولاد في الاسلام، عبدالله ناصح علوان، 1981 مشاكل الطفل، محمد ايوب الشحيمي، 1994


شارك المقالة: