إيجابيات وسلبيات التعليم المتمحور حول المعلم والطالب في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


التعليم في التدريس التربوي:

ينبغي على المعلم التربوي أنّ يفكر في الطريقة التي تريد بها التعامل مع وسائل التدريس الخاصة به، فهو بالطبع يريد أن يلجأ الى استخدام طريقة مفيدة لجميع الطلاب في الفصل الدراسي، ويريدهم أن يستمتعوا بعملية التعلم وأن يكون الفصل الدراسي الخاص بالمعلم التربوي منظمًا ومسيطرًا عليه.

ومن المحتمل أنّ المعلم التربوي صادف نقاشًا كان في طليعة أذهان المعلمين عندما يفكرون في التعليمات، ما هو التعليم الأفضل، الذي يركز على المعلم أو الذي يركز على الطالب؟

لتبسيط النهجين ومساعدته على تحديد الأفضل بالنسبة له، ينبغي معرفة تعريف كل من التعليم المتمحور حول المعلم والتعليم المتمحور حول الطالب وما يتعرض له من إيجابيات وسلبيات لكل منهما.

التعليم المتمحور حول المعلم في التدريس التربوي:

في التعليم الذي يركز على المعلم، يضع الطلاب كل تركيزهم على المعلم، وهو يتحدث ويستمع الشخص المتعلم حصريًا، وأثناء الأنشطة يعمل الطلاب بمفردهم ولا يشجع التعاون.

ما هي إيجابيات التعليم المتمحور حول المعلم في التدريس التربوي؟

هناك مجموعة من الإيجابيات التي تتجلى في التعلم المتمحور حول المعلم، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، وتتمثل هذه الإيجابيات من خلال ما يلي:

عندما يكون التعليم متمحورًا حول المعلم يظل الفصل الدراسي منظمًا، والطلاب هادئون، وتحتفظ بالسيطرة الكاملة على حجرة الدراسة وأنشطتها.

ونظرًا لأنّ الطلاب يتعلمون بمفردهم، فإنهم يتعلمون الاستقلال ويتخذون قراراتهم بأنفسهم، ونظرًا لأنّ المعلم التربوي يدير جميع أنشطة الفصل الدراسي، فلا داعي للقلق من أن يفوت الطلاب موضوعًا مهمًا.

ما هي سلبيات التعليم المتمحور حول المعلم في التدريس التربوي:

على الرغم من الإيجابيات التي تتصف بها هذا النوع من التعلم، إلّا أنّ هناك مجموعة من السلبيات التي وقف حاجز أمام تطوره أو اللجوء إلى استخدامه، وتتمثل هذه السلبيات من خلال ما يلي:

  • عندما يعمل الطلاب بمفردهم لا يتعلمون التعاون مع الطلاب الآخرين.
  • يمكن أن يكون التدريس المتمحور حول المعلم مملاً للطلاب.
  • قد تتشتت عقولهم وقد يفوتهم حقائق مهمة.
  • لا يسمح التعليم المتمحور حول المعلم للأشخاص المتعلمون بالتعبير عن ما في داخلهم وطرح الأسئلة وتوجيه التعلم الخاص بهم.

ما هو الفصل الدراسي الذي يركز على الطالب في التدريس التربوي؟

باختصار الفصل الدراسي المتمحور حول الطالب أو بيئة التعلم المتمحورة حول الطالب، هو المكان الذي يتم فيه تحويل تركيز التدريس من المعلم إلى الطالب، بهدف نهائي يتمثل في تطوير الطلاب المستقلين، من خلال وضع مسؤولية التعلم بين أيدي الطلاب.

قد يجادل العديد من مؤيدي التعلم المتمحور حول الطالب بأنّها أحد أكثر الأساليب فعالية لمساعدة الشخص المتعلم على تطوير المهارات المطلوبة لحل المشكلات بشكل مستقل والتعلم مدى الحياة.

في بيئة التعلم المتمحورة حول المعلم الأكثر تقليدية، يكون المعلم هو مركز تجربة التعلم ويأخذ دور التدريس النشط، بينما يفترض الطلاب دورًا سلبيًا أو أكثر تقبلاً، في المقابل في بيئة التعلم المتمحورة حول الطالب، تحتل اهتمامات الطلاب مركز الصدارة ويعطي المعلم للطلاب الاختيار والصوت، وإيجاد طرق لتقديم خبرات تعليمية تركز على ما يقدره الطلاب، وفي الفصل الدراسي المتمحور حول الطالب يقوم الطلاب بدور أكثر نشاطًا في تجربة التعليم.

لا يهم إذا كنت مدرسًا لرياض الأطفال أو مدرسًا في المدرسة الثانوية أو أستاذًا جامعيًا، فإنّ تطوير بيئة تعليمية تتمحور حول الطالب سيساعد الطلاب على أن يصبحوا متعلمين مستقلين سيتولون في النهاية مسؤولية تعليمهم، الطلاب الذين لديهم فضول وشغف للتعلم، وعلى استعداد لفعل كل ما يلزم لتحقيق النجاح.

لسوء الحظ، ليس من السهل دائمًا تطوير بيئة تعليمية تتمحور حول الطالب خاصة إذا كانت تجربة المعلم تؤطر التعلم بطريقة أكثر تقليدية، وبالنسبة للكثيرين يبدو تنفيذ بيئة تعليمية تتمحور حول الطالب أمرًا رائعًا من الناحية النظرية، ولكن وضعها موضع التنفيذ قصة مختلفة.

ما هي إيجابيات التعليم المتمحور حول الطالب في التدريس التربوي؟

  • عندما يعمل الفصل الدراسي باستخدام إرشادات تتمحور حول الطالب، يتشارك الطلاب والمعلمون التركيز بدلاً من الاستماع إلى المعلم حصريًا، ويتفاعل الطلاب والمعلمون بشكل متساوٍ.
  • يتم تشجيع العمل الجماعي ويتعلم الطلاب التعاون والتواصل مع بعضهم البعض.
  • يتعلم الطلاب توجيه تعلمهم وطرح الأسئلة وإكمال المهام بشكل مستقل.

ما هي سلبيات التعليم المتمحور حول الطالب في التدريس التربوي؟

  • نظرًا لأنّ الطلاب يتحدثون فغالبًا ما تكون الفصول الدراسية صاخبة أو فوضوية.
  • قد يضطر المعلمون إلى محاولة إدارة جميع أنشطة الطلاب في وقت واحد، الأمر الذي قد يكون صعبًا عندما يعمل الطلاب في مراحل مختلفة من نفس المشروع.
  • نظرًا لأنّ المعلم لا يقدم دائمًا التعليمات لجميع الطلاب في وقت واحد، فقد يفقد بعض الطلاب حقائق مهمة.
  • يفضل بعض الطلاب العمل بمفردهم لذلك يمكن أن يصبح العمل الجماعي مشكلة.

علم أصول التدريس المتمحور حول الطالب في التدريس التربوي:

تلجأ بيئات التعلم التي تتمحور حول الطالب إلى استخدام علم أصول التدريس من أجل امتلاك القدرة على تسهيل التعلم المدعوم من الطلاب، حيث يقوم على توجيه المعلمون الطلاب نحو التفاعل الهادف مع المواد الدراسية التي يختارها أعضاء الفصل الدراسي من خلال:

  • تقديم العون والمساعدة للطلاب من أجل القدرة على التكيف مع بيئة تعليمية جديدة ومتنوعة.
  • تقديم العون والمساعدة للطلاب من أجل القدرة على  تصور شكل التعلم الناجح.
  • إعطاء الطلاب الفرصة من أجل التعبير عن أفكارهم بمصطلحاتهم وأفكارهم الخاصة.
  • تقديم العون والمساعدة في تحديد أهداف الفصول الدراسية التي تتمحور حول الطالب.
  • تقديم العون والمساعدة للطلاب على تعلم كيفية العمل على تحديد وتحقيق أهدافهم التعليمية والشخصية.
  • إعطاء الطلاب مساحة كافية من أجل التعلم من الفشل ومن أخطائهم.
  • تقديم العون والمساعدة للشخص المتعلم على تطوير مجموعة من المهارات مثل: التفكير النقدي والتفكير الذاتي.
  • عرض تقنيات محددة للطلاب من أجل الوصول إلى المعلومات والمعارف التي يهتمون بها.

اتخاذ قرار بخصوص التعليم في التدريس التربوي:

في السنوات الأخيرة  انتقل المزيد من المدرسين نحو نهج يركز على الشخص المتعلم، ومع ذلك يؤكد بعض التلاميذ أنّ التعليم المتمحور حول المعلم هو الاستراتيجية الأكثر فعالية في معظم الحالات، من الأفضل للمدرسين استخدام مجموعة من الأساليب لضمان تلبية جميع احتياجات الطلاب، فالمعلم يعرف فصله الدراسي أكثر من أي شخص آخر، لذلك ينبغي أن يحدد ما هو الأفضل له وللطلاب.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: