اختبارات الوظائف الذهنية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


اختبارات الوظائف الذهنية في علم النفس:

اختبارات الوظائف الذهنية في علم النفس: هي تقديرات للمهارات المعرفية للأشخاص والكائنات الحية الأخرى، بحيث تشمل الاختبارات التي تسير على الشخص أنواع متنوعة من اختبارات الذكاء، وتلك التي تعطى للحيوانات تشمل اختبار المرآة أي اختبار البصرية الوعي الذاتي، واختبار المتاهة والذي يشتمل على اختبارات التعلم والقدرات.

تعتبر هذه الاختبارات مهمة لجميع الأبحاث الخاصة بفلسفة العقل وعلم النفس، وكذلك تحديد البشرية والمخابرات والحيوان، نشأت هذه الاختبارات الحديثة من خلال عمل جيمس ماكين كاتيل الذي صاغ مصطلح الاختبارات العقلية، بحيث اتبعوا تطوير فرانسيس جالتون للاختبارات الجسدية والفسيولوجية.

قام غالتون بقياس قوة القبضة والطول والوزن، وأسس معمل قياس الأنثروبومترية في ثمانينيات القرن التاسع عشر، حيث دفع العملاء مقابل قياس الصفات الفيزيائية والفسيولوجية، وكان لقياسات جالتون تأثير هائل على علم النفس، وواصل كاتيل أسلوب القياس بقياسات بسيطة للإدراك والوظائف الذهنية.

تُجرى اختبارات الحالة العقلية والوظائف الذهنية لاختبار الوظيفة الإدراكية للفرد، ويمكن إجراء الاختبارات من قبل عدد من مقدمي الرعاية الصحية المختلفين، بما في ذلك الأطباء والممرضات الممارسين ومساعدي الأطباء والممرضات، ومطلوب وجود طبيب نفسي لإجراء اختبارات أكثر تعقيدًا عندما تكون هناك أسئلة حول اضطرابات معرفية عصبية معينة.

تقوم اختبارات الحالة العقلية والوظائف الذهنية في فحص مظهر الشخص، وتوجهاته، ومدى الانتباه لديه، والذاكرة الخاصة به، والمهارات اللغوية، ومهارات الحكم على الأشياء من حوله، ويمكن أيضًا الإشارة إلى اختبار الحالة العقلية والوظائف الذهنية بفحص الحالة العقلية أو اختبار الإدراك العصبي.

يتحقق اختبار الوظائف الذهنية من مشاكل الإدراك، بحيث يعبر الإدراك عن مجموعة من العمليات في دماغ الشخص وتشارك في كل جانب من جوانب حياته تقريبًا، ويتضمن التفكير والذاكرة واللغة والحكم والقدرة على تعلم أشياء جديدة، وتسمى مشكلة الإدراك بالضعف الإدراكي، وتتراوح الحالة في هذه الاختبار من خفيفة إلى شديدة.

أسباب اختبارات الوظائف الذهنية:

يمكن إجراء اختبار الوظائف الذهنية للمساعدة في تشخيص الأمراض العقلية أو الحالات التي تؤثر على الدماغ، بحيث يمكن أن يساعد اختبار الوظائف الذهنية في تشخيص مرض الزهايمر، واضطراب نقص الانتباه، واضطراب ذو اتجاهين، ومرض عقلي، وصدمة الرأس، وتقلبات الشخصية، والإعاقة الذهنية، وضعف الإدراك العصبي، وانفصام فى الشخصية، والسكتة الدماغية.

ماذا يقيس اختبار الوظائف الذهنية؟

النوع الرئيسي من اختبار الوظائف الذهنية المستخدم هو فحص الوظائف الذهنية المصغرة، والمعروف أيضًا باسم اختبار فولشتاين الصغير للوظائف الذهنية، بحيث يكون في هذا الاختبار ملاحظة الممتحن لمظهر الشخص، توجهاته، مدى انتباهه، ذاكرته، مهاراته اللغوية ومهارات الحكم، ويمكن توضيح قياسات اختبار الوظائف الذهنية من خلال ما يلي:

1- قياس المظهر:

سوف ينظر الممتحن الخاص بهذه الاختبارات ليرى أي سمات جسدية مرتبطة بحالات معينة للشخص، مثل العيون اللوزية المرتبطة بمتلازمة داون، وسوف يبحث الممتحن الخاص لمعرفة ما إذا كان الشخص جيدًا، وسوف ينظرون لمعرفة ما إذا كان يرتدي ملابس مناسبة للموقف والطقس.

يبحث الممتحن الخاص باختبار الوظائف الذهنية عن إشارات ليرى مدى راحة الشخص في المواقف الاجتماعية، أي ملاحظة لغة الجسد، والبحث عن الحركات التي تميز بعض الحالات، مثل الحركة المفرطة أو تقلصات العضلات، وملاحظة كيفية قيام الشخص بالاتصال بالعين، على سبيل المثال يلاحظون ما إذا كان يحدق بشدة أو يتجنب الاتصال بالعين تمامًا.

2- قياس التوجهات:

يتم في اختبار الوظائف الذهنية معرفة توجهات الشخص إلى الزمان والمكان والأشخاص الآخرين، وقد يشير الاتجاه غير الطبيعي إلى استخدام بعض الأدوية، أو صدمة الرأس، أو نقص التغذية، أو ضعف الإدراك العصبي، ولقياس التوجهات سيطرح الممتحن أسئلة على الشخص وقد يطلبون منه الأسم والعمر والوظيفة والمكان الذي يعيش به.

3- قياس مدى الاهتمام:

سيتم اختبار مدى انتباه الشخص حتى يتمكن الممتحن الخاص به، من تحديد ما إذا كان قادرًا على إنهاء أفكاره، وما إذا كان الشخص قادرًا على حل المشكلات، وإذا كان مشتتًا بسهولة، ويمكن أن يشير مدى الانتباه غير الطبيعي إلى اضطراب نقص الانتباه، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الصعوبات الأخرى.

4- قياس الذاكرة:

يتم في اختبار الوظائف الذهنية قياس كل من ذاكرة الشخص الحديثة وطويلة المدى، بحيث عادة ما يشير فقدان الذاكرة الحديثة إلى وجود مشكلة طبية، في حين أن فقدان الذاكرة طويلة المدى يمكن أن يشير إلى مشاكل أخرى، يقوم الفاحص بالسؤال عن الأحداث الجارية مثل من هو الرئيس، وقد يسأل أيضًا عن الأحداث الأخيرة في حياة الشخص مثل الرحلة الأخيرة.

لاختبار الذاكرة، يتم طرح مجموعة من الكلمات والطلب من الشخص تكرار هذه الكلمات بعد بضع دقائق، مع القيام باختبار الذاكرة طويلة المدى من خلال طرح أسئلة على الشخص حول طفولته وتعليمه المدرسي وغيرها.

5- قياس اللغة:

سيختبر الفاحص الخاص باختبارات الوظيفة الذهنية معرفة الشخص لكيفية استخدامه للغة، على سبيل المثال، هل يستخدم الشخص الكلمات بشكل مناسب، أو يسمي الأشياء بشكل صحيح، أو يواجه صعوبات في البحث عن الكلمات المناسبة أو صعوبات أخرى في الاستخدام الشائع للغة.

قد تشير النتائج اللغوية غير الطبيعية إلى مجموعة واسعة من مشكلات الصحة العقلية، ولاختبار اللغة، قد يُطلب من الشخص كتابة جملة كاملة أو اتباع توجيه مكتوب، وتسمية بعض العناصر الشائعة في الغرفة، مثل قلم أو طاولة، وقد يطلب من الشخص أيضًا تسمية أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف معين أو تناسب فئة معينة، مثل أنواع الطعام أو أنواع الحيوانات.

6- قياس الأحكام:

يقيم اختبار الأحكام في اختبارات الوظائف الذهنية قدرة الشخص على حل المشكلات، وقدرته على اتخاذ قرارات مقبولة وصحيحة، وقد تشير نتائج الحكم غير الطبيعية إلى انفصام الشخصية أو الإعاقة الذهنية أو ضعف الإدراك العصبي، وقد يُطلب من الشخص رسم ساعة تشير إلى وقت معين.

وقد يُسأل الشخص أيضًا عما سيفعله في العديد من المواقف المختلفة التي قد تواجهه في الحياة اليومية، على سبيل المثال، قد يُسأل عما سيفعله إذا كنت في متجريرفي الحصول على شيء ما محدد، أو ماذا سيفعل إذا وجد محفظة شخص ما على الأرض.

كيفية الاستعداد لاختبار الوظائف الذهنية:

يمكن أن يؤثر المستوى التعليمي والطلاقة في اللغة الحالية على درجات الشخص في اختبارات الوظائف الذهنية، ومن المهم أن يدع الشخص المجال أمام الممتحن بأن يعرف ما إذا كانت اللغة الحالية ليست لغة الشخص الأساسية، ويتوجب تقديم أيضًا للممتحن الخاص به وصفًا لتاريخه التعليمي، على سبيل المثال ما إذا كان قد تخرج من الكلية أو إذا كنت خريج مدرسة ثانوية فقط.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: