استخدامات الاختبار النفسي العصبي

اقرأ في هذا المقال


تقيّم الاختبارات النفسية مجموعة من القدرات والسمات العقلية، يستخدم الاختبار النفسي بما في ذلك التقييم النفسي العصبي، مجموعة من الاختبارات المعيارية التي تم إثبات صدقها وموثوقيتها تجريبياً، إنّها تسمح بتقييم الأداء الإدراكي والسلوكي للمريض وتحليل التغيرات المتعلقة بالأمراض العقلية أو الجسدية، أظهرت الأبحاث أنّ النتائج من هذه الاختبارات قابلة للتكرار ويمكن مقارنتها بأشخاص عاديين من نفس العمر والجنس للحصول على استنتاجات صحيحة.

الاختبار النفسي العصبي:

توفر الاختبارات النفسية والعصبية النفسية وسيلة معيارية لأخذ العينات، كذلك طريقة موضوعية لتقييم الاستجابات وأداة لمقارنة أداء الفرد مع أقرانه، يتم إجراء الاختبارات المعيارية في ظل ظروف موحدة ويتم تسجيلها بشكل موضوعي، كما يتم تحديد إجراءات تسجيل الاختبار بالتفصيل، هي مصممة لقياس الأداء النسبي، عادة ما يتم تفسير نتائج الاختبار بالرجوع إلى مجموعة مماثلة من الأشخاص أو التوحيد القياسي أو العينة المعيارية.

يتطلب الاختبار النفسي فاحص مدرب إكلينيكياً، يجب إجراء جميع الاختبارات النفسية وتصحيحها وتفسيرها من قبل متخصص مؤهل، مثل طبيب نفسي مرخص وذو خبرة، الاختبارات النفسية عنصر من عناصر التقييم النفسي، يُطلب فيه مقابلة سريرية مفصلة بما في ذلك التاريخ الكامل لموضوع الاختبار ومراجعة السجلات النفسية والطبية والتعليمية وغيرها من السجلات ذات الصلة لإرساء الأساس لتفسير نتائج أي قياس نفسي.

الاختبار العصبي النفسي هو تصنيف فرعي للاختبار النفسي وطريقة راسخة لتقييم المرضى الذين يظهرون تشوهات معرفية أو سلوكية، يستخدم الاختبار العصبي النفسي عند الحاجة إلى التفريق بين الاضطرابات العضوية مقابل الاضطرابات الوظيفية لتوجيه العلاج المناسب، كذلك بهدف التنبؤ بالتعافي النفسي العصبي أو مراقبة التقدم.

تشمل الاختبارات العصبية النفسية مجموعة هالستيد-ريتان العصبية النفسية ومكوناتها ومقياس ذكاء الكبار ((Wechsler (WAIS)، كذلك مقاييس ذكاء (Wechsler) للأطفال ومقياس ذاكرة (Wechsler)، أيضاً اختبار (Reitan-Indiana) العصبي النفسي، قد يكون الاختبار العصبي النفسي ضروري للأشخاص الذين يعانون من مرض أو إصابة عصبية موثقة، على سبيل المثال إصابات الدماغ الرضحية والسكتة الدماغية، كذلك عندما يكون هناك عدم يقين بشأن درجة الضعف أو وجود عجز عضوي.

يُعرَّف العجز العضوي على أنّه مظهر من مظاهر أعراض أمراض المخ أو الجهازية الطبية الهيكلية، بدلاً من اعتباره نفسية أو عاطفية بطبيعتها، يمكن أيضاً استخدام هذا الاختبار لتتبع التقدم في إعادة التأهيل بشكل منهجي بعد إصابة الدماغ أو أمراض عصبية أخرى، يوثق التقييم التسلسلي في الحالات غير التقدمية، مثل إصابة الرأس ومعدل تعافي المريض وإمكانية عودته إلى العمل.

استخدامات الاختبار النفسي العصبي:

يستخدم الاختبار العصبي النفسي عند الأشخاص الذين لديهم تغييرات موثقة في الوظيفة الإدراكية للتمييز بين الأمراض العصبية، أو الإصابات مثل إصابات الدماغ الرضحية والسكتة الدماغية، كذلك الاضطرابات الاكتئابية أو غيرها من الحالات النفسية مثل الذهان والفصام، عندما يكون التشخيص غير مؤكد بعد الفحص العصبي الكامل وفحص الحالة العقلية ودراسات التشخيص العصبي الأخرى.

قد يكون الطبيب الذي قدم شكاوى من ضعف الذاكرة أو البطء في التفكير لدى مريض مصاب بالاكتئاب أو بجنون العظمة غير متأكد من المساهمة المحتملة للتغيرات العصبية في الصورة السريرية، قد يكون الاختبار العصبي النفسي مفيد بشكل خاص عندما تكون نتائج الفحص العصبي والإجراءات الإضافية سلبية أو ملتبسة، يمكن الإشارة إلى الاختبارات العصبية النفسية عند الأشخاص المصابين بالصرع أو استسقاء الرأس.

يستخدم الاختبار العصبي النفسي في هؤلاء المرضى لمراقبة الفعالية والآثار الجانبية المعرفية المحتملة للعلاج الدوائي، من خلال مقارنة أداء خط الأساس بأداء الاختبار اللاحق، يستخدم الاختبار العصبي النفسي أيضاً لتقييم التغييرات بعد الجراحة في الأداء الإدراكي لتوجيه المزيد من خدمات العلاج، على نحو مفضل يجب أن يتم إجراء هذه الاختبارات من قبل طبيب نفسي معتمد مدرب على تصور الآثار التشريحية العصبية والتأثيرات السلوكية العصبية للكيانات التشخيصية قيد الدراسة.

يستخدم الاختبار العصبي النفسي للتقييم الأولي للتدهور المعرفي المرتبط بمتلازمة نقص المناعة المكتسب، كذلك لإعادة تقييم الأشخاص المصابين بالإيدز الذين يظهرون مزيد من التدهور، للتمييز بين التدهور العضوي الأساسي والتدهور الناتج عن اكتئاب الأمراض المزمنة لتوجيه العلاج المناسب، تُستخدم الاختبارات العصبية النفسية أيضاً في التقييم الأولي للتدهور المعرفي المرتبط بمرض الزهايمر.

كما أنّه يستخدم للأشخاص الذين تمّ تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر الذين يتلقون أدوية للخرف، لتقييم التدهور في الأداء الإدراكي للتمييز بين تضاؤل ​​تأثير الدواء والتدهور العضوي للمرض، تمّ استخدام الإدارة التسلسلية لأشكال متوازية من اختبارات الذاكرة للتحقيق في تأثيرات العوامل الكولينية والأدوية الأخرى على الخرف من نوع الزهايمر، توفر الأدوية المتاحة لمرض الزهايمر وقفاً مؤقتاً فقط للتدهور العضوي المرتبط بمرض الزهايمر.

تم استخدام الاختبارات النفسية والعصبية النفسية في السياق التعليمي للأطفال الذين يشتبه في إصابتهم باضطراب في التعلم يؤدي إلى تغييرات في الأداء المدرسي؛ ذلك للتمييز بين الاضطرابات العقلية والاضطرابات العاطفية وصعوبات التعلم المحددة في الكلام والقراءة، تُستخدم الاختبارات النفسية والعصبية النفسية أيضاً لتطوير خطة علاج متخصصة لمساعدة الطفل على تحسين أداء هذه الوظائف المعرفية مما يؤدي إلى أداء أفضل في المدرسة والعمل والعلاقات الشخصية.

الاختبار النفسي العصبي لتقييم الصداع النصفي:

لاحظ عالم النفس جوفيا وزملاؤه أنّ الأدلة على الخلل الوظيفي الإدراكي المرتبط بالهجوم في الصداع النصفي آخذ في الازدياد، يوجد جدل حول ما إذا كان الخلل المعرفي بشكل أساسي تنفيذي ويستمر بين الهجمات، يكتسب اختبار تأثير الوظيفة المعرفية أهمية في الإعدادات السريرية والبحثية في الصداع النصفي.

قارن هؤلاء الباحثون أداء مرضى الصداع النصفي المتداخل مع الضوابط في مجموعة مقاييس عصبية نفسية تركز على الوظائف التنفيذية، كما درسوا تأثير الممارسة لتطبيقاتها المتكررة على مرضى الصداع النصفي مع الضوابط الصحية المتطابقة.

أظهرت دراسة سابقة أنّ المصابين بالصداع النصفي، يميلون إلى إظهار انخفاض أقل بمرور الوقت بشكل عام، لم يجد هؤلاء الباحثون فروق في متوسط ​​الدرجات المعرفية بين مرضى الصداع النصفي المصحوب بأورة أو بدونها، مع ذلك كان هذا على الأرجح بسبب أحجام العينة وما ينتج عنه من قوة إحصائية منخفضة، وجد (de Tommaso) أنّ التغيرات في استجابة الدماغ كانت مرتبطة بمراحل مختلفة من دورة الصداع النصفي

حيث يبدو أنّ مرضى الصداع النصفي لديهم زيادة في الاستجابة وضعف التعود الذي يعود إلى طبيعته قبل وأثناء النوبات، في هذه الدراسة لوحظ المرضى خارج نوبات الصداع النصفي لكن يمكن أن يكونوا في نقاط مختلفة من دورة الصداع النصفي، لم يسجل هؤلاء المحققون آخر مرّة تعرضوا فيها لنوبة الصداع النصفي، أيضاً لم يلاحظ هؤلاء الباحثون إدراك مرضى الصداع النصفي في نقاط زمنية متعددة، ممّا منعهم من فحص التغيير في الوظيفة الإدراكية بمرور الوقت.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: