استراتيجيات التدريس الفعال للطلاب في المرحلة الابتدائية

اقرأ في هذا المقال


التعليم الابتدائي:

يوفر التعليم الابتدائي أنشطة تعليمية وتعلمية مصممة عادةً لتزويد الطلاب بالمهارات الرئيسية في القراءة والكتابة والرياضيات، وإنشاء أساس سليم للتعلم والفهم القوي للمجالات الرئيسية للمعرفة والتنمية الشخصية، والاستعداد لجميع مراحل عملية التعليم الأخرى، ويهدف إلى التعلم بمستوى أساسي من التعقيد والتخصيص.

إن البداية من المدرسة هي بداية لمغامرة جديدة للطلاب، إن المدرسة الابتدائية هي المزود للمغامرة والأصدقاء المستقبليين وتجارب الحياة للطلاب، وعلى ذلك من المهم اختيار أفضل المدارس الابتدائية من أجل بناء المستقبل الأفضل للطلاب.

يقصد بالمدرسة الابتدائية: بأنّها مؤسسة يتلقى فيها طلاب المرحلة الأولى من التعلم الأكاديمي المعروفة باسم التعليم الابتدائي، وتعد بمثابة نقطة البداية التي يتعلم بها اساسيات أساليب القراءة والكتابة، المراحل التعليمية القادمة في حياة الطلاب.

استراتيجيات التدريس الفعال للطلاب في المرحلة الابتدائية:

بغض النظر عن مدة خدمة المعلم التربوي فسواء كان مبتدىء أو معلم ذو خبرة في مجال التدريس، فإنهم يبحثون دائمًا عن طرق جديدة من أجل القيام على تحسين تجربة التعلم للطلاب، ومن التعامل مع قضايا السلوك إلى تحسين خطط الدروس الحالية، حيث أن هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الاستراتيجيات الفعالة لتدريس طلاب المدارس الابتدائية، والتي يجب العمل على اتباعها والتقيد بها، وتتمثل هذه الاستراتيجيات من خلال ما يلي:

1- قيام المعلم التربوي على اتخاذ مجموعة من الخطوات الصغيرة وطرح الأسئلة: يتطلب الأمر أكثر من مجرد حب التعلم والتعليم للطلاب، ومن اجل أن يكونوا معلمين فعالين جنبًا إلى جنب مع الشغف والتفاني، فهناك حاجة أيضًا إلى مهارات محددة ومعرفة بممارسات الفصول الدراسية المثبتة لتحفيز الطلاب وزيادة إمكاناتهم التعليمية، ومن خلال تعلم استراتيجيات وأساليب تدريس جديدة، يمكن للمعلمين تعزيز التعلم وتحفيز تعطش الطلاب الطبيعي للمعرفة.

يمكن أن يظل تأثير معلم المدرسة الابتدائية الفعال مع الطلاب لبقية حياتهم، وفي غالبية الأحيان ما يضع معلمو الصفوف ذوي الجودة العالية التوقعات الخاصة بنظرة طلابهم إلى نظام التعليم ككل، وهذا ما يجعل استراتيجيات التدريس الفعالة مهمة جدًا في هذه السن المبكرة، وإن إثارة اهتمام الطالب في سن مبكرة هو جزء مهم للغاية من تطوير التعلم، حيث أن ذلك سوف يساعد المعلم الذي يمكنه جعل التعلم ليس فقط ممتعًا، ولكن أيضًا جذابًا ولا يُنسى، في تحديد قيمة التعليم في ذهن الطالب.

ويمكن للمعلمين الرائعين المساعدة في جعل المادة أكثر قابلية للتذكر من خلال اتخاذ خطوات صغيرة، ومن المعروف أن المكان في أدمغة الطلاب والذي يتم فيه القيام على معالجة معظم المعلومات صغير جدًا، وعندما يُطلب منا تعلم الكثير في وقت واحد، يمكن أن نشعر بالارتباك، وبالنسبة لذاكرة الطالب النامية، حيث أثبتت استراتيجية تعليمية تسمى “chunking” أنها أكثر فعالية، ويشير التقسيم إلى التدريس بخطوات صغيرة أثناء التحقق من الفهم على طول الطريق، وتأكد من طرح العديد من الأسئلة والتحدث عن الإجابات مع الطلاب.

لكي تكون طريقة التقسيم فعالة، يحتاج المعلمون إلى طرح الكثير من الأسئلة، ويجب أن يطلبوا من طلابهم شرح كيفية حصولهم على إجاباتهم لتعزيز حل المشكلات الصوتية، وإن مطالبة الطالب بالتفكير بصوت عالٍ أثناء حل المشكلة يساعد المعلم على تحديد المجالات الرئيسية التي يحتاج فيها الطالب إلى مزيد من المساعدة.

2- قيام المعلم التربوي على إدارة مخطط الجلوس بعناية داخل البيئة الصفية: إن العلاقات الاجتماعية للطلاب مهمة للغاية في جميع أنحاء المدرسة الابتدائية، في هذه المرحلة العمرية يكون الطلاب أكثر ميلًا لبناء صداقات وتعلم كيفية العمل في مجموعات، وفي كثير من الأحيان سوف يختار المعلمون مجموعات بناءً على الاهتمامات والقدرات المشتركة، ولكن من المهم للطلاب أن يطوروا فهمهم لأنفسهم كمتعلمين وأن يكونوا قادرين على زيادة وعيهم بتفكيرهم، وهي  عملية يطلق عليها علماء النفس ما وراء المعرفة، وهذا يجعل مخطط جلوس البيئة الصفية جزءًا حيويًا من لغز التعلم.

يجب على المعلمين استخدام مجموعة متنوعة من العوامل للتخطيط بعناية لمخططات المقاعد عند التفكير في الطلاب، لا سيما أولئك الذين يعانون من مشاكل سلوكية، فإن اختيار الجيران الذين سيكونون قدوة إيجابية هو غالبًا أفضل استراتيجية.

يرغب الطلاب في الاندماج في الصف وليسوا متأكدين دائمًا من أفضل طريقة للاندماج في البيئة الصفية ويمكن أن يساعد جلوسهم بالقرب من الطلاب الذين يقومون بنمذجة الإجراءات المناسبة على فهم المهام البسيطة مثل تدوين الملاحظات، أو التواجد في الصفحة الصحيحة أثناء المتابعة في كتاب، أو حتى رفع أيديهم وانتظار استدعائهم، والقيام على تبديل مخطط الجلوس بشكل متكرر لتعريض الطلاب لأنماط تعلم مختلفة ملاحظة الطريقة الأفضل لكل طالب.

3- قيام المعلم التربوي على وضع توقعات حول السلوك في وقت مبكر من العام الدراسي: سوف يكون لكل معلم طالب واحد على الأقل يمثل تحديًا على مدار العام، وبالنسبة لبعض المعلمين التربويين، يمكن أن يكون تعليم مثل هذا الطالب صراعًا يوميًا، ومن المهم العمل مع كل طالب ووضع خطة للسلوك المقبول في البيئة الصفية، ويمكن أن تشمل بعض الأفكار:

  • استخدام نجمة ورقية أو عملة معدنية لإسقاطها على مكتب الطالب عندما يعملون بشكل منتج، والتي يمكن استبدالها بجائزة رائعة أو مكافأة في وقت لاحق.
  • القيام على إنشاء تصريح أو بطاقة خاصة لتسليمها للطالب عند الحاجة إلى مهلة فورية للتهدئة.
  • تحديد عنصرًا مختلفًا لوضعه على مكتب الطالب عندما لا يعمل بشكل مناسب، كتذكير خاص دقيق لن يجذب المزيد من الانتباه إليه، وتعتبر الشريحة الحمراء للإشارة إلى “قف” مثالاً رائعًا.

ومن خلال تحديد الإشارات السلوكية في وقت مبكر من العام الدراسي، يمكن للمدرسين القدرة على إدارة الطلاب غير المتحمسين أو الذين يصرفون انتباه الآخرين عن التعلم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة بشكل أفضل، والتأكد من العمل مع هؤلاء الطلاب واستخدام استراتيجيات مختلفة للحفاظ على السيطرة وعرض فوائد التعليم لتوجيه الطلاب نحو تغيير إيجابي.

4- يجب أن يكون المعلم التربوي رائدًا في مجال التعليم: ينبغي على المعلم التربوي الإلمام بجميع قواعد وأسس ومعايير العملية التعليمية وادراكها، والعمل على اتباعها والتقيد بها، ومن ثم العمل على ممارستها داخل البيئة الصفية، من أجل القيام على تحقيق الأهداف المقصودة والتي يود العمل على تنفيذها، بطريقة تتلائم مع طلاب هذه المرحلة، حيث أن ذلك لا يقتصر فقط على العملية التعليمية بل يتعدى ذلك إلى خصائص وسمات طلاب هذه المرحلة، من أجل التعرف على الطريقة التي تتلاءم معهم.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: