الآثار المترتبة على مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي:

يشير مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي إلى مجموعة متنوعة من الظواهر، بما في ذلك اليقظة والحذر والوعي والإدراك، حيث أنه بشكل عام يتم تعريف مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي على أنه عملية تركيز، مثل محاولة التذكر أو الفهم أو البحث عن المعلومات المهمة، وهي عبارة عن مورد عقلي له قدرة محدودة، حيث أنه من المفاهيم التي تعتبر ذات جانب انتقائي؛ لأنه ينطوي على التركيز على حافز معين لاستبعاد الآخرين.

محور مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي:

قد يكون تركيز ومحور مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي على حافز خارجي على سبيل المثال، هاتف أو شخص آخر أو حركة مرور في الطريق أو حدث عقلي داخلي، على سبيل المثال تفكير الشخص في يومه أو محاولة تذكر اسم أو حدث سابق، حيث أن المنبهات التي تبرز أي التي تكون أكثر بروزًا، تميل إلى جذب انتباه الشخص.

يعتمد بروز الحافز على السياق الاجتماعي الأكبر، حيث أن المحفزات غير العادية، على سبيل المثال امرأة في مجموعة من الرجال، أو ذات أهمية شخصية على سبيل المثال، سماع الشخص اسمه، أو التي تهيمن على الصورة، على سبيل المثال الوقوف أمام النفس أو المجال السمعي على سبيل المثال، سماع صوت مرتفع بشكل عام يكون أكثر بروزًا.

عمليات مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي:

تختلف عمليات مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي في الدرجة التي يتم التحكم بها أو تلقائية، حيث يمكننا توضيح عمليات مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- عمليات مفهوم الانتباه التلقائية:

تميل عمليات مفهوم الانتباه الداخلي، وهي العمليات التي تتضمن الحصول على المعلومات من البيئة إلى أنظمتنا المعرفية، إلى أن تكون انعكاسية وسريعة وتلقائية، وتشمل هذه العمليات اليقظة والإثارة، والاستجابة الموجهة، وتسليط الضوء على الانتباه.

اليقظة والإثارة هما أهم العمليات في مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي، حيث أنها تنطوي على اليقظة والقدرة على الاستجابة للمعلومات، والاستجابة الموجهة هي الانعكاس الانعكاسي لرأس الشخص وعينيه تجاه منبه غير متوقع في المحيط الخاص به، ويتضمن تركيز الأضواء تحويل انتباهه عقليًا بدلاً من تحريك رأسه وعينيه أي الميل جسديًا، في محاولة للتركيز على المنبهات.

تحدث عمليات الانتباه التلقائي بسرعة أكبر وبجهد أقل، حيث إنها غالبًا ما تكون غير مقصودة وتتطلب القليل من الموارد المعرفية، على سبيل المثال بعد تعلم قيادة السيارة، فإن الشخص يقوم بالعديد من الإجراءات اللازمة للقيادة دون أن يكون واعيًا بكل منها، وقد يحدث نوع مشابه من الانتباه التلقائي عندما يواجه المرء عضوًا من مجموعة معروفة ويبدو أن الصورة النمطية للمجموعة تتبادر إلى الذهن تلقائيًا، وبعبارة أخرى تتبادر الصورة النمطية إلى الذهن بسرعة وبدون قصد وبدون جهد.

2- عمليات مفهوم الانتباه المتحكم بها:

يتضمن مفهوم الانتباه الخاضع للسيطرة جهودًا طوعية مدروسة للتفكير وأداء المهام، حيث أنه أثناء عمليات الانتباه الخاضع للرقابة، نحن ندرك بوعي جهودنا للاهتمام بمحفزات معينة، وبالتالي فإن عمليات الانتباه المتحكم فيه تكون أبطأ من عمليات الانتباه التلقائي، على سبيل المثال عندما نتعلم قيادة السيارة، يجب أن ننتبه جيدًا لكل خطوة من خطوات عملية القيادة.

تستهلك عمليات الانتباه الخاضعة للرقابة الموارد العقلية، وبالتالي من الصعب الانخراط في العديد من العمليات الخاضعة للرقابة في نفس الوقت، على سبيل المثال التحدث عبر الهاتف أثناء تعلم قيادة السيارة.

عادة ما تختلف الأحكام والسلوكيات الاجتماعية في الدرجة التي تنطوي على الانتباه المتحكم فيه أو التلقائي، على سبيل المثال قد يبدو أن الصورة النمطية للمجموعة تتبادر إلى الذهن تلقائيًا عندما يصادف المرء عضوًا في المجموعة، ومع ذلك، لا تظهر الصور النمطية على الذهن إلا عندما يكون لدى المرء ما يكفي من الموارد العقلية للاهتمام بها وقد يؤدي استحضار الصورة النمطية للمجموعة إلى توجيه مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي بطريقة مدروسة ومسيطر عليها إلى معلومات أخرى حول مدى ملاءمة الصورة النمطية.

أسباب مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي:

مع قدر كبير من الممارسة، قد تصبح العديد من العمليات العقلية مباشرة، على سبيل المثال تتطلب عملية الكتابة وركوب الدراجة وقيادة السيارة وتحديد معنى الكلمات الانتباه في البداية، ومع ذلك قد يؤدي التعرض المتكرر أو الممارسة إلى تقليل مقدار مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي اللازم لأداء هذه المهام والوظائف المتنوعة، وفي النهاية قد تصبح المهام التي تمارس بشكل كبير تلقائيًا، أي أنه يمكن إجراؤها بقليل من الوعي الإدراكي وبموارد معرفية قليلة أو معدومة.

تبدو القدرة على التفكير والقيام بالأشياء بشكل وأساليب مياشرة أمرًا مرغوبًا به للغاية؛ وذلك من أجل أنه يتم استخدام موارد معرفية أقل، وبالتالي يمكن للناس الانتباه بشكل أكبر إلى المحفزات الأخرى الموجودة في المحيط الخاص، ومع ذلك يمكن أن تكون الأساليب المباشرة في بعض الأحيان مشكلة.

يصعب تجاهل العمليات والأساليب المباشرة وبالتالي قد يكون من الصعب تغيير العمليات العقلية أو الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها، على سبيل المثال قد يحدث التحيز بشكل مباشر نسبيًا؛ وذلك لأن الناس قد وصلوا إلى ربط الخصائص السلبية بمجموعة خاصة أو معينة نتيجة أخرى غير مرغوب فيها للأساليب المباشرة وهي أن الافتقار إلى المعالجة الواعية قد يؤدي إلى أخطاء، على سبيل المثال قد يمر الأشخاص بحركات قيادة السيارة دون الالتفات الكامل ومنها لا يلاحظون الضوء الأحمر.

الآثار المترتبة على مفهوم الانتباه في الإدراك الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي:

يمكن للباحثين والمهتمين في علم النفس الاجتماعي وعمليات الإدراك وعمليات الانتباه تحديد إلى أي مدى تكون عمليات الحكم الاجتماعي، مثل القوالب النمطية، والأساليب المباشرة أو مسيطر عليها من خلال فحص ما إذا كانت العملية معطلة نتيجة لزيادة الطلب على مفهوم الانتباه.

قد يُطلب من المشاركين في البحث النفسي أداء مهمة حكم اجتماعي تحت عبء معرفي مرتفع، على سبيل المثال أثناء محاولة وضع سلسلة طويلة من الأرقام في الاعتبار، ومنها إذا تعطلت عملية الحكم يكون إصدار الحكم أكثر صعوبة وعند زيادة الطلبات المعرفية، عندئذ تعتبر العملية خاضعة للرقابة.

إذا لم تتعطل عملية الحكم الاجتماعي، حتى عندما تكون الطلبات المعرفية الأخرى عالية، فإن العملية تعتبر مباشرة ذات أساليب موجهة، على سبيل المثال من غير المرجح أن تتبادر الصور النمطية إلى الذهن عندما تكون الطلبات المعرفية عالية ومرتفعة، مما يشير إلى أن الصور النمطية لا تتبادر إلى الذهن بطريقة تلقائية تمامًا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: