الإرشاد النفسي باستخدام القصص والأمثلة

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم الإرشاد النفسي باستخدام الأمثلة والقصص؟

في كلّ يوم يتعرض المرشد النفسي للعديد من الحالات الإرشادية التي تتنوّع بسبب الظروف البيئية والمعيشية والنفسية والثقافية، وفي كلّ حالة يقابلها المرشد يجد أنّ هناك أمر يختلف عن الحالة الأخرى، ولكن في مرحلة المرشد الخبير الماهر الذي اكتسب العديد من الخبرات عبر مرور السنين، يصبح من الطبيعي أن يمتلك ذلك المرشد الخبرة والقدرة على قراءة الكثير من المعطيات التي تعمل على حلّ المشكلات الإرشادية بصور أبسط، ولعلّ أبرز هذه الأساليب طرح الأمثلة.

كيف يقوم المرشد باستغلال الأمثلة والقصص من خلال خبرته في العمل الإرشادي؟

المرشد الخبير قادر على إقناع المسترشد بالعملية الإرشادية من خلال استخدام الأمثلة الإيجابية التي تدعم فكرة خضوع المسترشد للعملية الإرشادية، بحيث يقوم بعرض قصص لأشخاص قاموا باللجوء إلى العملية الإرشادية وأصبحوا خاضعين لها من أجل معالجة إحدى مشاكلهم النفسية العالقة التي كانت تؤثر على جميع جوانب حياتهم، ومدى الفائدة التي حصلوا عليها في هذا الجانب.

كما ويستعرض المرشد الجيّد قصصاً وأخبار لأشخاص كانوا يشكّكون في العملية الإرشادية ويرون بأنها لا تخدم مشكلاتهم النفسية، وجرّاء ذلك قادهم عنادهم هذا إلى الوقوع في مشاكل إرشادية أكبر وأكثر تأثير من المشكلة السابقة، وبالتالي حاجتهم إلى العلاج النفسي والخضوع إلى الطب النفسي، وربّما تطوّر حالتهم إلى أكثر من ذلك، ومن خلال استعراض المرشد للجانب القصصي المقنع دون ذكر أسماء مسترشدين يقوم باستقطابهم وإقناعهم بأنّ العملية الإرشادية هي الحل الأمثل لما يعانون منه.

لا يكترث المسترشد كثيراً بالأرقام والإحصائيات التي لا تخدم العملية الإرشادية، ولكنهم في كثير من الأحيان يرون أنّ الأمثلة والقصص أسلوب جيّد لإقناعهم بالعملية الإرشادية وأنّ الإرشاد النفسي هو وسيلة فاعلة لإيجاد الكثير من الحلول التي تخدم المشكلات التي يعاني منها البعض، وفي بعض الأحيان يطلب المسترشد ذكر بعض الأمثلة التي تشير إلى نجاهم في العملية الإرشادية، وذكر بعض الخطط الاستراتيجية في التعامل مع المشكلات المماثلة، ولعلّ أسلوب الأمثلة والقصص من أنجح الأساليب الإرشادية التي تمنح المسترشد الثقة والموافقة على الخضوع لهذه العملية بصورة واضحة تتوافق مع طبيعة تفكيرهم.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: