الإرشاد النفسي خلال الأسابيع الأربعة الأولى

اقرأ في هذا المقال


إنّ الإرشاد النفسي علم قائم على المعلومات التي يعمل المرشد النفسي على استنتاجها وتحليلها وتقييمها واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها، لضمان أفضل أسلوب إرشادي يتناسب وطبيعة المسترشد وحجم المشكلة النفسية التي يعاني منها، وتعدّ العملية الإرشادية من العمليات التي تحتاج إلى الوقت الطويل والصبر والألفة والثقة بين كلا طرفي العملية الإرشادية، ولا يمكن للمسترشد أن يكون مراوغاً أو كاذباً أو غامضاً طوال فترة العملية الإرشادية وإلا فلن تكون النتائج مرضية، فما هي مضامين الأسابيع الإرشادية الأربعة الأولى؟

ما أبرز مضامين الأسابيع الإرشادية الأربعة الأولى في العملية الإرشادية

1. الأسبوع الإرشادي الأول

يعتبر الأسبوع الإرشادي الأول هو الأسبوع الأكثر أهمية في سير العملية الإرشادية نحو الحلول الصحيحة، حيث يقتصر الأسبوع الإرشادي الأول على عملية بناء الثقة ما بين المرشد والمسترشد ومحاولة جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول شخصية المسترشد وطبيعة عمله ومكان سكنه، وطريقة تواصله مع الآخرين، والثقافة التي يملكها ومستواه العقلي ومدى تقبلّه للآخرين، وتعتبر المرحلة المتعلقة بالأسبوع الإرشادي الأول مرحلة تمنح المرشد خلالها بناء الثقة والقدرة على كسب المسترشد، ويقوم بأخذ فكرة مبدئية عن طبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها، وهل يمكن حلّها من خلال العملية الإرشادية.

2. الأسبوع الإرشادي الثاني

خلال الأسبوع الإرشادي الثاني وبعد أن يتأكد المرشد من أن المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد هي من اختصاص الإرشاد النفسي، يقوم بعدها بعرض التعليمات الخاصة بالعملية الإرشادية وما هو مطلوب أن يقوم به المرشد، وبعد ذلك يقوم المرشد باستعراض الخطة التي ينوي تنفيذها لعلاج المشكلة الإرشادية بصورة توافقية، ويبدأ بتنفيذ الخطة بصورة مباشرة من خلال البدء بجمع المعلومات.

3. الأسبوع الإرشادي الثالث

خلال الأسبوع الإرشادي الثالث يقوم المسترشد بالحديث عن المشكلة الإرشادية التي يعاني منها بصورة أكبر، ويقوم بعرض كافة المعلومات المتعلقة بها بشكل واضح، وخلال هذه المرحلة الإرشادية يقوم المرشد النفسي باستخدام أسلوب الاختبار ونماذج الأسئلة المباشرة وغير المباشرة، وذلك لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول شخصية المسترشد ومعرفة مدى الغموض الذي في شخصيته، ويبدأ المرشد النفسي بتحديد معالم المشكلة الإرشادية بصورة أكثر وضوح.

4. الأسبوع الإرشادي الرابع

خلال الأسبوع الإرشادي الرابع يحاول المرشد النفسي أن يجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي حصل عليها خلال الأسابيع الإرشادية الثلاثة الأولى، ويقوم بتحليل هذه المعلومات بصورة أكثر عمقاً ويبدأ باستخدام بعض الأساليب الإرشادية العلاجية التي من شأنها المساعدة على تخفيض حدّة التوتر في شخصية المسترشد، وخلال الأسبوع الإرشادي الرابع تبدأ شخصية المسترشد بالوضوح أكثر ويدرك أن المشكلة النفسية التي يعاني منها تتعلّق في أمر ما دون غيره، ويبدأ في اكتساب بعض المهارات المقصودة خلال هذه المرحلة.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: