الإرشاد النفسي من خلال الإرشاد الفردي

اقرأ في هذا المقال


الإرشاد النفسي من خلال الإرشاد الفردي:

لكلّ علم من العلوم طريقة ومنهاج في العمل، حيث تتنوّع الأساليب التي يتّبعها العاملون في مجال الإرشاد النفسي عندما يقومون بتقديم خدماتهم الإرشادية والنفسية، حسب الطريقة التي يقوم المرشد باتخاذها وحسب طبيعة المسترشد وشكل المشكلة بالأساس، وما مقدار الإمكانيات المادية المتوفرة للبرامج الإرشادية، إضافةً إلى العمل النظري الذي يقوم المرشد على اعتماده في تقديم خدماته، فما هي أهم طرق الإرشاد النفسي؟

ما هو أسلوب الإرشاد الفردي؟

هو خلاصة العملية الإرشادية، وهو من أهم المسؤوليات في برامج الإرشاد، ويعتبر مركز القوّة للأنشطة الأخرى في كلّ عملية إرشاد، والإرشاد الفردي هو توضيح العملية الإرشادية للمسترشد بصفة فردية لكل واحد منهم، وتستند محتوياته أساساً على العلاقة الإرشادية بين طرفي العملية الإرشادية، بمعنى أنّها العلاقة التي يتمّ تخطيطها بين الطرفين والتي يتم من خلالها ضمن أطر الحقيقة، وفي ضوء الأعراض المحدودة في حدود الشخصيات وطرق النمو.

أبرز وظائف الإرشاد الفردي:

1- تبادل المعلومات فيما بين طرفي العملية الإرشادية لمعرفة المشكلة والوقوف عليها.

2- تعزيز الإيجابية والقبول لدى طرفي العملية الإرشادية وخاصة المسترشد.

3- القدرة على تفسير المشكلات بصورة واضحة وشفافة.

4- وضع العديد من الخطط الفاعلة ووضع خطط بديلة في حال التعرض للعقبات.

إنّ هذا الأسلوب من عملية الإرشاد النفسي يتمّ استخدامه مع الحالات التي يظهر عليها الطابع الشخصي، والحالات التي لا يصعب التعامل معها بإيجابية عن طريق الإرشاد من النوع الآخر، كما في الحالات ذات الطبيعة الخاصة في مفاهيم الذات الخاص، وفي حالات الانحرافات والميول الجنسية، ويتمّ خلال هذا النوع من الإرشاد تطبيق كافة إجراءات ومناهج العملية الإرشادية، والتي لا بدّ وأن يدركها الشخص الذي تقع عليه العملية الإرشادية ابتداءً من المقابلة الأولى وحتى نهاية عملية الإرشاد.

إجراءات الإرشاد الفردي:

استعداد المرشد:

إن نجاح عملية الإرشاد تعتمد على قدرة المرشد في إعداد نفسه بصورة جيّدة من حيث المعلومات والقدرة على ترتيب الأفكار، وكذلك تهيئة الظروف المادية والمعوية الواجب توفرها من حيث المكان الجيد والزمان الجيد، وهذا الأمر يحتاج من المرشد أن يكون خبيراً في تهيئة مثل هذه الظروف بصورة جيّدة، كما وأنّ استعداد المرشد يؤثر على العملية الإرشادية ككل، فعندما يكون المرشد قادراً على تهيئة الظروف بصورة جيّدة فإنه يمنح المسترشد الثقة والقدرة على البوح بكافة التفاصيل المتعلقة بالمشكلة بكل موضعية، كون الظروف التي تمّ تهيئتها من قبل المرشد تدلّ على استعداده وقدرته على معالجة المشكلة.

استعداد المسترشد:

مثلما أنّ العملية الإرشادية تحتاج إلى تهيئة المرشد وقدرته على التعامل مع الموقف بإيجابية ونجاح، فإنّ على المسترشد أن يكون قادراً على تهيئة ظروفه وهيئته وذاته للتعامل مع المسترشد بقبول وإيجابية، وعدم إخفاء أية معلومات ذات صلة بالموضوع، حيث أنّ التعاون الذي يبديه المسترشد يساعد في حلّ المشكلات النفسية بصورة أسرع وأكثر دقّة، ويعتبر إقبال المسترشد على العملية الإرشادية بنفسه من أفضل العمليات الإرشادية وأكثرها نجاحاً.

تقديم عملية الإرشاد:

  • من خلال التقديم ويتضمن ذلك عملية الترحيب والتعريف بالمسترشد، وعرض مقدمة عن العملية الإرشادية، وحثّ المسترشد على البوح بكافة البيانات وعدم إخفاء أياً منا وخاصة إن كان ذو صلة بالموضوع.
  • إيضاح الهدف من عملية الإرشاد الذي من خلاله سيتم حلّ المشكلة بصورة جذرية، ومنح الثقة اللازمة للمسترشد.
  • تحديد المشكلة من خلال الوقوف على بعض العقبات الأساسية التي أدّت إلى حدوث المشكلة بصورة حقيقية ومحاولة البحث عن حلول.
  • أسباب المشكلة التي تتم عملية الإرشاد بين طرفي العملية الإرشادية، وهنا يمكننا أن نعرف الأسباب الحقيقية للمشكلة إن كانت داخلية أو خارجية، وهل يمكن حلّها أم أنها أسباب مستحيلة لا يوجد لها حلول.
  • أعراض المشكلة التي أدّت إلى وصول المسترشد في الوقوع في المشكلة التي تحتاج إلى عملية الإرشاد، وأعراض المشكلة تخبرنا بالعملية الإرشادية وتتيح للمسترشد الفرصة لمحاولة حلّ المشكلة قبل تزايد الأعراض.
  • إجراءات الفحص التي يقوم المرشد من خلالها بجذب انتباه المسترشد على أهمية الفحص وهدفه، وأهمية معرفة الذات بصورة صحيحة بعيدة عن التشتيت والتوقعات غير الممكنة.
  • أهمية التشخيص التي يقوم المرشد من خلالها بلفت انتباه المسترشد إلى أهمية التشخيص في تحديد طبيعة المشكلة، وهذا الأمر يفتح المجال أمام المرشد في معرفة الطريقة الت لا بدّ له وأن يتعامل ويتواصل بها مع المسترشد للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة.
  • وفي نهاية المطاف تتم عملية الإرشاد بصورة تدريجية يتمكّن من خلالها المرشد من إدارة الدفّة بنجاح بعيداً عن السيطرة والهمجية، ويحاول تحديد المشكلة ووضع أهداف مستقبلية للحلول التي يمكن التوصل إليها.
  • الخاتمة التي يستطيع المرشد والمسترشد من خلالها معرفة نهاية العملية الإرشادية وما هي أفضل الحلول الممكنة، وهل نجحت عملية الإرشاد بصورة إيجابية.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبداللة أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: