الاتجاهات العالمية لبرامج الروضة

اقرأ في هذا المقال


تسعى رياض الأطفال إلى تحقيق العديد من الأهداف كتحقيق المتعة والسرور لطفل الروضة، كما تهدف إلى مساعدة الطفل في عمليّة استكشاف موهبته والعمل على تطويرها، كما تعتني بنمو الطفل من جميع النواحي، وذلك عن طريق إيجاد البيئة الملائمة له، وتوفير كل الأساليب التي تُحقق للطفل الاستمتاع والاستكشاف والإبداع، والتي من شأنها أن تُحفّز طاقة الطفل نحو التفكير الإبداعي، بالإضافة إلى إشباع رغبات وحاجات طفل الروضة.

الاتجاهات العالميّة لبرامج الرّوضة:

يهتمّ الخبراء والمختصون عند القيام بوضع برامج رياض الأطفال في شتّى أنحاء العالم، أن تكون هذه البرامج رصينة ومدروسة دراسة جيّدة، وأن تكون قائمة على النَّظريات المعاصرة فيما يختصّ بنمو الطفل؛ وذلك بهدف القيام بإعداد طفل الروضة إعداداً ناجحاً خلال هذه الفترة المهمة من حياة الطفل، والتي تُعتبر من أسرع المراحل، حيث يتم تعليم الطفل واكتسابه للمهارات والمعلومات الأساسيّة.

تُعتبر فترة الروضة من الركائز الأساسيّة والمهمة، التي تقوم على تأسيس قاعدة التعليم للطفل، حيث تبدأ فيها الاستعدادات النفسية والبدنية لطفل الروضة لتكوين العلاقات الاجتماعية، واحترام القوانين، بالإضافة إلى استعداده للمرحلة الابتدائية، حيثُ أنَّ الطفل لا يكون مُدركاً إن كان لديه تطوّر في النمو والقدرات في المراحل السابقة، إلّا عند التحاقه بمرحلة الروضة، حيث تتوضّح أمامه العديد من المفاهيم بصورة جيدة؛ وذلك بسبب قيام الطفل بالتفاعل، وقيامه بالمهام المطلوبة، كما تُصبح لديه القدرة على المناقشة ، التعبير، الإبداع، طرح الأسئلة، وتكوين الصداقات، كما يُصبح لديه أيضاً القدرة على اتخاذ القرارات، وحلّ المشكلات التي يُواجهها.

وقد شهد النصف الأول من القرن العشرين اهتماماً كبيراً بمجال تربية طفل الروضة، وظهر العديد من الاتجاهات فيما يختصُّ ببرامج ومناهج الروضة، وكان هدفها إيجاد أحسن الطرق من أجل تربية طفل الروضة، عن طريق توفير الفُرص التي ترتبط بخبرات الطفل، وتفاعله مع أقرانه، بالإضافة إلى تطوير صفاته الشخصيّة، وقد ظهرت العديد من برامج الروضة نتيجة لتلك الاتجاهات، والتي تتمُّ من خلالها عمليّة التخطيط للخبرات التربويّة التي تُقدّم للطفل، ويُمكن تلخيص الاتجاهات المعاصرة بما يأتي:

  • تُعتبر تنمية الطفل بصورة شاملة ومُتكاملة من أولى الأهداف، والتي تطمح رياض الأطفال في تحقيقها، مع ضرورة العناية بنمو الطفل من الناحية المعرفيّة واللغويّة، حيث أظهرت الأبحاث بأنَّ الخبرات التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة لها تأثير كبير في طبيعة نمو الطفل في المراحل القادمة.
  • من الاتجاهات المعاصرة المتعلّقة بأساليب التعلُّم في الروضة، استخدام اللّعب من أجل تطوير مهارات واتجاهات الطفل، حيث يتمّ القيام بتوجيه اللعب، ليتم تحقيق الأهداف التعليميّة المحددة، فاللعب من أفضل الأساليب المستخدمة في تعليم أطفال الروضة.
  • التركيز على الجانب الإنساني المُشترك بين ثقافات المجتمع المتنوعة، بدلاً من التركيز على الفروقات؛ وذلك من أجل أن لا يعيش الطفل ضمن نمط ثقافي جامد، بل ينشأ ضمن إطار ثقافي واسع ومرن، يسمح بالتقاء الأفكار والأهداف.
  • تُعتبر مرحلة الروضة من المراحل المهمة والتي تستحقّ أن تكون داخل الإطار التعليمي الرسمي؛ وذلك من أجل أن تجد اهتماماً كافياً، وأن تُحدَّد لها الميزانيّة المناسبة لتتمكن من تقديم الخدمات التربوية التي تتلائم مع أهميتها.
  • ضرورة الاهتمام بعمليّة تثقيف أولياء أمور الطفل، وذلك من أجل أن يتمكّنوا من القيام بعملية تنشئة الطفل، وإيجاد المناخ الملائم له داخل البيئة الأسرية.

المصدر: إدارة التطوير برياض الأطفال، عزة جلال مصطفى- 2010رياض الأطفال: الكتاب الشامل، إيناس عبد الرازق خليفة- 2013قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة، د. رافدة الحريري- 2013


شارك المقالة: