الاحتراق النفسي عند المراهق

اقرأ في هذا المقال


المشاكل النفسية التي تصيب المراهق

يُعاني المُراهق من الكثيِر من المشاكِل التي تُصيب صحَّته النفسيّة، التي يُمكن أن تُؤثر على أدائِه اليوميّ، إلَّا أنّ البعض يتساءَل حولَ إمكانيّة إصابة المُراهق بالاحتِراق النّفسي، إنّ الاحتراق النفسيّ لا يصيب البالِغين فقط، بل يُصيب المُراهقين أيضاً، فالاحتراق النفسيّ الذي يُصيب البالِغين بسبب ضُغوطات العمل، يُمكن أن ينتقِل إلى المُراهقين، لكِن في ظروف أُخرى تتدخَّل في حياةِ المُراهق خصوصاً الدراسيّة والعاطفيّة.

ما هو الاحتراق النفسي

الاحتراق النفسي هو حالة من الإِعياء العاطفيّ والجسديّ والعقليّ، النّاجم عن الإِجهاد المُفرط والمُطول، يحدُث ذلك عندما تشعرون بالضغط وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات بشكل مستمر، مع استمرار التّوتر، تبدأون في فِقدان الاهتمام بأُمور وأنشِطة كانت تلفت نظرُكم وتثير إعجابكم، يقلِّل الاحتراق النفسي من الإنتاجيّة ويقلل من طاقتِكم، ممَّا يجعُلكم تشعرون على نحوٍ مُتزايد بالعجزِ واليأس والاستياء،
تمتَدُّ الآثار السلبيّة للاحتراق النفسي إلى كلّ مجالات الحياة، بما في ذلِك المنزِل، العمل، الحياة الاجتماعيّة، يُمكن أن يسبِّب الاحتراق النفسي أيضاً تغييرات طويلة الأَجل في الجسم، تجعل المراهق عُرضة للأمراض، مثل نزلات البرد والانفلونزا.

الفرق بين الاحتراق النفسي والضغط النفسي

إنّ الاحتراق النفسي والضغط النفسيّ يشترِكان بأنّهما يُعبِّران عن حالةٍ من الإِنهاك النفسي والجسدي، إلَّا أنّهما يختلفان، الشخص المضغوط يتحسن بمُجرد الإحساس بأنّ كل شيءٍ أصبح تحت السّيطرة، إذا طالَ هذا الضّغط فإنّه يستهلِك أداء الفرد، يؤدِّي إلى انهيارٍ في أداء وظائفه، أمّا الشخص المحترق نفسيًا فهو يعاني من الشُّعور بالفراغ، تجنُّب الدافعية، هو غير قادر على رُؤية أيّ أمل في التّغيير الإيجابي، إنّه غارقٌ بالمسؤوليات، في كثيرٍ من الأحيان معظمُنا يعِي بأنّ لديه الكثير من الضّغوط، لكنَّنا قد لا نعِي بأنّنا نُعاني في حقيقةِ الأَمر من الاحتِراق.

الفرق بين الاحتراق النفسي والاكتئاب

يرى بعض الخُبراء أنّ الشّعور بالقلق والاكتِئاب سببه الإصابة بالاحتِراق النّفسي الذي يتعرض له الإنسان، هُناك بعض الأعراض التي تشترِك بين الاحتِراق النفسي، الاكتئاب، منها الإصابة بالإحباطِ والإرهاق وعدم القُدرة على أداء العمل بشكلٍ طبيعي.
الاكتئاب يتمثّل في الشعور بالضّعف واليأس والإحساس بالإنهاك، بسبب العجز عن القِيام بأيّ شيء إلى جانِب فقدان الإِحساس بالسّعادة ، تبعاً لذلك فإنّ بيولوجيّة الاكتِئاب مُختلفة فضلاً عن أنّ هذا الاضطِراب يتطلّب طُرقاً علاجيّة مُختلفة أيضاً. 

هل يعاني المراهق من الاحتراق النفسي

إنّ الاحتراق النفسي يصل بكل تأكيد إلى المُراهق، ذلك لأسبابٍ عديدة يُمكن أن تزيد من شُعوره بالإِرهاق والتّوتر المُفرط، مثلاً يمكن أن يُعاني المُراهق من التّوتر المُفرط والإِجهاد النفسي قبل الخُضوع لامتحانٍ مُهم، عند التعرُّض لمشاكِل ضِمن نِطاق عائِلته، مثل طلاق الوالدين، موت أحد المقرّبين، بالإضافةِ إلى الفشل في تحقيق فوز معيَّن ضمن مُسابقة ترفيهيّة أو رياضيّة، فالمراهق تماماً كالبالِغين يتأثّر نفسياً بالأحداث المُحيطة به، يُمكن أن تزيد من شُعوره باليأس، خصوصاً إذا لم يتِم توجيهه أو لم يخضَع للعِلاج النّفسي المُناسب، بل إنّه من المُمكن أن يصِل به الأمر إلى الرّغبة في الانتحار.

أعراض الاحتراق النفسي عند المراهق

  • الاكتئاب: حيث يكون رافضاً أن يفعل أيَّ شيء، فقد الاهتمام بالأُمور التي يحبُّ القيام بها، فهو يشعُر بالحُزن الشّديد، لم يعد لديه أيَّ رغبة في الذّهاب إلى المدرسة ولا حتى رؤية أصدقائه.
  • القلق:  يشعُر ابنك المُراهق ببعض القلق دون سببٍ معرُوف، فهُو يُعاني من عدم القُدرة على الاستِرخاء، عدم النّوم بشكلٍ جيد، مع وجود كوابيس وتخيُّلاتٍ غير واقعية.
  • عادات الأكل: قد يعاني المُراهق من الإفراط في تناوُل الطعام أو فِقدان الشهيّة، فكلاهُما استجابة للاحتِراق النّفسي.
  • مشاكل صحية: قد يشكو المُراهق من آلامٍ في المعدة، الدّوخة، جفاف الحلق والفم.

هل يعد الاحتراق النفسي حالة طبية

قد تُؤدِّي الضّغوط النفسيّّة التي يتعرض لها الإِنسان على مدار اليوم العمَلي إلى إصابة  البعض بالتّعب والتّوتر والضّغوط، يصِل بهم إلى فقدان طاقتهِم، يصبحون غير قادِرين على التّعامل مع بعضِهم، بسببِ الإرهاق النّفسي الذي يتعرّضون له خلال الأعمال المختلفة، مما يؤثر على الحالة النفسيّة بسبب العديد من الأسباب وهي:

  • القيام بالعمل بشكلٍ مُفرط تحت التّحديات.
  • مُتابعة العمل تحتَ ضُغوط الوقت.
  • حُدوث صِراعات مع زملاء المراهقين.
  • الالتزام بشدَّة في الأعمال والواجبات.

طرق علاج الاحتراق النفسي عند المراهق

العلاج النفسي للاحتراق النفسي عند المراهق

إنّ العلاج النفسي أساسي وضروُري جداً للمُراهق، عندما يُعاني من الاحتراق النفسي، فالطّبيب النّفسي يوصِّي بالعِلاج الإدراكي السّلوكي، الذي يكشِف أسباب المُشكلة ويعلّمه طُرق عِلاجها والتّعامل مع الظُّروف المحيطة.

ممارسة بعض الأنشطة:

إنّ تشجيع المُراهق على مُمارسة الأَنشطة الرياضيّة، يُساعده على تنشِيط الدّورة الدمويّة، يحسِّن من مزاجه ذلك بسبب تعزيزِ الدوبامين (هرمون السعادة).

نصائح عامة للتقليل من الاحتراق النفسي

  • يمكِن للوالدين البدء في المُساعدة من خلال فِهم المُشكلات التي يواجهها المُراهقون، من خِلال التّوجيه الصّحيح، الابتعاد عن أُسلوب الوعِظ.
  • يُمكن أن يتعلَّم المُراهق التّغلُّب على التّوتر والإِجهاد، من خِلال استشارة الطّبيب النفسيّ والخُضوع للعِلاج الإدراكيّ السلوكيّ، هذا العلاج يكشِف السّبب الكامِن وراء المُشكلة ويعلّمه كيفيّة التّعامل مع الظروف المُحيطة.
  • تشجيع المُراهق على مُمارسة الأنشطة، تعلُّم بعض المهارات الجديدة يُساعده في تخطِّي التّوتر والإجهاد بشكل كبير ويزِيد من ثِقته بنفسه.
  • العمل على إِحداث توازُن بين الحياةِ العمليّة والشّخصية.
  • من الأفضل أن يتوجّه المراهق إلى اختصاصي في علم النفس، إذا شعر بالإِنهاك والتّعب بسببِ العمل، إذ يُمكن للاختصاصي النفسي تقديم إرشادات فعّالة للمُوظف بشأن سُبل مُواجهة الاحتراق النّفسي.
  • يُمكن للمُراهق أن يُحاول اكتِشاف الأشياء التي تُتسبِّب له في الشّعور بالضغط العصبي في العمل من الأَساس.
  • يجب على المُراهق ألّا يكون متاحاً لزملائه طوال الوقت بعد انتهاء الدوام المدرسي أو في العطل والإجازات، ذلك كي يتسنَّى له الحصول على قدر من الرّاحة يُساعده على تصفية ذهنه وتجديد نشاطِه.
  • نصح المراهق بضرورة الاتفاق بوضوح مع الزملاء على أوقات محددة للاتصال.
  • ملء أوقات الفراغ للعطل بالأنشطة الفعّالة، فبدلاً من أن يستلقي على الأريكة في حالةٍ من الإِنهاك في فتراتِ المساء، يفضَّل أن يعزف بعض المقطُوعات الموسيقيّة أو يمارس الرياضة المفضَّلة لديه.
  • يوصى بأخذ فترة راحة لا تقل عن نصف ساعة خلال اليوم المدرسي، مع ضرورة مغادرة المدرسة في الوقت المحدد، هذا يساعد على صرف الذِّهن عن الأعباء المختلفة.

شارك المقالة: