الافتراضات الأساسية لنموذج معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي

اقرأ في هذا المقال


نموذج معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي:

ينظر نموذج معالجة المعلومات إلى الإنسان على أنه نظام معقد وفريد في عمليات معالجة المعلومات، بحيث ينطلق في تفسيره لهذا النظام من عدد من القواعد والأسس التي تعتبر ذات جذور قديمة وتعود إلى علم النفس المعرفي؛ لأن علماء النفس المعرفي يهتمون بالعمليات المعرفية ونموذج معالجة المعلومات، الذي يعود بشكل رئيسي إليها والتي جعلت من هذا التوجه توجهاً جديداً في دراسة عمليات المعرفة المتمثلة في الإدراك والتعلم الذاكرة والانتباه.

إن فهم السلوك الإنساني وكيفية حدوثه حسب وجهة نظر نموذج معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي، يتطلب تحديد طبيعة العمليات التي تحدث على المعلومات والمثيرات أثناء مراحل معالجتها، إذ أنّ الفعل السلوكي هو محصلة ونتيجة لمثل هذه العمليات وليس مجرد استجابة آلية لهذه المثيرات.

أكد المهتمين بهذا النموذج من معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي على دراسة أسلوب حل المشكلات، في محاولة لتحديد مراحل حل المشكلات والكيفية التي يتم من خلالها تمثل المعلومات في كل مرحلة من هذه المراحل.

الافتراضات الأساسية لنموذج معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي:

هناك العديد من المسلمات والافتراضات الأساسية التي تعود إلى نموذج معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي، والتي تعتبر قواعد أساسية يسير عليها الموجهين النفسيين في تقديم خدماتهم للأفراد للارتقاء بالحالة النفسية لديهم، وتتمثل الافتراضات الأساسية في نموذج معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي من خلال ما يلي:

1- إن الإنسان كائن نشيط وفعال أثناء عملية التعلم، حيث لا ينتظر وصول المعلومات إليه وإنما يسعى في البحث عنها، ويعمل على معالجتها واستخلاصها بشكل مناسب، بعد إجراء العديد من التعديلات والتقييمات المعرفية لها، بحيث يكون مستفيداً من ذلك عن طريق خبراته القديمة وتجاربه التي قام بها في السابق.

2- الإصرار على العمليات المعرفية أكثر من ردود الأفعال بحد ذاتها، إذ يفترض هذا النموذج من معالجة المعلومات أن ردود الأفعال لا تحدث بشكل آلي إلى المثير، وإنما هي عباره عن نتائج لسلسلة من العمليات والمعالجات المعرفية التي تتم عبر مراحل متسلسلة من المعالجة.

3- تشتمل العمليات المعرفية على الكثير من عمليات التغيير للعوامل أو العناصر التي تتم وفق خطوات وإجراءات متسلسلة ومتتابعة في كل منها، يتم نقل هذه العوامل والعناصر من حالة معينة إلى حالة آخرى؛ وذلك من أجل تحقيق هدف معين في المثيرات أثناء معالجتها عبر المراحل الرئيسية الثلاث التي تتمثل في الترميز والتخزين والاسترجاع.

4- تتآلف العمليات المعرفية العليا مثل المحاكمة الذهنية، وفهم وإنتاج اللغة وحل المشكلات والأزمات المتنوعة من عدد من العمليات المعرفية المتجزئة البسيطة، حيث أن تنفيذ مثل هذه العمليات المعرفية يتطلب القيام بتنشيط العمليات الفرعية البسيطه والتي تتضمن عدداً من الإجراءات والخطوات التي تتمثل في استخلاص خصائص معينة، من المثيرات والعوامل.

وضع المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى والحجز عليها لمدة معينة وتنشيط بعض المعلومات المحفوظة في الذاكرة طويلة المدى للقيام على استغلالها في تمثل المعلومات الجديدة والحديثة، التي تم التوصل إليها وتخزين المعلومات الجديدة في الذاكرة بعيدة المدى ومفاضلة كل المعلومات الموجودة مع المعلومات الأخرى، وتحويل المعلومات إلى استجابات وردود فعل معينة اعتماداً على عدد من الأسس المختلفة وغيرها من العمليات الفرعية البسيط.

5- يتسم النظام الذي يقوم على معالجة البيانات لدى الأفراد بطاقته ومساحته الثابتة على معالجة وحفظ المعلومات، خلال إجراءات المعالجة والتقويم والتعديل، فأثناء هذه الخطوات والإجراءات هناك مساحة وطاقة ثابتة لهذا النظام، من حيث قدرته على تناول بعض المعلومات ومعالجتها؛ ويرجع سبب ذلك إلى أن مساحة الذاكرة قصيرة المدى المحددة في تخزين المعلومات، من جهة وإلى عدم قدرة الاجهزة الحسية أي المستقبلات الحسية على التركيز في عدد من العوامل والعناصر والمثيرة والاحتفاظ بها لفترة طويلة.

6- تعتمد عمليات التقويم والتعديل في علم النفس المعرفي التي تحصل على المعلومات عبر الخطوات المتعددة، على طبيعة وسمات أنماط الذاكرة الثلاث، ألا وهي الذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المستوى، والذاكرة بعيدة المستوى، وتلعب عوامل مثل الانتباه والإدراك وقدرة الفرد على استرجاع الخبرات السابقة، ذات العلاقة دوراً بارزاً في تنفيذ عمليات معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي، فما يتم معالجته من معلومات هي تلك التي يتم تركيز الانتباه عليها في لحظة من اللحظات، وذلك نظراً للمساحة لنظام معالجة المعلومات المحددة.

المصدر: الانسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيمعلم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد حسن غانم مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف


شارك المقالة: