الافتراضات المتضمنة في الاختبارات النفسية

اقرأ في هذا المقال


يعتمد المنطق الأساسي للاختبار الكامل والصور الخاصة التي يتكون منها الاختبار، على افتراض أنّه عندما يُطلب من الأشخاص تعيين معنى لمحفز غامض بشكل أساسي، فإنّهم يميلون إلى الكشف عن افتراضاتهم الأساسية حول الأشخاص و التفاعل الإنساني، من هذه البيانات يمكن استنتاج اتجاهات الشخصية الأساسية، يؤدي هذا الافتراض إلى اختيار الصور التي تغطي نطاق واسع إلى حد ما من الأنواع المعتادة وغير العادية للغاية، من المواقف الشخصية أو الشخصية.

الافتراضات المتضمنة في الاختبارات النفسية

اختبار المظهر الموضوعي:

اختبار الإدراك الموضوعي (TAT) هو طريقة إسقاطية للتحقيق في الشخصية، تتكون من سلسلة من 20 صورة يتم توجيه الأفراد حولها لرواية القصص، في حين أنّ التعليمات تختلف إلى حد ما بين مستخدمي الاختبار النفسي، فإنّهم جميعاً يطلبون أن يربط الشخص الذي يتم اختباره بقطعة أرض مع بداية ووسط ونهاية، يطلبون من الفرد استخدام خياله بحرية لمعرفة ما يفكر فيه الناس ويشعرون به.

يروي الأفراد قصة لكل صورة مقدمة لهم، مع الحد الأدنى من تدخل المختبر باستثناء التشجيع البسيط والتعليمات العرضية للتأكد من تضمين أي جزء مهم إذا تم حذفها. تم اختيار الصور بواسطة (Henry و Murray) وموظفي عيادة الطب النفسي بجامعة هارفارد، الذين شاركوا في العمل البحثي الذي نتج عنه حجم الاستكشافات في الشخصية، تمّ اشتقاق هذه الصور من مجموعة واسعة من المصادر وفقاً لحكم هؤلاء الموظفين على أنّها تكشف باستمرار عن اتجاهات الشخصية في الموضوعات في الدراسة السريرية.

كما تمّ تقديمه في الأصل، تتكون الصور من سلسلة من 10 صور مستخدمة لجميع الموضوعات ومجموعة إضافية من 20 تم ترميزها للعمر والجنس، يستمد الفاحص من هؤلاء العشرين 10 إضافية مناسبة لسن وجنس الشخص الذي يتم اختباره، يتم ترقيم الصور ويتم تقديمها بترتيب قياسي ينعكس في هذا الترقيم.

تعتبر بعض الصور أكثر تنظيم وأقل غموض في معناها الظاهري من غيرها، أي أن المواقف كما تمّ وصفها واضحة تماماً وليس هناك الكثير من التساؤل حول تحديد المشاهد، الإجراءات المحددة التي يشارك فيها الأشخاص، يُطلب من الموضوع تخيل هذه العناصر في قصته، يُنظر إلى قراراته على أنّها تعكس سمات شخصيته الأساسية، في مكان آخر من السلسلة توجد صور أكثر غموض في تعريفها الأساسي، عادة ما يُنظر إلى هذه الصور الأقل تنظيم على أنّها تتطلب خيال أكبر من جانب الموضوع.

التعديلات والتطبيقات:

تمّ تطوير (Murray TAT) للاستخدام مع مواضيع من التيار الرئيسي للحياة الاجتماعية الأمريكية، بينما كان القصد من الصور المستخدمة للإشارة إلى قضايا شخصية غير مرتبطة بالثقافة، فإنّ حقيقة أنّ هذه الصور تحتوي على أشياء وملابس وإعدادات مادية معينة تميل إلى إضفاء خصوصية ثقافية عليها تقيد استخدامها، لذلك في بعض الحالات تمّ الحفاظ على مبادئ (TAT)، لكن تمّ تصميم صور جديدة، كانت هناك حالات شعر فيها أنّ هناك بعض عدم الملاءمة في الصور أو حيث كان المطلوب مجموعة أقصر وأكثر تركيز.

يعد اختبار إدراك الأطفال واختبار ميتشيجان للصور أمثلة مصمّمة للفئات العمرية الأصغر على أساس أنّ النغمة العامة لموراي بالغين، في اختبار الصورة ميتشيغان بالإضافة إلى ذلك تعديل المدرسة الابتدائية، بالتالي تمّ تطوير الصور لتعكس العديد من إعدادات المدرسة، تمّ تطوير مجموعة خاصة واحدة بواسطة (Thompson) لاستخدامها مع الزنوج، إنّها تكرر بطاقات موراي العادية، لكن جميع الشخصيات زنجية.

تمّ أيضاً تكوين مجموعات خاصة لدراسة كبار السن ودراسة الشخصية في تعديل العمل لمديري الأعمال، تتكون صور (Blacky) من حيوانات في مشاهد شبيهة بالبشر وهي مصممة لدراسة الأطفال، أعد (Lennep) مجموعة من 4 صور تستخدم في الأوساط التعليمية والصناعية، تتكون مجموعة خاصة من إعداد (Phillipson) من صور غامضة بشكل خاص تهدف إلى دراسة العلاقات بين الكائنات بالمعنى التحليلي النفسي.

دراسات عبر الثقافات والدور والجماعة:

ركّز الاستخدام الرئيسي ل(TAT) لأغراض متعددة الثقافات على دراسة المجتمعات غير المتعلمة، هنا يُفترض عادةً أنّ نغمة الطبقة الوسطى الحديثة لمعظم صور (Murray TAT) غير مناسبة، لهذه الأسباب تم تطوير مجموعات خاصة للعديد من المجتمعات غير الأمية، تميل هذه إلى اتباع مبدأ التصميم كما هو موضح في (Murray)، لكن تمّ تعديلها للمشاكل الخاصة بالمجتمع والملاءمة الثقافية العامة، لقد اختلفت تجربة هذه المجموعات.

بشكل عام شعروا بأنّهم يقدمون مساهمة مفيدة وإيجابية في الدراسة عبر الثقافات، على الرّغم من أنّ الأدلة الرسمية على صحتها مختلطة، يمكن العثور على أفضل عرض وتحليل لهذا الاستخدام في التقنيات الإسقاطية ل(Lindzey) والبحث عبر الثقافات، تُستخدم هذه المجموعات الخاصة بشكل شائع فيما يتعلق بالمشكلات ذات التركيز الأنثروبولوجي أو الاجتماعي، فضلاً عن مخاوف الشخصية.

في بعض الحالات لا سيما المجموعات الخاصة للمجتمعات غير المتعلمة، كان الهدف هو فحص عوامل الشخصية من حيث صلتها بالاختلافات الثقافية، أو لأنّها تشكل الارتباطات النفسية للتغيرات داخل الثقافات، على نحو متزايد يتم استخدام (TAT) أيضاً في السياقات التي تكون فيها الأدوار الاجتماعية موضع خلاف، خاصة عندما يرى المحقق أنّ السلوك والدور له مكونات شخصية.

كان هذا هو محور دراسة هنري للمديرين التنفيذيين، حيث كان الهدف هو توضيح مكونات شخصية معينة لسلوك المديرين التنفيذيين في المؤسّسات الكبيرة بدلاً من تحليل شخصية الفرد البالغ الذي يعمل في تلك البيئة، في بعض الأمثلة وجهت اهتمامات أخرى تتعلق بالدور الاجتماعي اختيار الصور التي سيتم استخدامها وأشارت إلى طريقة التحليل، في دراسة أجريت على البالغين، تم إعطاء أربعة من بطاقات (Murray) العادية، لكنّ الخامسة كانت بطاقة مصمّمة خصيصاً.

متغيرات الشخصية:

كان الاستخدام الشائع لـ (TAT) هو دراسة متغيرات شخصية محددة في ظل مجموعة واسعة من الظروف، هنا يكون الاهتمام على (TAT) كأداة قياس لمتغيرات الشخصية التي يُعتقد أنها ذات طبيعة غير واعية أو خارج نطاق الوعي، العداء والقلق ودوافع الإنجاز والدوافع الأخرى مثل الانتماء والقوة، كان العمل الأكثر شمولاً هو عمل (McClelland) وزملائه حول تلبية الاحتياجات كما هو محدد في نظام (Murray need-press) للفئات التحفيزية.

المنطق العام لهذا النهج هو أنّه إذا كانت صور الإنجاز موجودة في القصص التي تمّ الحصول عليها بواسطة بطاقات (TAT) المختارة، فقد يُقال أنّ الموضوع متحمس لتحقيقه، تباينت الجهود المبذولة لإثبات هذا المنطق بشكل كبير، يُظهر البعض أنّ الأشخاص الذين لديهم صور عالية الإنجاز يحاولون بالفعل تحسين أدائهم أو أنهم في الحياة الواقعية أصحاب إنجازات عالية، بينما يدحض آخرون هذه النقاط نفسها بوضوح.

كان هناك أيضاً عمل كبير على متغير العداء، تميل العلاقات المعقدة إلى العثور عليها، ممّا يشير إلى وجود علاقة إيجابية ولكنّها ليست واضحة بأي حال من الأحوال بين هذه المتغيرات وأي شكل معين من أشكال السلوك العلني، يمكن العثور على العلاج الأكثر شمولاً للدراسات في هذا المجال، ممّا يشير إلى وجود علاقة إيجابية ولكنها ليست واضحة بأي حال من الأحوال بين هذه المتغيرات وأي شكل معين من أشكال السلوك العلني، يمكن العثور على العلاج الأكثر شمولاً للدراسات في هذا المجال.

تمّ تصميم أنظمة تسجيل النقاط الخاصة التي تتعامل مع وحدات أكثر تعقيد إلى حد ما لدراسة متغيرات معينة، كان (Arnold) مهتم بالإنجاز وقام بتطوير نظام تحليل يركز على مواضيع القصة وطريقة تسجيل النقاط التي تتعامل مع الدافع لتحقيق، تُظهر هذه الطريقة بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام بين الطلاب ذوي التحصيل العالي والمتدني في المدرسة، بين معلمي المدارس ورجال الأعمال التنفيذيين وبين الرجال الذين تم تعديلهم جيداً وضعف التكييف في البحرية.

تمّ تطوير (TAT) للمساعدة في استكشاف الشخصية، لقد برر وجوده تماماً بمعنى الوصول الذي يوفره لمتغيرات الشخصية، خاصةً عندما يُنظر إليها على أنّها مترابطة، على عكس التخيلات اللاواعية العميقة وكما يُنظر إليها على أنّها تعكس منعطف الديناميكيات النفسية والأحداث السلوكية الاجتماعية، من الأفضل النظر إلى (TAT) كمصدر للبيانات حول هذا الترتيب لحدث الشخصية، بدلاً من اعتباره اختباراً من سمات شخصية محددة ذات طابع معروف.

مع ذلك يمكن أن تفترض خصائص شبيهة بالاختبار في ظل ظروف معينة، هذه الشروط بشكل عام خارج الأداة نفسها وتوجد بالطريقة التي يتم استخدامها بها، كذلك البيانات المرتبطة بها وبنى الشخصية التي يتم من خلالها ترتيب البيانات الأساسية، يتم تفسير نجاحاتها وإخفاقاتها، بالمعنى المعتاد للصلاحية من خلال تحليل هذه الأحداث الخارجية، في الاستخدام السريري المعتاد لوصف الشخصية، يظهر تباين كبير في الاستقرار.

يمكن النظر إلى هذه الاختلافات من حيث خصوصية وعمومية وحدات الشخصية المستخدمة، كذلك من حيث ترتيب المعايير الخارجية المقابلة، يعتمد توضيح استخدام الأداة وإساءة استخدامها على الاستكشاف المستمر لهذه العوامل، كذلك منطق ترجمة البيانات إلى هذه التركيبات وطريقة ربط هذه التركيبات ببيانات أخرى حول الفرد، من بين الحساسيات على عكس ثبات الأداة، تلك التي تعكس التغيير والغموض في الفرد، هي عوامل تخلط بين الجهد المبذول للتمييز بين الخطأ والاختلاف الحقيقي.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: