التأثير الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


التأثير الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي:

التأثير الاجتماعي: هو العملية التي يتم من خلالها تعديل مواقف الفرد أو معتقداته أو سلوكه من خلال تصرفات أو وجود   الآخرين، حيث يمكن أن يكون فهم التأثير الاجتماعي ذا قيمة في العديد من المجالات سواء النفسية أو المهنية أو المستقبلية، يمكن للمرشد النفسي الاستفادة من التأثيرات الاجتماعية للحصول على الاستجابة المطلوبة من العميل.

يمكن للأشخاص الذين يعملون في علم النفس التنظيمي استخدام مبادئ التأثير الاجتماعي لتغيير سلوكيات أعضاء فريقهم، مما يضمن الامتثال للمبادئ التوجيهية أو الولاء لها، فبالنسبة للمكان الذي يمكن للفرد أن يبدأ في تطوير فهمه للتأثيرات الاجتماعية  فإن المكان الجيد للبدء هو متابعة التعليم في علم النفس.

التأثير الاجتماعي هو مصطلح شامل للعوامل الخارجية المختلفة التي قد تجعل الفرد يفكر أو يتصرف بطريقة معينة، على وجه التحديد، بحيث يهتم هذا الفرع من علم النفس الاجتماعي بكيفية اختيار الأفراد لأنماط معينة من السلوك استجابةً للأشخاص أو المجموعات أو المعايير المجتمعية التي تحيط بهم.

فكرة أن الناس قد يغيرون سلوكهم بناءً على الأشخاص من حولهم ليست شائعة، في الواقع إنه شيء مألوف حتى لأطفال المدارس الابتدائية، الذين قد يغيرون سلوكهم ليتناسب مع مجموعات معينة من الأقران وبالمثل، قد يشترك البالغين أحيانًا بآراء ثقافية أو سياسية أو أخلاقية معينة عندما يكونون في رفقة جيدة، حتى لو كانت معتقداتهم الخاصة تختلف.

أنواع التأثير الاجتماعي في علم النفس  الاجتماعي:

1- المطابقة أو التوافق:

المطابقة أو التوافق هو نوع من التأثير الاجتماعي يُعرَّف بأنه تغيير في المعتقد أو السلوك الإنساني؛ وذلك استجابة لضغوط اجتماعية حقيقية أو متخيلة أو ضغوط نفسية، ويُعرف أيضًا باسم تأثير الأغلبية، يتمثل هذا النوع من التأثير الاجتماعي في وضع الأدوار الاجتماعية التي تعبر عن الدور الذي يلعبه الناس كأعضاء في مجموعة اجتماعية، ومن ثم تحديد الهوية.

تحدث المطابقة أو التوافق عندما يغير الأفراد أفعالهم أو سلوكياتهم أو معتقداتهم لكسب قبول المجموعة أو لإثارة إعجاب شخص آخر أو لاكتساب الشعور بالانتماء، وقد يغيرون الطريقة التي يتصرفون بها حتى لو لم يشاركوا في الواقع معتقدات المجموعة التي يسعون لإثارة إعجابهم، ويستشهد علماء النفس بهذا باعتباره الشكل الأكثر شيوعًا للتأثير الاجتماعي.

يمكن فهم المطابقة من حيث المعلومات والمعيارية، بحيث يستمد التوافق المعياري من مفهوم يسمى الاستيعاب، حيث يبحث الأفراد عن دليل اجتماعي فيما يتعلق بما هو صحيح أو صحيح أو مقبول، بعبارة أخرى، قد يتبنى الأفراد معتقدات الآخرين ويقبلونها؛ لاستيعاب معتقدات الآخرين، وجعلها خاصة بهم بغرض أن يكونوا محبوبين أو مقبولين.

وفي الوقت نفسه، فإن المطابقة المعيارية تنطوي على الامتثال العام لمعتقد أو موقف معين دون غيره، ولكن ليس القبول الخاص به، بعبارة أخرى، قد يغير الأفراد الطريقة التي يتصرفون بها لتلائمهم، لكنهم لا يغيرون الطريقة التي يفكرون بها أو يؤمنون بها داخليًا.

يوجد أشكال لنوع المطابقة أو التوافق في التأثير الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي، والتي قام بتحديدها علماء النفس الاجتماعيين، بحيث تتمثل أشكال المطابقة أو التوافق من التأثير الاجتماعي من خلال ما يلي:

أ- التطبع:

يمثل هذا الشكل تغيير السلوك علنًا ليتناسب مع الجميع مع الاتفاق معها أيضًا بشكل خاص، أي أنها تعبر عن المطابقة والتوفيق من خلال التغيير الداخلي الخاص والخارجي العام للسلوك، ويعتبر هذا هو أعمق مستوى حيث أصبحت معتقدات الأفراد جزءًا من نظام معتقدات الجميع.

ب- التحديد:

يحدث تحديد الهوية عندما يتوافق شخص ما مع متطلبات دور اجتماعي معين في المجتمع، على سبيل المثال، شرطي أو مدرس أو طبيب، بحيث يمتد هذا الشكل من المطابقة إلى عدة جوانب من السلوك الخارجي، ومع ذلك لا يزال هناك أي تغيير في الرأي الشخصي الداخلي.

2- الامتثال:

يشير هذا إلى الحالات التي قد يتفق فيها الشخص علنًا مع مجموعة من الأشخاص، لكن الشخص يختلف بشكل خاص مع تفكير المجموعة أو موقفها، بحيث يطور الفرد تفكيره، لكنه تغيير مؤقت، في حين يمكن أن يعود لتفكيره وحديثه القديم.

3- الطاعة:

الطاعة هي نوع من التأثير الاجتماعي حيث يتبع الشخص أمرًا من شخص آخر يكون عادةً شخصية سلطة، حين أن الطاعة تشبه الامتثال، ولكن مع تمييز واحد حاسم في المواقف التي تنطوي على الطاعة، لا يستجيب الفرد لطلب من الأصدقاء، بل إلى أمر من شخص في السلطة.

بعبارة أخرى، عندما ينطوي الامتثال على تفاعلات نفسية بين الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم متساوين، فإن الطاعة تنطوي على طرف واحد يتمتع بمكانة اجتماعية أعلى، قد تكون هذه سلطة مدنية، أو صاحب عمل أو مشرف، أو مدرس، أو أي شخص آخر يشغل منصبًا أعلى في السلم الاجتماعي.

يمكن للمرء أن يرى من هذا أن الامتثال والطاعة ينطويان على أشكال مختلفة من التحفيز، وعادة ما يكون الدافع وراء الامتثال هو الرغبة في الولاء أو التكيف، في حين أن الطاعة تكون مدفوعة بشكل عام بشعور واضح بالتسلسل الهرمي الاجتماعي.

تصنيف التأثير الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي:

يتمثل تصنيف التأثير الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- التأثير الاجتماعي المعياري:

التأثير الاجتماعي المعياري هو المكان الذي يتوافق فيه الشخص مع المجموعة؛ وذلك لأنه لا يريد أن يظهروه أحمق أو يُستبعد، وعادة ما يرتبط التأثير الاجتماعي المعياري بالامتثال، حيث يغير الشخص سلوكه العام ولكن ليس معتقداته الخاصة.

على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالضغط من أجل القيام بسلوك معين؛ لأن بقية أصدقائه يقومون به، وهنا يميل التأثير الاجتماعي المعياري إلى الامتثال؛ لأن الشخص يقوم بهذا السلوك فقط للعرض ولكن في الأعماق لا يرغب في القيام به، وهذا يعني أن أي تغيير في السلوك يكون مؤقت.

2- التأثير الاجتماعي المعلوماتي:

التأثير الاجتماعي المعلوماتي هو المكان الذي يتوافق فيه الشخص؛ لأن لديه الرغبة في أن يكون على حق، وينظر إلى الآخرين الذين يعتقدون أنهم قد يكون لديهم المزيد من المعلومات، ويحدث هذا النوع من المطابقة عندما يكون الشخص غير متأكد من موقف ما أو يفتقر إلى المعرفة ويرتبط بالداخلية.

إيجابيات وسلبيات التأثير الاجتماعي:

ملاحظة مهمة حول التأثيرات الاجتماعية هي أنها يمكن أن تكون إيجابية أو محايدة أو سلبية في الواقع، فيجب وضع في اعتبارنا أن ضغط الأقران في المدرسة قد يكون من الحياد الأخلاقي بحيث ليس من الممكن أن يتوافق الشخص مع صديقه ويتأثر به كلما قام بشراء لباس معين وألوان محددة؛ لأنها يمكن أن لا تناسب الجميع بنفس المستوى.

يمكن أن يكون التأثير الاجتماعي جيد أيضًا عندما يكون التأثير الاجتماعي ذو نتائج وفوائد ظاهرة مثل التوافق مع مجموعة من الأصدقاء في الانضمام إلى مجموعة تمارين منتظمة أو قام هو ومجموعته بتنظيف الساحات العامة في الشوارع والمستشفى.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: