التحديات التي يواجهها المعلم في عملية التدريس

اقرأ في هذا المقال


عملية التدريس في التدريس التربوي:

التدريس مهنة نبيلة ومهمة شاقة وصعبة، وفي العصر الحالي مع ظهور منهجيات جديدة في التدريس والطريقة التي حقق بها التعلم الرقمي والذكي طريقًا في مجال التعليم، تطور دور المعلمين أيضًا بشكل كبير على مدار فترة من الزمن.

اليوم يواجه المعلم مهمة شاقة تتمثل في مواكبة أحدث الاختراعات والخطوات في مجال التعليم والعلوم والفنون وما إلى ذلك، وبالتالي فإن تطوير مهاراتهم ومعرفتهم من وقت لآخر أمر ضروري وهو أولوية قصوى اليوم.

التأدب والصبر والمثابرة والحزم كلها سمات مميزة لمعلم عظيم، يجب أن يرتقي المعلمون إلى مستوى هذه التحديات، وأن يأخذوها في خطواتهم لإحداث فرق وإحداث تغيير في المجتمع ككل.

التحديات التي يواجهها المعلم في عملية التدريس:

المعلم هو أيضا شخص لديهم فرصة لإحداث تأثير كبير على الطلاب، ولكن مع هذه الفرصة تأتي العديد من التحديات وأعظم التحديات التي يواجهها المعلم هي:

معرفة طلابهم جيدًا:

من الضروري للمعلم تكوين رابطة صحية مع الطلاب، ويجب أن يبذل المعلم كل جهد لمعرفة طلابه جيدًا، ويجب أن يمتد التفاعل إلى ما بعد الفصول الدراسية، ويجب أن يكون المعلم صديقًا أولاً ويجب أن يتحمل مسؤولية تجهيز الطلاب بالدفء والتصرف البهيج، يجب أن يشعر الطلاب بالحرية في طرح أي موضوع والتعبير عن جميع الشكوك على الإطلاق ويجب أن يكون المعلم ودودًا ويمكن الوصول إليه، وسيحدث عقل واسع وسلوك ودي من جانب المعلم فرقًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بمعرفة الطلاب جيدًا.

فهم القدرات والقدرات التعليمية المختلفة للطلاب:

يكمن التحدي الأكبر لأيّ معلم في فهم قدرات التعلم المختلفة للطلاب، ويختلف الطلاب في استيعابهم وذاكرتهم وتركيزهم وقدرتهم على التعلم والكتابة وإظهار اهتمامات متنوعة في مواضيع مختلفة، وقد يجد الطالب الجيد في الرياضيات صعوبة في استيعاب مفاهيم العلوم وغيرها، لذلك قد يكون الطالب جيدًا أيضًا في الرياضة والأنشطة المصاحبة للمناهج الدراسية الأخرى ولكنّه لا يظهر نفس الاهتمام والتركيز عندما يتعلق الأمر بالأكاديميين، وبعض الطلاب بارعون بشكل استثنائي ويعملون بجد في حين أن البعض الآخر بطيء التعلم، والذين يكافحون لفهم ما يتمّ تدريسه في الفصل، وكيف يتعامل المعلم مع الطلاب المختلفين؟

سيركز المعلم الجيد دائمًا على بطئ التعلم، ويأخذهم إلى مجاله ويغذيتهم بعناية وتركيز، لا ينبغي أبدًا أن يشجع المعلم مقارنة وانتقاد الطلاب على أساس الدرجات والعلامات المسجلة، ويعد التحدث بشكل فردي مع الطلاب وتصميم الوحدات وفقًا لمتطلباتهم وتعيين المهام لهم بناءً على اهتماماتهم، ومن ثم تقييم تقدمهم أمرًا حيويًا هنا وسيساهم في نمو شخصية الطلاب بشكل عام.

عندما يكون أداء الطلاب ضعيفًا:

اليوم لا يتعين على الطلاب فقط التعامل مع الضغط الأكاديمي وضغط الأقران ولكن يتعين عليهم أيضًا التعامل مع التوقعات الأبوية غير الواقعية، وهذا يؤدّي إلى إجهاد غير مسبوق لدى الطلاب، ويتمثل التحدي الأكبر لأي معلم في كيفية تحفيز الطلاب وتوجيههم وتشجيعهم عندما يكون أداؤهم ضعيفًا ويفقدون تركيزهم ويشتت انتباههم بسبب الظروف المختلفة، إنّ التربيت على الكتف وكلمة من الراحة والدعم، وغرس الثقة والموقف الإيجابي تجاه الطلاب في أوقاتهم الصعبة، لا بد أن يحدث ذلك تغييرًا جذريًا في حياة الطلاب.

أن يكون المعلم جسراً بين الإدارة والوالدين والطالب:

لقد تغيرت معادلة الآباء والمعلمين اليوم، يشارك أولياء الأمور بشكل أكبر في التعليم والأكاديميين خلال الاجتماعات، ويكمن التحدي الأكبر الذي يواجه المعلم في تقييم تقدم الطلاب ونقله بشكل فعال إلى أولياء الأمور، ويجب أن يحدد المعلم نقاط القوة والضعف لدى الطلاب وأن يكون قادرًا على مناقشة الأمر نفسه مع أولياء الأمور، وبالتالي خلق جو مفتوح للآباء يمكن أن يكون كونك قاسيًا مع الوالدين والطلاب ضارًا لكل من المعلم وكذلك للمؤسّسة التعليمية، يجب أن يكون المعلمون مسؤولين أمام الإدارة أيضًا ويحتاجون إلى التعاون مع القواعد واللوائح المتغيرة وأن يلعبوا دورًا رئيسيًا في ترسيخ رابطة صحية بين الإدارة ووالدي الطالب.

التحديات التي يواجهها المعلم في الفصل الدراسي:

تشمل بعض تحديات الفصل الدراسي الشائعة التي يواجهها المعلمون قلة العمل الجماعي، والحد الأدنى من الوقت الشخصي، والعمل من أجل تحقيق أهداف طويلة الأجل، والحجج وأعذار الطلاب وغيرها الكثير.

لا يمكن أن تساعد معالجة هذه التحديات المشتركة في الفصل الدراسي في تحسين معدل الاحتفاظ بالمعلمين فحسب، بل تعزز أيضًا معدلات نجاح الطلاب والجودة النهائية للتعليم.

وبعض أهم تحديات الفصل الدراسي التي يواجهها المعلمون في سيناريو التعليم الحالي، تتمثل من خلال ما يلي:

ضيق الوقت للتخطيط:

على عكس ما حدث في الماضي عندما لا يتمكن المعلمون من إنهاء المنهج وتقييم الطلاب عادةً، والوضع أكثر صعوبة اليوم، حيث سيتعين عليهم التعامل مع أدوار متعددة في الفصل الدراسي.

وتحديث الموضوع إلى المطالب الجديدة، وتصحيح المواد والعروض التقديمية للمحتوى، وإدارة الرحلات الميدانية بالإضافة إلى إدخال مناهج إبداعية جديدة لتلبية الاتجاهات التعليمية الحالية هي عدد قليل من بينها.

يجد المعلمون صعوبة حقيقية في التعامل مع أدوار متعددة لأنّهم يفتقرون إلى الوقت الكافي للتخطيط، حيث أنّ التحضير والتخطيط وتنفيذ المهام المتوقعة منهم يضيف الكثير من الضغط وقلّة الوقت يضاعفها.

الكثير من الأعمال الورقية:

بالإضافة إلى إعداد محتوى تعليمي جيد، من الشائع أن تقوم إدارة المدرسة بتوليهم العديد من الأدوار الإضافية بما في ذلك المعلم النفسي والأخصائي الاجتماعي والمستشار وغير ذلك الكثير.

ومن الصعب بشكل كبير على المعلم التربوي التعامل مع جميع هذه الأمور من أجل غير فتح المجال للنقد، ويمكن أن يكون لها تأثير غير إيجابي على صحة المعلم، حيث يجد العديد من المعلمين صعوبة في الحصول على توازن ملائم بين العمل والحياة.

ضغط الأداء من مدراء المدرسة:

على عكس الماضي هناك منافسون جادون في كل مجال والوضع لا يختلف في مهنة التدريس، ويتم تحدي الجميع دائمًا لتقديم أفضل ما لديهم، وهذا يسبب الكثير من الضغط من مديري المدارس لأداء جيد في كل مرّة دون ترك أيّ نقطة لوم.

أصبح المعلم الآن مسؤولاً عن النسبة المئوية للفوز في الفصل وخطوط مؤشرات نمو الطالب وحتى العوامل التأديبية للفصل الذي يتعامل معه، ومن المؤكد أنّ كون المعلم مسؤولاً عن عدد من الأدوار بخلاف التدريس الجيد سيضع الكثير من ضغط الأداء على المعلمين.

الموازنة بين احتياجات التعلم المتنوعة:

يختلف الطلاب في الفصل الدراسي، وسوف يكون لديهم احتياجات تعليمية متعددة ومختلفة، وسوف تكون عملية  إرضاء الجميع بنفس الأسلوب خلال الاقتراب من منهج ما بمثابة تحدي كبير وخطير، وفي الوقت الحالي يقوم المعلم على استخدام مجموعة من الاستراتيجيات في عملية التدريس التفاضلية من أجل تحقيق الرضا لجميع مستويات الطلاب.

لذلك سيضطرون إلى جلب الكثير من الإبداع والاستراتيجيات المتنوعة التي تتطلب بدورها وقتًا إضافيًا للتحضير. ومع ذلك، بمجرد أن يتعلم الخروج منه سيكون بالطبع تجربة تمكين لحياة المعلم المهنية ولصالح الفصل الدراسي أيضًا.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: