التخيل في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


التخيل في علم النفس

التخيل في علم النفس: هو القدرة على إنتاج ومحاكاة أشياء وأحاسيس وأفكار جديدة في العقل دون أي مدخلات فورية للحواس، ويوصف أيضًا بأنه تكوين الخبرات في عقل الشخص، والتي يمكن أن تكون إعادة إبداع لتجارب سابقة مثل الذكريات الحية مع التغييرات المتخيلة، أو يمكن اختراعها بالكامل وربما مشاهد رائعة.

يساعد التخيل في وضع المعرفة مكانة الإعداد والتنفيذ في حل المشكلات وهي رئيسية لدمج التجربة وعملية التعلم ويعتبر التدريب الرئيسي للتخيل هو الاهتمام والإصغاء إلى قراءة الحكايات أي السرد، حيث تكون دقة الكلمات المختارة هي العامل الأساسي لاستحضار العوالم.

التخيل في علم النفس هو عملية معرفية تستخدم في الوظائف العقلية وتستخدم أحيانًا بالاقتران مع الصور النفسية، بحيث يعتبر كذلك لأنه يتضمن التفكير في الاحتمالات، ويمكن استخدام المصطلح المشابه للصور الذهنية في علم النفس للإشارة  إلى عملية إحياء ذكريات العقل للأشياء التي كانت تُعطى سابقًا في الإدراك الحسي.

يمكن أيضًا التعبير عن التخيل من خلال قصص مثل الحكايات الخيالية أو التخيلات، وغالبًا ما يستخدم الأطفال مثل هذه الروايات ويتظاهرون باللعب من أجل ممارسة خيالهم، وعندما يطور الأطفال التخيل، فإنهم يلعبون على مستويين هما أولاً يستخدمون لعب الأدوار لتمثيل ما طوروه بخيالهم، وفي المستوى الثاني يلعبون مرة أخرى مع وضعهم الخيالي من خلال التصرف كما لو أن ما طوروه هو حقيقة واقعة.

لقد درس علماء النفس الفكر التخيلي، ليس فقط في شكله الغريب من الإبداع والتعبير الفني ولكن أيضًا في شكله الدنيوي من التخيل اليومي، بحيث اقترحت (Ruth MJ Byrne) أن الأفكار التخيلية اليومية حول البدائل المضادة للواقع قد تستند إلى نفس العمليات الإدراكية التي تستند إليها الأفكار العقلانية أيضًا.

بحيث يمكن للأطفال المشاركة في إنشاء بدائل تخيلية للواقع منذ سنواتهم الأولى، بحيث يعمل علم النفس الثقافي حاليًا على تطوير وجهة نظر للخيال، باعتباره وظيفة عقلية أعلى تشارك في عدد من الأنشطة اليومية على المستويين الفردي والجماعي التي تمكن الناس من التلاعب بالمعاني المعقدة للأشكال اللغوية والأيقونية في عملية التجربة.

حيث يطرح جان بول سارتر مفهومه عن التخيل في كتابه ويناقش ما يظهره وجود التخيل حول طبيعة الوعي البشري، بحيث ينشط الخيال أيضًا في إدراكنا للصور الفوتوغرافية لجعلها تبدو حقيقية.

أنواع التخيل في علم النفس:

نظرًا لأن هذا الاستخدام للمصطلح يتعارض مع استخدام اللغة العادية، فقد فضل بعض علماء النفس وصف هذه العملية على أنها تصوير أو تنبؤ أو التحدث عنها على أنها  إنجابية بدلاً من إنتاجية أو التخيل، بحيث ينقسم الخيال البناء إلى خيال طوعي مدفوع بقشرة الفص الجبهي الجانبي، والخيال اللإرادي مثل حلم نوم حركة العين السريعة، أحلام اليقظة، الهلوسة والعفوية.

الأنواع الطوعية من التخيل في علم النفس تشتمل على دمج المعدلات، والدوران الذهني، وكذلك الصور المتخيلة، سواء الرواية أو التي تم تذكرها، بحيث يتم رؤيتها بعين العقل، ومع ذلك، لا يعتبر التخيل في علم النفس نشاطًا إدراكيًا حصريًا لأنه مرتبط أيضًا بالجسم والمكان، ولا سيما أنه ينطوي أيضًا على إقامة علاقات مع المواد والأشخاص، مما يستبعد الإحساس بأن التخيل محبوس في الرأس.

وصف عملية التخيل في علم النفس:

الاستخدام الشائع للتخيل هو عملية تكوين صور جديدة في العقل لم يتم تجربتها سابقًا بمساعدة ما تم رؤيته أو سماعه أو الشعور به من قبل، أو على الأقل جزئيًا أو في مجموعات مختلفة، بحيث يمكن أن يشمل هذا أيضًا التفكير في النتائج المحتملة أو المستحيلة لشيء ما أو لشخص ما في مواقف وتجارب الحياة الوفيرة.

وهناك شكل من شىء محتمل غالبا ما يحتج في التخيل و التخيل العلمي يدعو الأشخاص إلى التظاهر مثل هذه القصص صحيحة من خلال الإشارة إلى الأشياء من العقل، مثل الكتب الخيالية أو سنوات التي لم تكن موجودة بصرف النظر من عالم وهمي.

التخيل في علم النفس لا يقتصر على اكتساب المعرفة الدقيقة بمتطلبات الضرورة العملية، فهو خال إلى حد كبير من القيود الموضوعية، بحيث تعد القدرة على تخيل الذات في مكان الشخص الآخر مهمة جدًا للعلاقات الاجتماعية والتفاهم، ومنها قال ألبرت أينشتاين، أن التخيل أهم من المعرفة، والمعرفة محدودة، أما التخيل فهو يطوق العالم.

نفس القيود تكتنف التخيل في مجال الفرضيات العلمية، بحيث يرجع التقدم في البحث العلمي إلى حد كبير إلى التفسيرات المؤقتة التي طورها التخيل، ولكن يجب تأطير مثل هذه الفرضيات فيما يتعلق بالحقائق التي تم التحقق منها مسبقًا ووفقًا لمبادئ العلم النفسي المحدد.

التخيل هو قسم تجريبي للعقل يستخدم لتطوير النظريات والأفكار القائمة على الوظائف، وأخذ الأشياء من التصورات الحقيقية، بحيث يستخدم التخيل وظائف إذا المعقدة التي تنطوي على حد سواء الدلالي والعرضية في الذاكرة لتطوير الأفكار الجديدة أو المنقحة، وهذا الجزء من العقل حيوي لتطوير طرق أفضل وأسهل لإنجاز المهام القديمة والجديدة.

في علم النفس الاجتماعي، يستخدم التخيل لفصل الطرق عن الواقع بحيث يكون لدى الشخص فهم للتفاعلات الاجتماعية المستمدة من منظور خارج المجتمع نفسه، وهذا يؤدي إلى تطوير النظريات من خلال الأسئلة التي لا يتم طرحها عادة، ويمكن إجراء هذه الأفكار التجريبية بأمان داخل عالم افتراضي.

وبعد ذلك، إذا كانت الفكرة محتملة وكانت الوظيفة صحيحة، فيمكن تحقيق الفكرة في الواقع، ويعتبر التخيل هو مفتاح التطور الجديد للعقل ويمكن مشاركته مع الآخرين، والتقدم بشكل جماعي.

علاقة التخيل بالذاكرة في علم النفس:

لقد ثبت أن الذاكرة والصور الذهنية، التي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها جزء من عملية التخيل، تتأثر ببعضها البعض، بحيث تظهر الصور التي تم الحصول عليها بواسطة تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن التذكر والتخيل يرسلان الدم للتعرف على أجزاء من الدماغ.

ويمكن أن تؤثر العوامل النفسية المختلفة على المعالجة العقلية ويمكن أن تزيد من فرصة الدماغ للاحتفاظ بالمعلومات إما كذكريات طويلة المدى أو ذكريات قصيرة المدى، وأشار جون سويلر إلى أن التجارب المخزنة كذكريات طويلة المدى يسهل تذكرها؛ لأنها متأصلة بشكل أعمق في العقل.

وكل شكل من هذه الأشكال يتطلب معلومات ليتم تدريسها بطريقة معينة لاستخدام مناطق مختلفة من الدماغ عند معالجتها، بحيث يمكن أن تساعد هذه المعلومات في تطوير برامج للطلاب الصغار لتنمية قدراتهم الإبداعية أو تعزيزها منذ الصغر.

والقشرة المخّية الحديثة والمهاد هي المسؤولة عن السيطرة على التخيل في الدماغ، جنباً إلى جنب مع العديد من الوظائف الأخرى للمخ، مثل الوعي والفكر التجريدي، وبما أن التخيل يتضمن العديد من وظائف الدماغ المختلفة، مثل المشاعر والذاكرة والأفكار وما إلى ذلك.

فإن أجزاء الدماغ تحدث وظائف متعددة هي المناطق الرئيسية التي تم توثيق المعالجة التخيلية فيها، وهذا يدل على ارتباط كل من الذاكرة بعملية التخيل وكلاهما مرتبط بالدماغ، مما يمهد الطريق لفهم أفضل لقدرة المرء على ربط التجارب السابقة المهمة بخيال كل شخص.

ما هو الفرق بين الخيال و التخيل؟

التخيل:

  • هو القدرة على تصور أشياء غير موجودة في الواقع.
  • يعتمد التخيل على المعلومات والخبرات التي يمتلكها الشخص.
  • يمكن استخدام التخيل لحل المشكلات أو ابتكار أفكار جديدة.
  • يُمكن اعتبار التخيل عملية ذهنية تُحاكي الواقع، بينما الخيال هو قدرة على ابتكار عوالم جديدة.

الخيال:

  • هو القدرة على ابتكار أشياء جديدة غير موجودة في الواقع.
  • لا يعتمد الخيال على المعلومات والخبرات التي يمتلكها الشخص.
  • يمكن استخدام الخيال لكتابة القصص أو تأليف الموسيقى أو رسم اللوحات.
  • يُمكن اعتبار الخيال عملية إبداعية تُنتج عوالم جديدة، بينما التخيل هو عملية ذهنية تُحاكي الواقع.

أمثلة على التخيل:

  • تصور كيف سيكون العالم في المستقبل.
  • تصور كيف سيكون شعورك إذا فزت بالجائزة الكبرى.
  • تصور كيف يمكنك حل مشكلة معينة.

أمثلة على الخيال:

  • كتابة قصة عن تنين.
  • تأليف أغنية عن الحب.
  • رسم لوحة عن عالم خيالي.

الفرق بين التخيل والخيال بشكل مبسط

  • التخيل هو القدرة على تصور أشياء غير موجودة في الواقع.
  • الخيال هو القدرة على ابتكار أشياء جديدة غير موجودة في الواقع.

في الختام، التخيل والخيال هما مهارات مهمة تُساعدنا على فهم العالم من حولنا، وحل المشكلات، وابتكار أفكار جديدة، والتعبير عن أنفسنا.


شارك المقالة: