التدخين ومرض الخرف

اقرأ في هذا المقال


يعتبر التدخين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الصحة، فهو مرتبط بعدد كبير من المخاطر الصحية تبدأ أمراض القلب إلى السرطان؛ كما حذّر الباحثون أنّ الخرف لا ينبغي أن يكون مستثنى.

التدخين ومرض الخرف:

وجد العلماء صلة بين التدخين والخرف من خلال الدراسات التي أجريت على 46140 رجل يبلغون من العمر 60 عام، حيث تمّ تسجيلهم في برنامج فحص من عام 2002 إلى عام 2013، فقد قام المشاركون بتفصيل عادات التدخين في استبيان تمّ استكماله بين عامي 2002 و2003 ومرة أخرى في عامي 2004 و2005.
ابتداء من عام 2006 قام الباحثون بدراسة على الرجال لمدة 8 سنوات، لمعرفة إذا كانوا طوروا الخرف ومرض الزهايمر أو الخرف الوعائي، صنّف الرجال ل4 مجموعات؛ الأولى كانت فئة المدخنين بشكل مستمر، الفئة الثانية المدخنين الذين توقفوا لفترة قصيرة ثمّ عادوا للتدخين، أمّا الثالثة المدخنين الذين تركوا التدخين وأخيراً الذين لم يدخنوا أبداً.
أظهرت النتائج أنّ المدخنين الذين تركوا التدخين على المدى الطويل وغير المدخنين فقط، لديهم مخاطر أقل بنسبة 14% إلى19% على التوالي من الإصابة بالخرف مقارنة مع الآخرين، فعندما تم النظر في مرض الزهايمر كان غير المدخنين أقل عرضة بنسبة 18% من الذين يدخنون السجائر، في الوقت نفسه كانت مخاطر الخرف الوعائي للمقلعين على المدى الطويل والذين لم يدخنوا 32%.
لخّص الباحثون أنّ التدخين يرتبط بتزايد خطر الإصابة بالخرف، لكن المدخنين الذين تركو التدخين لفترة طويلة قد يعكس ذلك المخاطر لديهم إلى حد معين، كان الجزء المهم في النتائج أنّ المدخنين الذين تركو التدخين قللوا من خطر الإصابة بالخرف مقارنة مع الذين يدخنون بشكل مستمر؛ لأنَّ تأثير التدخين على الأنظمة العصبية كان لا رجعة فيه ولأنّ الخلايا العصبية لا تملك إلّا القليل من القدرة على التجدد.
حسب لمنظمة الصحّة العالمية فإنّ تقريباً ثلث سكان العالم الذين يبلغون 15 عام أو أكثر يدخنون، كما يتسبب التدخين وفاة أكثر من 480,000 في السنة، حيث يمكن للمواد الكيميائية السامة في السجائر زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات اللذان ارتبطا كلاهما بتطور مرض الزهايمر، كما يزيد التدخين من فرصة تطوير حالات صحية مثل مرض السكري من النوع الثاني، الذي بدوره يزيد من احتمال الإصابة بالخرف.

المصدر: خرف الشيحوخة، غسان جعفرالطب النفسي المعاصر، أحمد عكاشةالزهايمر وأنواع أخرى من المرض، جيمس وارنر، ترجمة: مارك عبود


شارك المقالة: